الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نهاية داعش و ملامح الخدعة الجديدة

محمد فريق الركابي

2016 / 10 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


نهاية داعش و ملامح الخدعة الجديدة
محمد فريق الركابي

هل تعرف ما هي وظيفة مساعد الساحر ؟ و ما اهمية ما يقوم به ؟ و كيف يعتمد الساحر في اداء عمله على خبرة و براعة مساعده ؟ كم مرة قلت ان ما يقوم به الساحر سهلا ؟ لكن بعد ان انطلت عليك خدعته مرة او اكثر , فالساحر حتى يقوم بخداع جمهوره , عليه ان يلفت انظارهم الى خدعة اخرى ثانوية , تشغلهم للحظات حتى تكتمل الخدعة المراد عرضها , و هذه هي وظيفة مساعد الساحر , الذي ينبغي ان يكون على درجة عالية من الدقة التي تجعل الجمهور غير قادر على متابعة الساحر و كشف خدعته , و في الوقت نفسه ترك الخدعة المزيفة التي يراد بها افساح المجال للخدعة الحقيقية الاكبر التي جاء لأجلها.


الفرق بين ما يقوم به الساحر و مساعده و ما يحدث في الواقع , ثلاثة امور , الاول هو حجم الخدعة المراد تنفيذها , و الثاني هو المسرح الذي تنفذ عليه ألخدعة و اخيرا الهدف المراد تحقيقه , مسرح بسيط و جمهور قليل و شهرة و مال هو ما يطمح اليه الساحر في النهاية , لكن في الواقع الذي نعيشه فالأمر مختلف , فالمسرح كبير جدا لا مجال لقياسه , و الجمهور يقدر بالملايين , و الغاية مخططات و تغييرات جديدة , ترسم ملامح دول , و تقرر مصير شعوبها , و من الطبيعي بحال ان تفكر بحجم مساعد الساحر , لكن هذه المرة القادر على تنفيذ الخدعة على ارض الواقع.
بعد حروب طويلة , و خسائر فادحة , ادركت الدول الكبرى , ان الحرب ليست السبيل الوحيد لتظهر قوتها و تنفيذ ما تريد من اجل حماية مصالحها , بل هناك ما هو ابسط و اقل تكلفة , تماما كالذي تقدم ذكره ( الخدعة التي يقدمها مساعد الساحر ) , دون ان تبدو معتدية بل محررة و محبة للسلام , اذ يكفي ان تصنع مجموعة تقتل و تهجر الابرياء ثم تزعم انك الوحيد القادر على مواجهتها و دحرها , و طبعا القضاء على هكذا عصابة مجرمة لن يتم بسرعة , بل يستغرق وقتا ربما يصل الى سنوات عدة , فالأمر يعتمد على المدة الكافية لتنفيذ الخدعة الاكبر التي تخفيها الخدعة الوهمية و هي دون ادنى شك تأسيس جماعة ارهابية تشغل الاعلام و الشعوب و تبعدهم عن التفكير فيما هو ابعد من ذلك.


طالبان ثم القاعدة و الان داعش , جميعها جماعات اسلامية متشددة وارهابية , شغلت العالم كثيرا و لا تزال , و البحث عن اسباب نشوؤها , سيصل بنا الى ما هو ابعد من تأسيس خلافة اسلامية او دولة جديدة , فالدول العربية جميعها مسلمة , و لها من المراجع الدينية الكثير و ليست بحاجة فعلية الى دولة ترفع شعار الاسلام بصورة مختلفة , إلا اذا تركز البحث عن الهدف من وجود هكذا نوع من الجماعات , فالأمر سيتخلف كثيرا , فحركة طالبان كانت سببا في احتلال افغانستان , لتكون مركزا لعمليات الولايات المتحدة الامريكية في المنطقة , و ما ان بدأت هذه الخدعة تكشف حتى ظهر تنظيم القاعدة , الذي كان فرصة لاحتلال العراق على اعتبار ان النظام السابق كان على علاقة به و يمول هكذا منظمات ارهابية , طبعا دون ان ننسى ايقونة الاعمال الارهابية و اهمها على الاطلاق , تفجير 11 سبتمبر الذي كان سببا في ما يسمى الحرب على الارهاب.


