الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عريشة أفرات

عطا مناع

2016 / 10 / 22
القضية الفلسطينية


عريشة أفرات

بقلم : عطا مناع

قبل أيام قام العشرات من محافظتي الخليل ويبت لحم بزيارة عريشة مستوطنه أفرات ألمقامه على أراضي المواطنين الفلسطينيين بهدف تهنئة المستوطنين بعيد العرش اليهودي الذي يسبق عيد الغفران.

بالرغم من أن اللقاءات التطبيعية مع إسرائيليين باتت ظاهره لدينا إلا أن مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية أولت الزيارة اهتماماً ملحوظاً تبعها اعتقال مجموعه من المشاركين من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينيه.

دعوني انحاز من حيث المبدأ لكافة الإجراءات المتخذة بحق المشاركين، لكنني ارفض ان أتناغم مع الانتقائية التي باتت سمه ملازمه لأدائنا كفلسطينيين في التعاطي مع قضايانا المفصليه.

تصنف هذه الزياره في خانة التطبيع المباشر مع الاحتلال الذي لم يعد يخفي جرائمه بحق شعبنا والتي باتت جزء من حياتنا لدرجه أن المسافه التي تفصلنا عن الموت الطبيعي تتسع باضطراد.

أعطي لنفسي الحق بوصف من شارك بتهنئة المستوطنين بعيدهم بأنهم ضحايا، وأرى أنهم سقطوا في وحل التطبيع الوسخ حتى لو غرر بهم ولا اعتقد بذلك.

التهنئة الفضيحه لم نكتشفها نحن، تفاصيلها كشفتها صحيفة معاريف العبريه مرفقه بالصور، وكأنها تعلن بداية مرحله جديد ومتقدمه للتطبيع الذي ظل في الخفاء ويتم التعامل معه بخجل من قبل مثقفين ونخب تطبع من سنوات طويله لدرجة أننا بتنا نتعامل بعاديه مع التطبيع خاصة أن لا قانون فلسطيني يمنع اللقاءات مع الإسرائيليين حسب معرفتي.

وبناءاً عليه أصبحنا نسمع ولا نتكلم عن التطبيع الثقافي والأكاديمي والإعلامي والرياضي والبيئي والفني وكل ما تفكرون به والذي يستهدف الفكر والرواية الفلسطينيه، وأصبحنا نشاهد مؤسسات أل أن جي اوز تتورط في النشاطات التطبيعيه باستخدام الشريحه المحببه والمفضله ألا وهم الأطفال.

أكاد اجزم أن المسأله لا تتوقف عند عشرات قاموا بزيارة عريشة أفرات، وقد يكون بعض هؤلاء قد اعتقدوا أنهم يقدمون خدمة للوطن، لكنهم غالبيتهم يقادون كما الدواب خلف مصالحهم وهذا حال مثقفينا وسياسينا المطبعين الذين خرج بعضهم علينا بأوراق ووثائق تنظر للتطبيع كم وثيقة جنيف التي عرابها ياسر عبد ربه الغائب ألان عن المشهد.

لم يعد مجديا أن نقرأ الواقع بتجريد يضيع الحقيقة الموجعه، لا يكفي أن نغرق في التحليل الاقتصادي والطبقي والارتكان لحقيقة أن التبعية ألاقتصادية تؤكد التقاء المصالح بين الكمبرادور ودولة الاحتلال التي أوجدت شرائح اقتصاديه تلعت دوراً رئيساً في الحياة الفلسطينيه، وهذا ينطبق على الإعلام حيث صناعة الخبر والإعلاميين بدقه متناهيه كما صناعة السينما.

لم يعد التعميم والتجريد نافعاً لنا بل هو مسمار خطير في نعش ثقافتنا ألوطنية والشعبيه التي راكمها من سبقونا.
أنهم يعيشون في أوساطنا، نرى تضخمهم الوقح، يشاركونا في أفراحنا ومأتمنا، بعضهم يتضامن مع أسرانا، أصبحوا عنواناً للفقراء والمعثرين، صورهم الفاضحة كأباطرة تطبيع تنتشر على مواقع التواصل، هم لا يأبهون بالمناهضين لأنهم نسجوا علاقات طالت أوساط واسعه من الناس باللجوء للرشوة، والرشوة هنا يمكن أن تكون وظيفة أو منحه جامعيه أو سفريه للخارج.

عايشت كغيري الكثير من المواقف، وأكاد اجزم وكما يناكف أبناء حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح اليسار الفلسطيني بان بعض رموزه لعبوا ولا زالوا دوراً مركزياً في التطبيع، اتفق مع بعض هذا الكلام لأنني شاهدت وعايشت وناقشت أشخاص كانوا يحسبون على الاتجاه الردكالي يُنظرون للتطبيع ويجملونه.

ما يخيف أن المستقبل لا يحمل إلا المخاطر والانفلات، والمرعب أن رموز التطبيع أضحى لها دوراً في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعيه، انظروا لفترة الانتخابات والتقارير التي تحدثت عن كتله بيت ايل.

شخصياً اشد على يد الأجهزة الأمنية التي اعتقلت جماعة عريشة أفرات الذين اختبؤا خلف قيمة الشهادة، واشد على أيدهم أكثر عندما يلاحقوا العابثين بتقافتنا من المطبعين وهم معروفين للجميع وللأجهزة الأمنية، إن هؤلاء هم الخطر القادم، هؤلاء حالهم كحال دودة الفرار التي تأتي على الشجرة من الداخل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشاد: المرشحون للانتخابات الرئاسية ينشطون آخر تجمعاتهم قبيل


.. رويترز: قطر تدرس مستقبل مكتب حماس في الدوحة




.. هيئة البث الإسرائيلية: تل أبيب لن ترسل وفدها للقاهرة قبل أن


.. حرب غزة.. صفقة حركة حماس وإسرائيل تقترب




.. حرب غزة.. مزيد من الضغوط على حماس عبر قطر | #ملف_اليوم