الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المعارضة السورية والإنجاز الجديد

محمد جمول

2016 / 10 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


المعارضة السورية والانجاز الجديد
محمد جمول

بمناسبة فوز رضوان زيادة بلقب " الرجل الأكثر غباء في المعارضة السورية" متقدما على فيصل القاسم( حسب استطلاع أجرته الديلي ميل الإلكترونية) يمكن القول إن فرسان القنوات الفضائية من ممثلي الجماعات الإرهابية في سورية يعتقدون أن كل من يسمعهم هو على نفس القدر من الغباء الذي حباهم الله به، وأن كل المتابعين لا يستمعون إلا لهم. ست سنوات تقريبا وهم يكررون العبارات ذاتها ولم يملوا: ثورة سلمية لشعب مظلوم مؤكدين أنه لم يكن هناك حتى سكين أو مسدس مع أن جرائمهم كانت في كل مدينة سورية في حين كان المعارضون الوطنيون، من أمثال هيثم مناع، يعارضون هذا التوجه ويعارضون تسليح الحراك السياسي.
ولا يتوقف التكرار الببغاوي عند هذا الحد. فهؤلاء لا يزالون يصرون على أن من يقاتل الإرهاب يجب أن يعامل معاملة الإرهابيين الذين صنفهم العالم كذلك، مثل القاعدة وداعش، وكأن الحرب على الإرهاب هي حرب على من يقاتل الإرهاب أيضا. أمر غريب آخر هو دفاعهم عن جبهة النصرة بحجة أن غالبية عناصرها من السوريين، وكأن السوري يحق له أن يكون إرهابيا لمجرد أنه سوري.
ولا يزال هؤلاء يصروون على أن الحرب في سورية هي حرب على فئة دينية واحدة في هذا البلد، وبذلك يتجاهلون أن أبناء هذه الفئة هم الأكثر تعرضا للقتل والتهجير من قبل هؤلاء الإرهابيين، والدليل على ذلك أن محافظات عدة في شمال وشرق سورية لم يبق فيها شيخ صوفي لم يقتل أو يهجّر، ولم يبق مقام صوفي لم يهدم. وفوق ذلك تراهم يجهدون عقولهم في إيجاد التبريرات لآلاف القتلى الذين قتلهم هؤلاء الإرهابيون في صراعاتهم الداخلية. ولم يخبروا أحدا لماذا تقوم هذه الجماعات بقتل كل من يخالفهم من الطائفة ذاتها مثل قتل وتهجير أبنا الطوائف الأخرى من جمميع المناطق التي سيطروا عليها من دون استثناء. وفوق ذلك لا يزالون يصرون على أن الجيش السوري ليس لديه أي عمل سوى قتل الأبرياء والنساء والأطفال، وكأن سورية ليس فيها إرهابي واحد. وهم مستمرون في اتهام الجيش بقتل كل من قُتل أو استشهُد في سوريا، وكأن إرهابييهم لم يحملوا سوى أغصان الزيتون منذ 2011 وحتى هذه اللحظة. وهم بذلك يستمرون في ممارسة شطاراتهم السياسية التي فاجأونا بها في بداية الحرب حين كانوا يؤكدون لنا أن الجيش يقتل عناصره وأن الدولة السورية هي التي تفجر وتدمر مقراتها ومنشآتها بالسيارات المفخخة.
وهم غير مستعدين لتفهم أو الاعتراف بأن المواطنين الذين يهربون من مناطق سيطرة إرهابييهم يلجأون إلى المناطق التي تسيطر عليها الدولة السورية والمكونة من جميع الطوائف السورية، ما يعني أن غالبية السوريين الذين فضلوا البقاء في وطنهم يعتبرونه وطنا للجميع رغما عن الجماعات التكفيرية الإرهابية.
أظهرت المصالحات التي تمت في عشرات المناطق التي سيطر عليها الإرهابيون، أن مئات الآلاف من المواطنين كانوا مجرد رهائن لدى عشرات أو مئات المسلحين لا أكثر. ولذلك باتوا يعزفون نغمة التغيير الديمغرافي والتهجير القسري، متجاهلين أن من يتم تهجيرهم هم حملة السلاح وأنه يجري تخييرهم بين التخلي عن السلاح والبقاء في مدنهم أو مغادرة المدينة إن أصروا على الاستمرار في حمل السلاح والقتال. ففي قدسيا والهامة، هناك حوالي أربعمائة ألف مواطن بقوا في مدينتيهما بينما غادرها عشرات المسلحين مع عائلاتهم.
لكن المدهش أكثر، وبشكل يؤكد أن جائزة( الرجل الأكثر غباء في المعارضة السورية) كان ينبغي أن تعطى للجميع لأننا أمام فيلم بطولته جماعية وليس هناك بطل واحد، هو أن هؤلاء الإرهابيين الذين باتوا محاصرين في كل المناطق الخاضعة لسيطرتهم لا يزالون مصرين على أنهم قادرين على إسقاط النظام في وقت يلومون العالم لأنه لا يعمل على إدخال المعونات لهم. فمن يستطيع إسقاط النظام لا يستجدي أحدا ليدخل له الطعام. على كل حال، مبروك للدكتور رضوان زيادة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فصل جديد من التوتر بين تركيا وإسرائيل.. والعنوان حرب غزة | #


.. تونس.. مساع لمنع وباء زراعي من إتلاف أشجار التين الشوكي | #م




.. رويترز: لمسات أخيرة على اتفاق أمني سعودي أمريكي| #الظهيرة


.. أوضاع كارثية في رفح.. وخوف من اجتياح إسرائيلي مرتقب




.. واشنطن والرياض.. اتفاقية أمنية قد تُستثنى منها إسرائيل |#غرف