الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوحدة الوطنية ضمانة للإنتصار وتحقيق التغييروالإصلاح الشامل !

صبحي مبارك مال الله

2016 / 10 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


الوحدة الوطنية ضمانة للإنتصار وتحقيق التغييروالإصلاح الشامل !
إنطلقت معركة تحرير الموصل فجر يوم الأثنين المصادف 17/10/2016 ، بقوة وعزم ، يقودها الجيش العراقي وقواته المسلحة البطلة بإسناد ودعم من الشرطة الإتحادية والشرطة المحلية والبيشمركة والحشد الشعبي والحشد العشائري ، هذه المعركة التي طالما أنتظرها الشعب العراقي وأبناء الموصل الذين أذاقتهم عصابات داعش الأمرين ، أبناء الموصل الذين عاشوا وشاهدوا إستبداد نظام يعود إلى القرون الوسطى ، نظام تكفيري وظلامي لايعترف بالأعراف الدينية والإنسانية ، أصدر حكمه على الجميع بالتدمير والقتل الذي شمل كل فئات ومكونات الشعب (رجالاً ونساءً وشيوخاً وأطفال ) ، ولم يسلم من أيديهم المجرمة والملطخة بالدم العراقي الشريف ، حتى الحجر ولا معالم الحضارة العراقية القديمة ولادور العبادة الحالية والقديمة (الجوامع والكنائس وغيرها) ، لقد كان إحتلال داعش للموصل وتأسيس نظامها في ثاني أكبر مدينة في العراق ، إنتكاسة كبرى للبشرية والحضارة الإنسانية وفشل ذريع للسياسة الطائفية والمحاصصة وإستهانة كبيرة بالشعب العراقي.
فبعد تحقيق الإنتصارات في محافظات الأنبار وصلاح الدين وديالى والفلوجة والمعارك الأخرى ، أصبح الطريق ممهداً لتحرير الموصل .فكيف كان المشهد السياسي عشية بدء معارك تحرير الموصل ؟
لقد كان المشهد يتسم بعرقلة تنفيذ عمليات معركة تحرير الموصل ، حيث كانت الخلافات بين الكتل السياسية يخيّم على أجواء التحضيرات ، كما لاحظنا إن الإعلام المعادي(سواء الإقليمي أو الغربي ) قد رفع وتيرته بإتجاه بث المخاوف وعدم الثقة والتركيز على الخطاب الطائفي وإستبعاد بدء المعركة إلا بعد أشهر ، ولهذا تطلب الأمربذل جهود إستثنائية من قبل الرئاسات الثلاث(رئاسة الوزراء ، مجلس النواب ،الجمهورية ) ، لغرض بناء إتفاق سياسي بين الكتل السياسية قبل البدء بالمعركة ، ولهذا جرى تجميد الخلافات بن الكتل السياسية ، ومحاولة إرضاء الجميع ومعالجة الخلافات بين الحكومة الإتحادية وحكومة الإقليم والإتفاق على حلها ، على إن تكون المعركة وطنية تشمل جميع أبناء الشعب ، وحل الإشكاليات التي تحول دون تنفيذ المعركة ، فجرى الإتفاق على إن دخول الموصل يكون فقط من قبل الجيش العراقي والشرطة الإتحادية والقوات الأمنية ويكون التنسيق بين الجيش وقواته المسلحة وطيران الجيش والشرطة وقوات مكافحة الإرهاب والبيشمركة والحشد الشعبي والحشد العشائري ضمن خطة مدروسة ومحكمة مبنية على أسس علمية ومهنية ، كما كان توحيد الخطاب الإعلامي الذي يدعم المعركة والقوات المسلحة ، خطوة إيجابية ووطنية .
وضمن مراقبة الموقف السياسي والعسكري ، لاحظنا إن الكتل السياسية بدأت تعيد حساياتها ومحاولة رص صفوفها وتجميد الخلافات داخل كل كُتلة لغرض التفرغ للمعركة ، ورسم الخطوات القادمة لمابعد تحرير الموصل ، كما إن إعداد العُدة للمعركة وتوفير مستلزماتها بالتعاون مع التحالف الدولي كان في مقدمة التحضيرات .
