الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


موغابي وسرقة الدجاج

خليل الشيخة
كاتب وقاص وناقد

(Kalil Chikha)

2016 / 10 / 24
كتابات ساخرة


موغابي والدجاج

روى لي صديق من زيمبابوي (روديسيا سابقا) عن رحلته التي قام بها لزيارة عائلته هناك، وروى لي سابقاً أيضاً كيف أتى إلى الولايات المتحدة الامريكية من إحدى قرى العاصمة هراراي. فقد نشأ في أسرة فقيرة تعتمد في معيشتها على زراعة الخضار وتربية الدجاج. التقى يوماً بأحد المبشرين المسيحين في القرية وتنصَر على يده وهو في عمر الشباب، ثم طلب من القس أن يتبناه كي يأتي إلى أمريكا. ففعل القس ذلك، وأتى إلى هنا ثم أكمل دراسته في التمديدات الصحية وتزوج وأسس أسرة. لكنه ظل يحن إلى قريته وأهله الذين تركهم منذ 15 سنة. وفي إحدى أيامه الصيفية بينما كان يتذكر شوارع القرية الترابية، قرر أن يزور أهله. وعندما عاد بعد أربعة أشهر، شاهدته واستغربت تغير شكله، فقد خسر ثلث وزنه وبدا الشهوب يطغى على وجهه. فسألته إذا كان مريضاً، فقال أجلس كي أخبرك ما حدث معي في وطني. قال: كما تعرف أن أهلي وجميع أعمامي واخوالي واخوتي مازلوا على دينهم الوثني التقليدي القديم لكن هذا لايزعجني فلهم الخيار في حياتهم، وعندما وصلت إلى البلد شاهدت الفقر والبطالة في كل مكان، وخسر أهلي الكثير من زراعة الخضار بسبب الجفاف فكنت لا اتناول في اليوم سوى وجبة واحدة صغيرة ولهذا السبب خسرت كل هذا الوزن. وصمت قليلا ثم تذكر شيئاً فقال " سأروي لك قصة مضحكة، كان لأختي بيت صغير في القرية ولديها قطعة أرض صغيرة وبعض الدجاج. فكنا كل يوم نفتقد دجاجة ولما جلست اراقب القن في الليل اكتشفت اللص، فقد كان أحد شرطة القرية يأتي في منتصف الليل بينما الناس نيام، ويسرق دجاجة. وروى لي عن الغلاء الفاحش والفساد الإداري المستشري في البلاد في ظل حكم القائد المفدى وحزبه الطليعي روبرت موغابي. ومنذ أن طرد البيض من البلد واستولى على مزارعهم تحت قانون مصادرة اراضي الاجانب، اصبحت الأراضي مهملة، ومنذ الاستقلال، ركب موغابي سدة السلطة وتنقل من الستالينية إلى الماوية، لكن عوضاً عن أن يحدث تنمية في البلاد بعد زوال الاستعمار، تكرَس الفساد واستقوى الاستبداد ومازال رغم الكوارث التي حلت بالوطن متمسك بكرسي الرئاسة". وتذكرت من خلال حديثه وضع بلداننا العربية التي تشبه وضع زيمبابوي وتشبه روبرت موغابي.
أما آخر صرعات موغابي ، فهي أنه طلب يد أوباما للزواج من باب السخرية عندما أقر أوباما قانون المثلية . وقد تحولت زيمبابوي إلى بلد فقير ولم تنفع عنصريته ضد البيض الذي قال عنهم مرة أن الأبيض الجيد هو الأبيض الميت، على طريقة مقولة الامريكي العنصري الذي كان يردد أن الهندي الجيد هو الهندي الميت. لقد تعدى الرجل التسعين من عمره ومازال جاثم على قلوب الناس في بلد تطبع النقود فيها على هيئة شيكات وإذا اراد احدهم شراء دجاجة، عليه أن يحمل النقود بكيس كبير لعدم قيمتها الشرائية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أون سيت - هل يوجد جزء ثالث لـ مسلسل وبينا ميعاد؟..الفنان صبر


.. حكاية بكاء أحمد السبكي بعد نجاح ابنه كريم السبكي في فيلم #شق




.. خناقة الدخان.. مشهد حصري من فيلم #شقو ??


.. وفاة والدة الفنانة يسرا اللوزي وتشييع جثمانها من مسجد عمر مك




.. يا ترى فيلم #شقو هيتعمل منه جزء تاني؟ ??