الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكومات إستفزازية وشعب حكيم

علا الشربجي
كاتبة و محلله سياسية و اقتصادية ، اعلامية مقدمة أخبار و برامج سياسية

(Ola Alsharbaji)

2016 / 10 / 25
الارهاب, الحرب والسلام


حكومات إستفزازية وشعب حكيم

اعتادت الحكومات الواعية ان تسعى الى صناعه السلم الأهلي ، او السلم الاجتماعي وتعزيزه ، للحد من مظاهر الحقد والكراهية والعنف المجتمعي .

في بلدي استطاعت الحكومات الاردنيه المتوالية ، من تكريس مفهوما جديدا يتبوأ فيه المواطن الاردني مركزها وبديلا عنها لانها تقاعست في ارساء مفهوم الأمن الاجتماعي او الاقتصادي للشعب ، ودورها في ادارة السياسات الداخلية الذي يعتبر ركيزة أساسية للبنه الامن الاجتماعي ، وتوفير البيئة الآمنة للبناء والإعمار المستدام، وتحصين المجتمع من الانزلاق نحو الفوضى والاضطراب ، لتنهض الأمة ، ولتصنع مستقبل الأبناء في جو آمن مستقر .

الشكل الطبيعي ان تأخذ الحكومة موقع صانعة السلم الأهلي والامن المجتمعي ، لتقلب موازين المعادلة ، وتتقن تعزيز حالة اليأس ، والاحباط والكبت والكره في مواطنة الاردني وانتمائه لبلده .

لتجد الحكمة عند الشعب ، والاستفزاز المستمر عند الحكومة ، التي يبدو انها باتت تستغل تلك الحكمة ، وقد يقول البعض ان جزء من هذه القرارات في صالح مستقبل الشعب ، اقول نعم لكن اُسلوب الفرض ومحاولة تهميش وعي المواطن ، وتكالب الأخطاء الحكومية يستفز عقل المواطن ووعيه .

يبدو انه غاب عن بال الحكومة تلاشىي حق الاختلاف في بلدي ، وبات الاعلام هو المهدئ للعنف ، والقرارات الحكومية مؤججة له بممارسات متتالية ، تحرض على التفتيت الذي قد يؤدي الى الاقتتال والصدام الدموي .لا سمح الله

من المتوقع ان تزداد حالة التوتر المجتمعي ، نتيجة الخلل في موازين العملية الاقتصادية والاجتماعية ، لتطال الحالة الوطنية ، واقول قد يتولد غضب متزايد من الأداء الحكومي في السنوات القادمه نتيجة العوامل التالية :

1- القصور الحكومي المستمر في إيجاد معادلة ترضي الطرفين (الدولة و المواطن ).
2- ضخامه المديونية والمتزايدة باستمرار .
3- تطبيق شروط الاذعان الاقتصادي من قبل صندوق النقد الدولي على الدولة ، والمنهكة للمواطن بالنهاية .
4- اضطرار الدولة مجبرة ، لرفع الضرائب بشكل مضاعف في السنوات القادمة .
5- اضطرار الحكومة الى رفع الدعم عن المياه والخبز قريبا وفي المدى المنظور .
6- الحزام الناري الملتهب وتقسيماته ، سيتمدد اثره الى الاردن بحيث سيضطر ان يعيد النظر بسياساته الخارجية مع دول الجوار .
7- الفوضى الداخليه التي سنجد فيها جلالة الملك مضطراً ، دائم التغيير في الحكومات المتعاقبه .
8- ذلك القلق من الداخل الذي دفع بجلالة الملك الى اعادة هيكلة لجيش ، وخاصة بعد الحوادث الارهابية المتتاليه على الاردن و اليوم يعيد جلالته هيكلة الامن العام و غدا سيأتي الدور على المخابرات و الدفاع المدني .
9- الاعتراف المبطن من صناع القرار في الاردن ، بأننا مخترقون حتى من داخل اجهزتنا الامنيه ، وهو ما أكدته حادثة مقتل ناهض حتر .
10- حالة من التشتت في اللحمة الوطنيه ، بين مكونات الشعب الاردني الفسيفسائي .
11- التخبط في التعيينات الاخيرة والتي تتبعها فوراً الاستقالات ، لخطأ دستوري أو وجود قضايا ، وعدم التروي في تدقيق الاسماء ، كما حدث مع وزير النقل وعضو لجنة الاصلاح القضائي .
حكومتنا في المجمل ، انتي حكومة مستفزة !! .. ونحن شعب صابر ، حكيم وحليم ..

حكومتنا ، عليكم تعلم الحكمة والحلم من شعبكم الواعي والمدرك لما يدور حوله ، حاولوا اشراكه في اتخاذ القرارات التي تمس حياته ، وتهيئته لأي قرار قادم .

حكومتنا ، كما انتم مبدعون في اختراع طرق استحصال للضريبة وزيادة الأسعار ، عليكم اختراع وإيجاد الحلول المناسبة لتحقيق الامن الاجتماعي ، والأمن الشامل .

حكومتنا ، ابتعدوا عن التخبط ، وتعلموا التأني والتروي في إيصال أية معلومة لصانع القرار ليستطيع اتخاذ القرار الصائب بناء على معلومات دقيقة وصحيحة ومؤكدة من قبلكم .

حكومتنا ، اعملوا على اتزان الوضع الداخلي والوضع الخارجي ، فهما مثل كفتي الميزان ، اذا اختلت الأولى إختلت الثانية .

حكومتنا ، شعبكم طيب ، كريم ، صبور ، وشجاع ، اجعلوه لكم لا عليكم .
الوطن أكبر منكم .. والشعب أكبر منكم ومن كراسيكم .. وتذكروا ان الوطن يحيا بأبنائه ، وليس بكم .

حكومتنا ، شعبكم ، جمل المحامل ... وصبره صبر أيوب ... لكن ، احذروا من غضبة الحليم ...

علا الشربجي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تساهم ألمانيا في دعم اتفاقية أبراهام؟| الأخبار


.. مروان حامد يكشف لـCNN بالعربية سر نجاح شراكته مع كريم عبد ال




.. حكم غزة بعد نهاية الحرب.. خطة إسرائيلية لمشاركة دول عربية في


.. واشنطن تنقل طائرات ومُسيَّرات إلى قاعدة -العديد- في قطر، فما




.. شجار على الهواء.. والسبب قطع تركيا العلاقات التجارية مع إسرا