الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


منع الكحوليات أم منع الطائفيات؟

عبدالجواد سيد
كاتب مصرى

(Abdelgawad Sayed)

2016 / 10 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


منع الكحوليات ، أم منع الطائفيات؟
قرار البرلمان العراقى الأخير، بنوابه أنصار الحشد الشعبى الشيعى ، وأنصار الحشد الوطنى السنى ، بتحريم ومنع الكحوليات فى العراق ، بإستثناء مناطق كردستان فى الشمال ، والتى لم يعد يملك فيها أى سلطة فعلية ، لطمة كبيرة أخرى على المسيرة الحضارية للمنطقة ، المنهارة أصلاً ، لافرق بين مصر وسوريا والعراق ، فكلها منطقة منكوبة واحدة ، ففى مصر أيضاً ، يحدد لنا شيخ الأزهر مايجب أن نرى وأن لانرى من الأفلام ، ومايجب أن نرتدى وألا نرتدى من الملابس؟
من المعروف تاريخياً ، وبديهياً ، أن محاولة الحاكم فى العصورالقديمة للسيطرة على حياة الناس الشخصية ، بحجة حماية المقدسات ، كانت فى الواقع محاولة ذكية للسيطرة على حياتهم السياسية ، لإن الذى يستطيع أن يختار لنا مانأكل ومانلبس ، يستطيع أن يجعلنا نوافق على كل مظالمه ، بل وأن ننتخبه حاكما مدى الحياة أيضاً ؟ ولذا فقد كان تحرير الحياة الشخصية للإنسان ، شرطاً أساسياً لتحرره السياسى ، فى الدول والمجتمعات الحديثة.
إن المناورة السياسية بحياة الناس ، والتضييق عليهم ، وحصرهم فى نوع واحد من التفكير، ونوع واحد من الحياة القروأوسطية ، يخلق البيئة النموذجية للتعاسة ، أما تسليم حياة الناس ، لرجال دين يؤمنون بتوصيات إله قبلى قاس ، فهو بالتأكيد أخطر ، وكفانا ألف واربعمائة سنة من الحروب ، شنها إله المسلمين على العالم ، ولسنا فى حاجة لإن نكرر بأن الشعوب التى سبقننا وعاشت فى سلام وتقدم ، سبقتنا بهذا الإدراك ، أن الدين ليس من عند الله ، الدين سياسة وتعاليم ، إخترعها الأقوياء ، وحكموا بها العالم. ألله خارج هذه الصراعات تماماً.
كما إنه ليس من الصعب أن نلاحظ ، أن إله الشرق الأوسط إله غريب ، لديه قناعات مختلفة فى كل مناحى الحياة ، فالخمر التى يراها العالم كله شراباً عادياً ، قد يشربه حتى الأطفال ، يراها إلهنا القبلى حراماً ، أما بيع وشراء وإستعباد الناس مثلاً ، فهى علامة من علامات الجاه ، والفنون والآداب فجور، لكن الرقص والغناء للحكام طاعة ، وقس على ذلك إلى مالانهاية ،إن تقرير ماخلقنا الإنس والجن إلا ليعبدون تقرير خاطئ ، ليس فقط لإن مايسمى بالجن ليس له وجود إلا فى عقول القدماء ، ولكن لسؤال أكبر، فإذا كان الإنس والجن لم يخلقوا إلا ليعبدون ، فلماذا خلق الإله فينا غرائز الحياة؟ إن الحب والفنون والآداب والتفكير والرغبة فى السعادة كلها غرائز إنسانية قوية ، إن إلهنا الشرق أوسطى، هو بالتأكيد ، أغرب آلهة العالم؟
إن التحدى الذى يواجه الشعب العراقى اليوم ، وكل شعوب المنطقة ، ليس هو الكحوليات ، بل تحقيق الوحدة من أجل حياة كريمة ، التعايش مع الآخر ، الطموح المشروع للحاق بركب الحضارة ، طموح تقف فى سبيله عقبة كأداء ، عقبة تساوى صراع الحياة والموت ، عقبة القضاء على الطائفيات ، وليس على الكحوليات المظلومة ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اخبـــث قانــون من افســــــــــــــــد برلمان
كنعان شـــماس ( 2016 / 10 / 26 - 21:19 )
نعم قانون منع وتجريم المشروبات الروحية (( اخبث قانون من الشـــــرذمة الافســــد في كل برلمانات العالم . ســـــــــود الله وجه كل برلماني عديم الضمير موتــور يغتصب الحريات الشخصية من العراقييين ويفترى على الدستور ويعادي شريعة حقوق الانسان العالميــــــة

اخر الافلام

.. واشنطن بوست: صور جوية تكشف ملامح خطط إسرائيل لما بعد حرب غزة


.. المعارضة الكردية الإيرانية تصف طلب إيران بجمعها في مخيمات بـ




.. عشرات القتلى والمصابين في هجمات إسرائيلية على مناطق عدة في ا


.. دانيال هاغاري: قوات الجيش تعمل على إعادة 128 مختطفا بسلام




.. اللواء الدويري: الجيش الإسرائيلي يتجاهل العوامل الغير محسوسة