الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قانون منع الخمور ... تكريس القيم الداعشية في المجتمع العراقي

عبد الجبار خضير عباس

2016 / 10 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


قانون منع الخمور ...
تكريس القيم الداعشية في المجتمع العراقي

ثمة معادلة أساسية أثبتت بالتجارب التاريخية أنه لا ديمقراطية مع أحزاب الإسلام السياسي سواء كان الإسلام السياسي السنّي أو الإسلام السياسي الشيعي، إذ إنه يعدها في غالب الأحيان كفراً أو آلية للوصول إلى السلطة، وليس بوصفها منظومة قيم وعلاقات إنتاج، وتعايش بين الجماعات البشرية، ومن هذا المنطلق فهو لا يؤمن بمبادئ الديمقراطية، ويسعى لتطبيق الشريعة حسب منطق (التمكين) والفرص المتاحة، لذلك سيظل الإسلام السياسي في العراق يأكل من جرف المجتمع المدني والتقاليد والقيم الديمقراطية عبر القوانين والتشريعات التي تحمل نزعات داعشية، إذ إنهم أوفياء للدواعش الأوائل الذين استباحوا المجتمعات العراقية قبل 1400عام قضيتهم واحدة هو تطبيق قيم وثقافات وأخلاقيات وانساق المجتمع اليثربي، وتقديس تاريخه المنقول عبر فرض مفاهيمه ومعانيه قسراً على زمن مفارق في معطياته واشتراطاته، و انتهاك الحقوق المدنية للمجتمع، وعلى الرغم من ذلك و منذ 1400 عام مازال ابن الرافدين خانع ومرعوب من سطوة الاحتلال الداعشي الأول، وإلى الآن يعاني من متلازمة ستوكهولم، حين تم جرف ذاكرته التنوعية، ووضعوا له ذاكرة يثربية علامة داحس والغبراء بدلاً عن ملحمة كلكامش، وأدبيات التعايش. السؤال هل جاء هذا القانون بريئاً ولا يخلو من تحريك أجندات شيطانية عديدة ومختلفة؟ أليس ثمة من يتربص بنا الآن وقرار المنع يمنحه الفرصة المجانية لتأليب الرأي العام العالمي علينا، وكذلك يسهل أمر من يسعى لتقسيم نينوى ومن ثم العراق؟
من أيد هذا القرار حتماً له مآربه وغاياته، ولكن هي بالضرورة غير وطنية حتماً، وليست بدوافع دينية صرفة، والدين ليس بحاجة لمثل هذا القرار ليستقيم، أليس من حكم الدولة الإسلامية الأموية والعباسية كانوا يشربون الخمر في قصورهم، ومن حكمنا أيام سلاطين الدولة العثمانية كانوا يفعلون كذلك فضلاً عن أن الحانات كانت موجودة في الحيرة إبان صدر الإسلام وفي بغداد المنصور والرشيد حتى الحملة الإيمانية لصدام، هل تضرر الدين؟! هذا القرار استكمال لما فعلته بعض الجهات بالتهجير الممنهج للمسيحيين والمندائيين، ولا يعرف من اقره كم هي خطورته على وحدة العراق، وعلى احترام العالم لنا بوصفنا دولة قانونية ودستورية، وتحترم عقدها الاجتماعي، فضلاً عن مساهمة هذا القانون بطرد المشاريع الاستثمارية، وجلب السياح، وتبديد الأفكار الدولية المخصصة لحماية الآثار والأهوار ولا سيما في الظرف الحالي. ثم لماذا هذا التوقيت الآن الذي حرك البوصلة بالاتجاه المغاير لدعم المعركة، فانشغل الكتاب والمثقفين بهذا الموضوع الذي أشعرهم بالإحباط وهم يحاربون داعش بوصفه منتهكاً للحريات المدنية، وجردهم من أهم سلاح يحاربون به الفكر الظلامي الداعشي، إذ بهذا القرار الصادم جعلهم يعيشون في دوار التدليس التاريخي للمتأسلمين وأساليبهم الماكرة والمدهشة في التضليل، وهناك من يسأل من الذي يمنعهم بعد هذا القرار من تطبيق ما يفعله الدواعش من منع الموسيقى والغناء، والفصل بين الذكور والإناث في الجامعات والنقل العام، وفرض الحجاب بوصفة جزءاً حيوياً من التقاليد الدينية، وبما إن القرار مأخوذ من الشريعة أيضاً فالمسيحي مشمول بالسبي، ودفع الجزية، ولبس الزنار ليميزه، وألا يركب على حصان....السؤال الكبير لمصلحة منْ إظهار برلمان العراق وهو يرتدي الزي الداعشي؟! وماذا يختفي خلف تلك القنبلة الداعشية التي اطلقها البرلمان العراقي؟ هذه التي أثرت على همة وحماسة الإعلاميين، والصحفيين، والأدباء، والمثقفين الذين يمضون ليلهم حتى الصباح في مواجهة الإعلام الداعشي المسخر له عشرات الفضائيات، وآلاف الإعلاميين فضلاً عن دواعش الخليج والعرب....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ونسيت اهم الاسباب
علي عدنان ( 2016 / 10 / 25 - 18:37 )
ولانهم شياطين اي المتاسلمين ومهربين ومشجعين على الرذيلة والمخدرات فالسيي الرئيسي من وراء قرار المنع هو المال
كيف ذلك؟؟؟؟ بحسبة بسيطة منع الخمور يعني الاتجاه الى الكبسلة والمخدرات
ومن يستطيع تهريب المخدرات وحبوب الكبسلة وادخالها الى العراق؟؟؟
هم حتما لاغيرهم اي المتاسلمين السنة عن طريق تركيا والمتاسلمين الشيعة عن طريق ايران
اترى اي تفكير شيطاني للحصول على المال؟؟؟


