الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاوغاد لا يقضون على داعش

سمير عادل

2016 / 10 / 23
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ان القضاء على داعش مطلب اي انسان تحرري، اي انسان يريد ان يعيش بحرية، اي انسان يريد ان ينعم بالحد الأدنى للأمن والسلام، اي انسان يمارس حياته بشكل طبيعي بالحد الادنى لإنسانيته، اي انسان يريد ان يفكر بصوت عالي دون ان تتربص به الوحوش الضالة.
صوت القصف الاعلامي قبل صوت صليل الرصاص والقصف الصاروخي والمدفعي وبالطائرات، يعلو فوق جميع الاصوات، ويحاول حجب حقيقة الاجندات السياسية للمتحمسين لمعركة الموصل.
ان التمويل التركي والقطري والسعودي، وتواطئ الولايات المتحدة الامريكية وفرنسا وبريطانيا، وراء بزوغ فجر شمس سيناريو داعش، وراء تمدد داعش في سورية والعراق، وراء التحاق الاف من المتوهمين والمخدوعين في العالم بحلم دولة الخلافة الوحشية، دولة الرعب والحط من كل القيّم الانسانية. واليوم الكل يعزف في جوقة واحدة ووراء مايسترو واحد وهو الادارة الامريكية، بأنها تشارك تحت العنوان "الحرب على الارهاب" التي دشنتها الادارة الامريكية بعد احداث الحادي عشر من ايلول، وتتنافس كذبا وخداعا ونفاقا، بأنها تشارك في معركة "تحرير الموصل" من داعش.
ان معركة الموصل وبعكس كل الادعاءات الكاذبة والخادعة لوسائل الاعلام المأجورة المحلية والعالمية، ليست هي من اجل القضاء على داعش، ولا من اجل تجفيف منابعه المادية، ولا من اجل تخليص الانسانية ليس في الموصل وحدها فحسب بل في العالم اجمعه من الافكار المتخلفة والرجعية والسرطانية لداعش. ان معركة الموصل هي واحدة من المعارك المصيرية في المرحلة الانتقالية التي يشهدها العالم، مرحلة صراع الاقطاب الدولية والاقليمية والمحلية، من اجل تقاسم مناطق النفوذ. وكل ما يدور من فذلكات اعلامية ودعائية، مثل مؤتمر باريس الذي انعقد قبل يومين تحت عنوان "المستقبل السياسي لموصل بعد التحرير" ومؤتمر الصحوة الاسلامية في بغداد، ليس الا ذر الرماد في العيون واطلاق اعمدة من الدخان لحجب الرؤية السياسية عن الاهداف السياسية والجغرافية للصراع تلك الاقطاب.
ان من يأوي الذئاب، لا يمكن ان يكون حمامة سلام. ان من اطلق الذئاب البشرية والكلاب المسعورة لتعلن كيان جغرافي باسم دولة الخلافة الاسلامية هم دول المحور الاقليمي والغربي المشار اليهم بقيادة الادارة الامريكية. وجميع المعطيات والوقائع تشير بأنهم يحاولون اعادة انتشار تلك الحيوانات في سورية لاستخدامها كورقة ابتزاز سياسية وعسكرية ضد امن وسلامة المنطقة مرة اخرى، مثلما استخدمت بمهارة في العراق لإعادة انتاج النفوذ الامريكي والدول التي تحمل الراية الطائفية السنية على حساب الاقطاب الصاعدة، وهي روسيا والصين والجمهورية الاسلامية في ايران حاملة راية الطائفية الشيعية.
ان المالكي افشى بسر معركة الموصل في كلمته امام مؤتمر الصحوة الاسلامية، عندما قال ان معركة الموصل مرتبطة بحلب واليمن. وهذا هو سر غضب رفاقه واخوته الاعداء في العملية السياسية. وفي العرف العسكري من يفشي بسر عسكري، لا بد من الحكم على المدان رميا بالرصاص. ففي حلب تلوى الاذرع وتقدم المدنيين قرابين على مذبح المصالح الاقليمية والدولية وتحت عنوان التخلص من "جبهة النصرة سابقا وفتح الشام حاليا"، حيث تحل هناك محل داعش، وفي اليمن تهشم البيوت على رؤوس الابرياء تحت عنوان اعادة الشرعية حيث يحل الحوثيين محل داعش والنصرة، وفي الموصل ارتهنت تلك الدول مصير اكثر من مليون انسان اضافة الى تشريد اكثر من ٧ مليون في يد عصابات داعش، واليوم يتباكون عليهم لتحريرهم وخوفهم بسبب الاستعداد غير الكافي في تهيئة المخيمات والمستشفيات والقبور لهم.
على الطبقة العاملة في العراق والمنطقة، وعلى الجماهير التواقة للحرية والامن والسلام، ان لا تنخدع بمعركة الموصل ولا تعلق الآمال عليها، ولا تنجر وراء الفذلكات الاعلامية والدعائية، ولا تتحول الى وقود في الحرب الطائفية التي تعد لها القوى المحلية قبل الاقليمية والدولية، اذا ما رفضت كل منها اسهمها وقسمتها في المعادلة السياسية التي ستتشكل بعد اعادة انتشار داعش في سورية.
ان تحرير العراق من داعش، يتم قبل كل شيء هو الارتقاء بوعي ما يدور من احداث، وعدم افساح المجال ان تنطلي على الجماهير التي اكتوت بنار داعش ونار المليشيات الشيعية، لعبة اللصوص والحرامية والفاسدين الذين سلموا الموصل واهلها الى عصابات داعش، وحولوا العراق الى ساحة لصراع الاقطاب الدولية والاقليمية، انها الخطوة الاولى في افشال مخطط لعبة معركة الموصل. وان تحرير العراق بشكل نهائي اولا من داعش والنصرة واحرار الشام والقاعدة وكل الاسلام السياسي وبجميع تلاوينه بشكل نهائي يتم فقط في اقامة دولة علمانية وغير قومية، وتخليص العالم ثانيا من تلك العصابات الاسلامية من كل حدب وصوب عن طريق تشكيل جبهة عالمية انسانية، هدفها واستراتيجيتها استئصال الاسلام السياسي على غرار الجبهة المناهضة للفاشية. ان البديل العلماني لا يدفع به الا الشيوعيين والطبقة العاملة والجماهير التواقة للتحرر والكرامة والرفاه، انهم اهل في استئصال داعش، فلا انتظار من الاوغاد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا: السجن 42 عاما بحق الزعيم الكردي والمرشح السابق لانتخا


.. جنوب أفريقيا تقول لمحكمة العدل الدولية إن -الإبادة- الإسرائي




.. تكثيف العمليات البرية في رفح: هل هي بداية الهجوم الإسرائيلي


.. وول ستريت جورنال: عملية رفح تعرض حياة الجنود الإسرائيليين لل




.. كيف تدير فصائل المقاومة المعركة ضد قوات الاحتلال في جباليا؟