الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قانون منع المشروبات دق ركن جديد من اركان الدولة الاسلامية في العراق!

نادية محمود

2016 / 10 / 23
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


في اللحظة الاخيرة من مناقشة ايرادات بلدية بغداد حشرت فقرة لمنع بيع واستيراد وتصنيع (ونسي ان يقول القانون استهلاك) المشروبات الكحولية في العراق يوم امس السبت المصادف 22- اكتوبر. هذا القرار يسري على وسط وجنوب العراق باستثناء كردستان. المدافعين عن هذا القانون يقولون انه يتناغم والدستور، والمخالفين يقولون انه يخرق الحريات المدنية والشخصية.
اصدار هذا القانون في هذه الايام بالذات، وفي اللحظة الاخيرة من مناقشات البرلمان، و"الدولة" في حرب مع داعش، يعني تمرير القانون في غفلة من الناس، من قبل برلمان اقل ما يقال عنه انه فاسد من الرأس الى اخمص الاقدام. في وقت يوجه الجميع انظاره الى الموصل وكركوك التي شهدت اول عملية لتدشين ستراتيجية حرب العصابات من قبل داعش بعد دنو مشروع دولتها الاسلامية من الانهيار، والاعناق مشرئبة الى هذا الصراع الدموي بين داعش وهجمتها الارهابية الاخيرة، ينشغل البرلمان العراقي ويتذكر "فجأة" ان شرب المشروبات الكحولية يتناقض مع الدستور، وانه يجب حماية الدستور.
ان التوقيت ليس صدفة، والنية مبيتة اساسا، للهجوم والانقضاض على حقوق وحريات المجتمع في اية لحظة يتمكنوا فيها من فرض سياستهم المشؤومة. لان النية مبيتة بتأسيس دولة اسلامية في العراق.
ان قانون منع المشروبات يؤسس ويدق ركنا جديدا من اركان دولة اسلامية في وسط وجنوب العراق. المسالة ليست حماية فقرات الدستور وعدم تشريع ما يخالفها. وتذكرها في هذه اللحظة من اوضاع الحرب والاعمال الارهابية وانشغال الناس بمصير الموصل ومصير المجتمع ما بعد داعش.
انهم لم يتذكروا فجأة بأن التجارة واستهلاك المشروبات تتناقض مع الاسلام، فالدستور يقول ايضا باحترام الحريات الشخصية، فلماذا لا يراعوا هذه الفقرة ان كان الدستور واحترام الدستور هو مايهمهم؟ ولماذا اختاروا هذه الفقرة دون غيرها. ان اختيار الدفاع عن هذه الفقرة او تلك، هي سياسة، والا الدستور ليس القرآن ليكون "حمال أوجه"!
الحكومة وحشديها الشعبي الشيعي والوطني السني اللذين يحاربان داعش، لانها "لاتمثل الاسلام"، داعش التي تحرم الشراب، بل وتقتل البشر اذا ما دخن احدهم سيكارة، يعيدون وبالقانون، ما يفعله داعش بالضبط!.
ان منع المشروبات وفرض الحجاب هما الرايات الاكثر صارخة على هوية دولة اسلامية.
العراق ليس مجتمع اسلاميا. وليس هنالك مجتمعات اسلامية، هنالك دول اسلامية، دول تحتاج الى قوانين ودساتير وميليشيات، ومحاكم وعقوبات بالقتل وتحميق اعلامي حتى تفرض نمطها الاسلامي في المجتمع. منع المشروبات يدخل العراق رسميا في قائمة الدولة الاسلامية: ايران والسودان وافغانستان وباكستان وليبيا وغيرها.
الناس لن تكف عن الشرب، وهذا ما يفسر زيادة عدد السياح من وسط وجنوب العراق لكردستان في عيد الاضحى الماضي بنسبة 500% مقارنة بالعام الماضي ،وخلال اسبوع واحد فقط من شهر ايلول وصل ربع مليون مواطن، ليتنفسوا بحرية وليشربوا كما طاب لهم في مدينتين فقط في كردستان. الان ومع صدور هذا القانون ستتحول كردستان الى رئة يتنفس منها المواطنين في العراق. بسبب حاجة ورغبة الناس في الشرب.
كلما امعنت الدولة في اسلاميتها، انما تحفر قبرها بايديها، فامر تناول المشروبات الروحية أمر شخصي، ولا شأن للدولة به. الدولة لا دين لها. ان ارادوا استخدام الدين لتبرير وجودهم ولاعطائهم الشرعية لفرض سلطتهم قوانينهم الاسلامية على المجتمع، لايوجد حلين او خيارين لهذا الموضوع: بل حل وخيار واحد: خلعهم من السلطة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - يسقط العرق تحيا الحشيشه
صلاح البغدادي ( 2016 / 10 / 23 - 19:27 )
من السومري الاول الى البابلي الموغل في القدم
من اشور الى هارون الرشيد
من فيصل الاول الى عبد الكريم قاسم وصدام حسين
تغيرت دول...حدثت انقلابات..اغتيل ملوك
اندلعت حروب...انتشرت اوبئة
تبدلت ازياء واذواق الناس
اختلفت طبعائهم
شيء واحد بقي لم يتغيير منذ خمسة الاف عام
(العرق) العراقي
ليسبني المتآسلمون وليشتمني اصحاب الاخلاقيات الزائفه
مابقي فقط هو العرق ..هل هي مصادفة ان يكون العرق والعراق بنفس ترتيب الاحرف
العرق هو الباقي ..وهذا لم يرق لولاية الفقيه الايرانية العراقية
فكانت رصاصة الرحمة على مابقي للعراقيين
فليسقط العرق العراقي ولتحيا الحشيشة الايرانية