وقبل إن تبدأ المعركة ، لاحظنا تركيا قد رفعت من حالة التوتر حيث تعرضت عملية تحرير الموصل للخطر ، بسبب تواجد القوات التركية في العديد من المناطق العراقية وحسب إتفاق قديم يعود للعام 1985 الذي يتجدد سنوياً وبسبب إهمال الحكومة والبرلمان وعدم متابعة تواجد القوات التركية وإلغاء أي إتفاق مبرم معها ، فأستمرت الحكومة التركية بقيادة أوردغان بإستفزاز العراق وشعبه لغرض التدخل في شؤونه والعمل على التدخل في معركة العراق ضد داعش كما تدعي وبدون موافقة الحكومة العراقية ولكن الخطة غير ذلك وهو المساهمة في إشعال فتنة طائفية وأقتطاع جزء من أراضي العراق، وبسبب موقفها من سقوط الموصل ودعم الإرهابين في دخولهم للعراق عبر حدودها وإثارة قضية الموصل (بإعتبار الموصل جزء من أراضي تركيا سابقاً) وتجديد الذكريات عن الحكم العثماني المحتل للعراق ، والدول العربية . لقد كان الإعلان عن بدء المعركة ، مفرح للشعب وإن ساعة تحرير الموصل قد حانت بالرغم من التدخلات الإقليمية والدولية ومنها تدخل تركيا ، وإيران ، والسعودية والخليج، والمتوقع أن المعركة ستكون بإتجاه تصاعدي وصعبة وكما شاهدنا قيادات داعش باشرت بالهروب ، كما أن الموصل ستتحرر ولكن النصر لايتم إلا بتعزيز الوحدة الوطنية والإستمرار بالتنسيق والتفاهم ولكن ماهي الضمانة للإنتصار على داعش وعدم عودة داعش جديدة ؟ الضمانة هو التمسك بالحياة الديمقراطية والعدالة الإجتماعية والتمسك بالوحدة الوطنية والتنصل عن سياسة المحاصصة الطائفية والإثنية ، المصالحة الوطنية والإجتماعية ، وعلى الحكومة والبرلمان ورئاسة الجمهورية والقضاء مراجعة السياسة السابقة خلال ثلاثة عشر عاماً ، والبدأ بالتقويم والعمل على القيام بإجراءات التغيير والإصلاح الشامل وفي مقدمتها محاسبة السراق والفاسدين ومحاسبة المسؤولين عن سقوط الموصل في حزيران 2014 م ، كما إن تأهيل سكان الموصل إلى المرحلة الجديدة وإزالة آثار داعش تعتبر في مقدمة عودة الحياة الطبيعية في الموصل ، و الإستمرار في مكافحة الفكر الظلامي التكفيري وعلى المستوى الوطني من أبرز المهمات التثقيفية والتوعية كذلك إزالة الآثار النفسية والإجتماعية وتوفير المتطلبات الإنسانية والخدمات وإعادة بناء مدن الموصل وضمان عودة النازحين والمهجرين إلى بيوتهم مرحلة مابعد داعش ليست سهلة ولابد ان تكون جديدة تضمن حقوق الجميع تستند إلى بناء الدولة المدنية الديمقراطية ودستور معدل دائم وتتمسك بحقوق الإنسان ، وإن يعم السلام ربوع البلاد وغلق المنافذ أمام الفتن الطائفية ومعالجة العوامل و الأسباب السياسية والإقتصاديةوالإجتماعية والعسكرية والأمنيّة التي أدت إلى سقوط الموصل . وغلق منافذ ظهور داعش بشكل آخر مثل إثارة حرب عصابات أو غيرها .إن الكنل السياسية وكل القوى الوطنية مطالبة بإستعادة اللحمة الوطنية من أجل تحقيق الأفضل للشعب العراقي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الصحافي رامي أبو جاموس من رفح يرصد لنا آخر التطورات الميداني


.. -لا يمكنه المشي ولا أن يجمع جملتين معاً-.. شاهد كيف سخر ترام




.. حزب الله يعلن استهداف موقع الراهب الإسرائيلي بقذائف مدفعية


.. غانتس يهدد بالاستقالة من الحكومة إن لم يقدم نتنياهو خطة واضح




.. فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران تعلن استهداف -هدفاً حيوياً-