2 - تكريس القيم الداعشية في المجتمع العراقي
شاكر شكور ( 2016 / 10 / 25 - 22:54 )
لقد اثبت البرلمانيون خاصة الذين ينتمون الى قائمة نوري المالكي تخلفهم وعدم اهتمامهم بمصلحة العراق وتقدمه مدنيا وحضاريا وأظهروا أنتمائهم المزيف للدين وليس لمصلحة الوطن ، فهؤلاء لم يجلبوا للعراقيين سوى الكآبة والتخلف بتشجيعهم المناسبات الدينيه من اللطم والنحيب وتطبير الرؤوس التي اصبحت عادة ورمز للتخلف بنظر شعوب العالم ، بإعتقادي ان قرار منع الخمور سيجعل الثوابت الإسلامية محل استهزاء بنظر الناس والأجيال القادمة ، وسيكونون هؤلاء الدواعش البرلمانيون السبب في الإلحاد والسبب في تعجيل سقوط الثوابت الإسلامية التي هي اصلا لم تكن تصلح حتى لزمانها ، فهذا التصرف الداعشي بمنع الخمور لا يؤدي قطعا الى نصرة الإسلام لأن الشعب العراقي بات يعرف جيدا من هم اللصوص الذين يتخفون بعباءة الأسلام والذين افرغوا خزينة الدولة حيث وصلت دنائتهم لحد انتشال لقمة العيش من الفقراء ومن عوائل المتقاعدين ومحاربة الذين يريدون بناء العراق بنزاهة وشرف ، تحياتي استاذ عبد الجبار وشكرا على هذه المقالة الوطنية المخلصة

اخر الافلام

.. خيم اعتصامات الطلبة تتوسع في بريطانيا | #نيوز_بلس


.. أعداد كبيرة تتظاهر في ساحة الجمهورية بباريس تضامنا مع فلسطين




.. حركة حماس: لن نقبل وجود أي قوات للاحتلال في معبر رفح


.. كيف عززت الحروب الحالية أهمية الدفاعات الباليستية؟




.. مفاوضات للهدنة بغزة مع تحشد عسكري إسرائيلي برفح