الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثورة الجياع فى ليبيا سانقود

المهدى صالح احميد

2016 / 10 / 24
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


ثورة الجياع فى ليبيا سانقود

على مرُ حقبة حكم النظام القذافى , كانت أمواج الأحلام والتبصير تكبر , وإنتشارها يتسع بين الليبين , وتأثيرها يشتد بين الحيارى والتكالى منهم , والمترددين خصوصاً , عندما تستعصى سياسة الدولة بقصد أو بعدم قصد , من إيجاد سبل الحلول السياسية والإقتصادية والإجتماعية , ويتعذر عليها تخطى المشاكل والمأسى والأزمات الفردية والعامة.
ومن هدا المنطلق كانت ومازالت شرائح كبيره أو الأغلبية من الليبين , تبادر الى التعليق بالأوهام والمراهنة والتكهن على المجهول , وذلك أملاً بحدوث المعجزات المستحيلة , وعشماً بتحقيق الأحلام البعيدة المنال.
فالتبصير هى ظاهرة قديمة ومستمره , وهى شكل من أشكال ضعف الأنسان أمام أغواء وأغراء كل ما يحاكى ويدغذغ مكامن الأمال والتمنيات عنده . ورغم إيماننا العميق بمقولة " كدب المنجمون ولو صدقوا " جعلت من معضم الليبين يلجؤون الى هدا المجال بسبب وضع بلادهم, جعل من وضعهم المرير, وسياسة الغريب والعجيب , أملا بحصولهم على شى يدلج صدورهم , ويوقع التغيير, وهو ملاحقة " الاتى " ومطاردة المستقبل . وأمام هدا السيل الجارف من الأخفاقات والنكسات والهزائم السياسية , وتردى الأوضاع ,انتفض الشعب الليبى على حكم النظام , وطالب بإزاحتة من المشهد اليبيى , بقصد التحول الى الأحسن والأفضل , وبالتالى نبذ هدا التشاؤم الدى سيطر على عقولهم وأذهانهم طيلة الحكم الشمولى للنظام القذافى , وسيطرتة على خيرات وموارد هدا الوطن , لحسابة ومن أجال أمجاده فقط.
ولكن وبكل أسف إنتفاضة الشعب الليبى فى 17 فبراير, لم تكن الحلم والأمل المنشود , ولم تكن حقيقة الواقع وصورة التغيير بالشكل المطلوب , ولم يكن كل ما يتمناه الشعب الليبة أن يدركة , فالرياح تجرى بما لا تشتهيه قوارب النجاة والأمل بالحياة , فى هدا الوطن المبعثر بالأهواء .
تشكلت الحكومات وأخد كل فريق نصيبة , بعضهم أخد بنص الدستور المعيب , وبعضهم بالنصب علية , وبالتالى أصبح وسيبقى الخلاف متأصلاً فى الممارسات , التى إذا لم تقطع سيوفها حبال " الوفاق " اليوم ... فغداً قد يكون قريب وقريب جداً .
فى هدا الوطن الدى يتلذذ أهلة بزعزعة أمنة وإستقراره , من الطبيعى فيه أن يكون التمسك بحكم السلطة والتنازع من أجلها هو " الغش المشترك" بين هؤلاء الساسة وصناع اللعبة السياسية وما يسمى بالثوار , وبالتالى جر ليبيا عن طريق هولاء , الى ما يحمد عقباه , والإتجاه بليبيا الى طريق المديونية والاقتراض من البنك الدولى , والأعلان عن الافلاس أصبح أمراً محتوماً, من كثرة ما وعدوا وما أخلفوا, بسبب العادات السياسية السيئة , والدخيلة بالمزايدات , وشروط التعطيل والتعرقيل , وكذلك أساليب التهويل . فنعمت التأليف لن تدوم , فأمام كل قرار سياسى مأزق , ووراء كل مأزق شارع أحمق , وبكل أسف , وهدا يعنى إن ليبيا يأكل لحمها حتى العظم , الذى سيسهل ذات يوم كسره , وأصبح واقعا , دراسة علمية تقول إن ليبيا تأتى فى المرتبة 82 عالمياً والتامنة عربياً من حيث الفرص المستقبلية للشباب , وهدا موشر خطير وجدير بالنظر إليه , الوطن يحتاج فعلاً الى صياغة جديده , وصيغة متطوره وإنقاد سريع قبل أن يقتلعه الوضع الر اهن , من جدوره الوطنية . ليبيا اليوم يتحكم فيها الساسة وصناع اللعبة السياسية بالتحايل عن الأعلان الدستورى , الذى لم يعد يحكمنا , ولم نعد نحتكم إلية , فمواده يبدو إنها مصنوعة من مطاط يشده كل فريق إليه , وحسب مزاجة , ونعلم وندرك جيداً إن أى أفكار لإنقاذ ليبيا من الهلاك هى أفكار هالكه لا أمل لها بالحياة .
والأمل الوحيد هو تصيح المسار ولا بديل عن ثوره جديده , قادمة وقريبة جداً وهى ثورة الجياع , لإخراج الوطن من عنق الزجاجة , وبالتالى ستدوس بالأقدام كل الساسة وما يسمى بالثوار والمليشيات وأمراء الحرب, وكل من عكر صفاء وسماء ليبيا الغالية . و من أجل رفع الغبار عن مواطنية .
نعم ثورة سبتمبر لن تعودؤ, وثوره أو انتفاضة فبراير لن تسود , وثورة الجياع فى ليبيا قريبا سانقود.
المهدى صالح احميد
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. توقعات بتعزيز أحزاب اليمين المتطرف سلطتها في انتخابات البرلم


.. هبة الخطابي تلقي خاطرة في المهرجان التضامني مع المعتقلين الس




.. توقعات بصعود اليمين المتطرف والأحزاب القومية في انتخابات الب


.. عضو الكنيست الإسرائيلي للعربية: هذه الحكومة متطرفة لكن الحكو




.. سوناك ينشر فيديو عبر حسابه على -إكس- يسخر فيه من سياسة حزب ا