الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق ما بعد تحرير الموصل

شجاع عدي الحمادي

2016 / 10 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


نعم هو اليوم الموعود الذي طال انتظاره من اجل تحرير محافظة نينوى من القوى الظلامية المتمثلة بالتنظيم الارهابي (داعش) الذي جلب الويلات والماسي لابناء الموصل بجميع قومياتهم وطوائفهم ومللهم واديانهم وبالذات المجاميع الانسانية التي ابتليت بالدواعش وقاست الالم بالدرجة الاولى هي المكونات والشرائح الاجتماعية من المسيحيين والايزيدين والشبك وشيعة تلعفر, فعلى الرغم من ان العراقيين حكومة وشعب يستعدون في هذه الايام لإستقبال ملايين الزائرين الوافيدن من خارج وداخل العراق لزيارة ابا الاحرار الامام الحسين ابن علي ابن ابي طالب (عليهم السلام) وتنشغل كل مؤسسات الدولة ووسائل الاعلام لتغطية الحدث ولتقديم الخدمات والحماية للزائرين, التي تتطلب حذر كبير لانها مستهدفة من قبل الجماعات الارهابية, فعلى الرغم من ذلك انطلقت عملية تحرير الموصل، آخر معاقل تنظيم (داعش) الارهابي في العراق وخلال الأسابيع أو الأشهر المقبلة، سيتمكن ابطال العراق من وضع نهاية لسيطرة هذا التنظيم على العراق أرضاً وجوّاً، وسيعلن زوال ما يسمى دولة الخلافة بفضل القوات العراقية المتمثلة بـ( قوات مكافحة الارهاب, الحشد الشعبي , الحشد العشائري , البيشمركه).
عند انطلاق ساعة الصفر بدات القوات العراقية التي تعمل انطلاقا من قاعدة القيارة الرئيسية بأستعادة عشرات القرى جنوب الموصل وتتقدم باتجاه الشمال عبر وادي نهر دجلة من جهة أخرى, وبعد تقدم القوات الكردية البشمركة على الجبهة الشرقية، حلت محلها القوات العراقية وفرق النخبة المتخصصة في مكافحة الإرهاب, وتمكنت هذه القوات من استعادة مناطق كاملة من سهل نينوي حيث توجد الموصل ثاني أكبر المدن العراقية, وخلال الاسبوع الاول من عمليات تحرير الموصل حررت القوات العراقية ما يقارب اكثر من خمسين قرية في محيط محافظة نينوى ومن اهمها مدينة برطلة التي تبعد نحو 15 كلم شرقي الموصل وتقاتل الآن لتحرير قرقوش أهم المدن العراقية ذات الغالبية المسيحية.
لكن السؤال المهم هو ماذا بعد تحرير الموصل ؟ هل سيكون سقوط اخر معاقل تنظيم (داعش) الارهابي في العراق هي نهاية مايسمى( دولة الخلافة )؟ هل يمكن للعراق ان يجد الحلول المناسبة للخلافات السياسية والطائفية وان يعيد بناء ما دمرته الحرب؟ هل تتوصل بغداد الى اتفاق مع اربيل لحل القضايا العالقة بين الجانبين ؟ ماهو دور دول الجوار وغيرها من القوى الاقليمية بعد تحرير؟.
الاجابة على هذه الاسئلة سوف يحدد ماهو مستقبل العراق على المدى الطويل والقصير وستكون لها انعكاسات على المنطقة ككل والمجتمع الدولي, فمن خلال مواكبتي للاحداث ستكون الايام المقبلة هي اخر ايام ما يسمى بـ(ـدولة الخلافة) في العراق وسينسحب بعض منها الى الاراضي السورية (بدعم دولي) وسيتمكن قسم اخر من دخول الاراضي التركية وبالطبع بدعم تركي وتبدا حملة كبيرة بإعادة بناء ما خربته الحرب التي دمرت البنى التحتيه في الموصل, لكن ما اخشها هو استغلال الظروف لتحقيق مكاسب ضيقة لا تنسجم مع المصلحة الوطنية العليا فالمتوقع ان القوى السنية سوف تطالب باقامة اقليم مثل اقليم كردستان يضمن الحدود الجغرافية للمحافظة يضم مجموعة محافظات تستوعب التنوع وحقوق المكونات فيها وهذا لن يحدث ابداً, لذا يجب ان نركز اكثر على التغييرات الكبيرة التي حدثت في البنى التحتية للمدينة والاجتماعية والثقافي,ة والتي تتعلق بتنظيم المدينة من جميع الجوانب وفي مختلف القطاعات حيث يتطلب وقفة كبيرة وتهيئة منذ الان لعملية دراسة الوضع الحالي لمدينة الموصل, وما حدث لها من تغييرات وكيفية معالجة ولكي تكون الدولة متهيئة لما سيحدث بعد التحرير وطرد تنظيم (داعش) الارهابي فهذا يتطلب تهيئة كاملة لكي لا نفقد حلاوة التحرير من خلال فقدان التنظيم كما حدث ويحدث للنازحين والمهجرين الان.
اما بالنسبة للعلاقة بين الاقليم والمركز تعتمد على نجاح الاتفاق بتجاوز معركة تحرير الموصل ، فإن امتحان ما بعد التحرير سيكون أشد صعوبة من امتحان المعركة ذاتها، لأن المحافظة على النجاح أصعب من تحقيقه، وإن صح ذلك فإن الأولوية ستنصب بعد المعركة على ترسيخ وإنجاح الاتفاق أكثر من غيره ويحرص الطرفين على توطيد العلاقة على الرغم من ان الجانب الكردي فرض على بغداد الكثير من الامور للدخول في معركة الموصل ولكن المهم هو تحقيق النصر على الرغم من ان بعض الجوانب لم تفسر فهي رفضت بعض القنوات العراقية لتغطية معركة تحرير الموصل مع القوات البيشمركة على الرغم من انها سمحت لقناة اسرائيلية لتغطية الاحداث.
اما بالنسبة لعلاقه العراق مع دول الجوار والقوى الاقليمية فمن المتوقع ان ايران وتركيا سوف يلعبان دور كبير بعد تحرير الموصل فكلا الطريفن لهو اهداف وغايات يحاول ان يحققها لاسيما الجانب التركي الذي كان متوقع له دور بدعم التنظيم داخل العراق لاسيما بعد محاولات لتاخير عمليات تحرير الموصل عكس الجانب الايراني الذي حذر اكثر من مره الجانب التركي بعدم التدخل بالشان العراقي واحترام السيادة العراقية, لذ يمكن ان ننتظر تبعات مختلفة كثيرا عن ما شاهدناها فيما جرى في العراق خلال الاعوام السابقة، لان الجميع اصبح لديه فكرة عما يفكر به الاخر و يعمله، و التفاهم السياسي الدبلوماسي الاخير بين القوى الموجودة في المحاور المختلفة سيؤثر ايضا على ما بعد تحرير الموصل و في الوقت ذاته ستؤثر العملية بذاتها على التفاهمات الجديدة و العلاقات المستجدة بين تركيا و ايران.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خطوة جديدة نحو إكسير الحياة؟ باحثون صينيون يكشفون عن علاج يط


.. ماذا تعني سيطرة الجيش الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني من معب




.. حفل ميت غالا 2024.. إليكم أغرب الإطلالات على السجادة الحمراء


.. بعد إعلان حماس.. هل تنجح الضغوط في جعل حكومة نتنياهو توافق ع




.. حزب الله – إسرائيل.. جبهة مشتعلة وتطورات تصعيدية| #الظهيرة