و من الطبيعي ان رغبات الدول الكبرى لا تنتهي , و بالتالي حاجتها الى حجة للتدخل او خدعة مستمرة , و طبعا لا يمكنها ان تستمر في عملها إلا بعد ان حققت وعودها بانتصار مزيف كالذي حدث بعد مقتل اسامة بن لادن , الذي مهد لظهور تنظيم الدولة ( داعش ) , لكن هذه المرة الفائدة لم تكن من نصيب الولايات المتحدة الامريكية فقط , بل شملت الجميع روسيا و حلفائها كذلك ,و جميع من يدعي محاربة الارهاب ايضا , بل حتى الدول المستقرة , التي لم تتأثر بما يحدث في سوريا و العراق اتخذت من داعش وسيلة لتخويف شعوبها التي تطالب بالحرية و ما الى ذلك من المطالب الشعبية.


داعش التي تتوالى عليها الهزائم هذه الايام , هو خدعة كبيرة اخفت اتفاقات اكبر , سواء بين الدول الكبرى نفسها او بين دول المنطقة , فحتى ان لم يكن للدول الاقليمية دور في تأسيسها لكنها لا تستطيع ان تنكر حجم الفائدة التي حصلت عليها بسبب وجود هكذا تنظيم , و نهاية هذا التنظيم لا تعني ان السلام قد حل , و ان الفوضى ستنتهي , بل هي مقدمة لما هو قادم , الذي ربما يكون بصورة مختلفة عن طالبان او القاعدة او داعش , لكنه سيتشابه في المضمون , كونه خدعة جديدة , تخفي ما هو قادم من مخططات , و مشاريع سواء في المنطقة او العالم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نظرية المؤامرة
علي عدنان ( 2016 / 10 / 22 - 09:29 )
لقد ذهبت بعيدا صديقي العزيز باتهاماتك وتصويرك نظرية المؤامرة
لاريب ان الجهاديين في افغانستان كانت صناعة امريكية -خليجية وخاصة سعودية باشتراك دول اخرى منها مصر واليمن وباكستان وتركيا لغرض محاربة الاتحادا لسوفيتي وقتها
ولكن ماتلى ذلك كان حقيقيا وخارج ارادة امريكا مع شكوك بان النظام السعودي المتحالف مع ا لمؤسسة الوهابية هو الطرف الذي ادام ولا زال يديم ارهاب المتطرفين
لاعتقد ان ماذكرتهم في نظريتك اي الامريكان والروس بما تكبدوه من خسائر بشرية ومالية مشتركين بصناعة القاعدة او داعش اطلاقا وانما تكدس الاموال وخاصة اموال النفط في دول الخليج مع وجود فقر مدقع في دول اخرى كدول المغرب ومصر والشام بوجود المؤسسة الوهابية المظلمة ادى كل ذلك الى نشوء القاعدة ثم داعش


2 - رد
محمد فريق الركابي ( 2016 / 10 / 22 - 19:09 )
صديقي العزيز لا يتعلق الامر بما تسميه مؤامرة بل في صناعة الارهاب و لو ركزت اكثر في المقال لوجدت ان ما ذكرته حضرتك موجود لكن بفكرة مغايرة فالولايات المتحدة و روسيا و انظمة الدول العربية حصلوا من المنافع الكثير في ضل وجود داعش و بالتالي اصبح وجودها او غيرها من الجماعات الارهابية ضروري ليعطي الحجة للدول الكبرى في التدخل بصورة شرعية في شؤون دول المنطقة.

اخر الافلام

.. الناخبون في تشاد يدلون بأصواتهم لاختيار رئيس للبلاد


.. مقتل 4 جنود إسرائيليين بقصف لحماس والجيش الإسرائيلي يبدأ قصف




.. الانتخابات الأوروبية: أكثر من نصف الفرنسيين غير مهتمين بها!!


.. تمهيدا لاجتياحها،الجيش الإسرائيلي يقصف رفح.. تفاصيل -عملية ا




.. تهديد الحوثي يطول «المتوسط».. خبراء يشرحون آلية التنفيذ والت