2 - اصبح التناقض بين الشعب والسلطة تناقضا تناحريا
طلال الربيعي ( 2016 / 10 / 23 - 20:29 )
قلناها مرارا وتكرارا ان الاسلام السياسي الذي يسيطر على النظام العراقي وداعش كلاهما وجهان لعملة واحدة. انهم يهدفهون الى خلق دولة اسلامية على غرار ايران, ايران التي يغُتصب فيها الاطفال من قبل قارئ القرآن في بيت خامنئي ويقوم خامنئي بالعفو عنه!
(فضيحة مدوية.. قارئ القرآن في بيت خامنئي يغتصب طلابه)
http://www.alarabiya.net/ar/iran/2016/10/19/%D9%81%D8%B6%D9%8A%D8%AD%D8%A9-%D8%AA%D9%87%D8%B2-%D8%A8%D9%8A%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%B4%D8%AF-%D9%82%D8%A7%D8%B1%D8%A6-%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%AE%D8%A7%D9%85%D9%86%D8%A6%D9%8A-%D9%8A%D8%BA%D8%AA%D8%B5%D8%A8-%D8%B7%D9%84%D8%A7%D8%A8%D9%87.html

ان قرارهم يهدف ايضا الى الى انهاك الشعب في معارك جانبية لحرف انظاره عن معركته ضد السلطة الفاسدة والغاشمة حيث ان التناقض بين الشعب والسلطة اصبح تناقضا تناحريا لا بد ان
يحل بالتخلص من هذه السلطة صنيعة المحتل واقامة سلطة الشعب.
يتبع


3 - اصبح التناقض بين الشعب والسلطة تناقضا تناحريا
طلال الربيعي ( 2016 / 10 / 23 - 20:31 )
انهم يهدفون ايضا بقرارهم هذا تشجيع استخدام الحشيشة والمواد المخدرة الاخرى القادمة من ايران لان ستخدامهم الدين لتخدير الشعب قد ضعف وفشل, وهم بحاجة الى مخدر من نوع آخر.
انهم يسعون ايضا الى نشر استخدام المخدرات القادمة من ايران لدعم اقتصاد ايران الرسمي وسوق التهريب فها.
وقد -هنأ عضو اللجنة القانونية النيابية القاضي محمود الحسن -المراجع الدينية- في العراق والشعب العراقي بمناسبة تصويت مجلس النواب على قانون حضر استيراد وتصنيع وبيع الخمور-.
http://www.nrttv.com/AR/Detail.aspx?Jimare=32241
وكأن هذا القرار قد حول العراق الى دولة متقدمة منتجة ينعم شعبها بالامن والخير والطمأنينة. وليس فيها تسعة ملايين يعيشون تحت خط الفقر. فلماذا لا يصدرون قانونا بانقاذ هؤلاء من الفقر وتوفير الرعاية الاجتماعية والحياة الكريمة لهم؟
واسألة بسيطة نوجهها لاغبي اغبياء العالم, اعضاء الاسطبل او ما يسمى, ضحكا على الذقون, البرلمان العراقي: هل هناك شاربو خمر ضمن من ارتكب اعمال الارهاب؟ هل اعضاء داعش يحتسون الخمر؟ هل فاسدو السلطة من المالكي وما تحت يحتسون الخمر؟
يتبع


4 - اصبح التناقض بين الشعب والسلطة تناقضا تناحريا
طلال الربيعي ( 2016 / 10 / 23 - 20:33 )
اذا كان الجواب على كل هذه الأسألة بالنفي, فهذا يعني حتما ان محتسي الخمر افضل خلقا واخلاقا من العديد ممن لا يحتسون الخمر ولكنهم يقتلون الابرياء ويسرقون الاموال العامة. ان القرار الاخير بمنع صناعة واستيراد وشرب الخمر هو دليل قاطع على ان العملية السياسية تحتضر وانها آيلة للسقوط في القريب العاجل.
ونتسائل ايضا هل ان فخامة الاطرش بالزفة فؤاد معصوم سيوقع على هذا القرار رغم مخالفته للدستور, وتوقيعه على قرار البرلمان سيعني انه حنث بقسمه بالحفاظ على الدستور وينبغي عندها محاسبته وحتى اقصاءه من رئاسة الجمهورية. ولا ادري كيف صوت الثلاثي -المرح- لما يسمى التيار الديمقراطي على هذا القرار او ماهية الخطوات التي سيتخذها لمحاربته.


5 - اخبـــث قانــون من افســــــــــــــــد برلمان
كنعان شـــماس ( 2016 / 10 / 24 - 00:08 )
ســـــــــــــــــــــــــــود الله وجه كل من يعادي ويخالف شــــــريعة حقوق الانسان العالمية في البرلمان العراقي ويعادي الحريات الشخصية ويشـــــــــــجع تناول الحشـــــيشــــة والمخدرات والتهريب

اخر الافلام

.. فراس ورند.. اختبار المعلومات عن علاقتهما، فمن يكسب؟ ????


.. 22 شهيدا في قصف حي سكني بمخيط مستشفى كمال عدوان بمخيم جباليا




.. كلية الآداب بجامعة كولومبيا تصوت على سحب الثقة من نعمت شفيق


.. قميص زوكربيرغ يدعو لتدمير قرطاج ويغضب التونسيين




.. -حنعمرها ولو بعد سنين-.. رسالة صمود من شاب فلسطيني بين ركام