الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رقصة هارب

علي دريوسي

2016 / 10 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


ما أنْ تطأ قدم الهارب الضعيف في بلدان الجنّة حتى يبدأ بالتمرين والرقص اليومي ورسم الخطط ليلاً نهاراً للفوز بكأس جنسية البلد الرأسمالي.
*****

إنّ جملة الأحاسيس التي تنتاب مبدعاً ما لحظة حصوله على جائزة نوبل لا تعادل أكثر من 25% من أحاسيس ذاك الشخص الهارب القادم من بلدٍ ضعيف، الشخص الذي توّج رحلة كفاحه التي غالباً ما تكون مريرة بالحصول على جنسية البلد القوي الذي يعيش فيه... فهو يعتبر أنّ الجنسية الجديدة التي تُمنح له لا يمكن مقارنتها ولا بشكل من الأشكال مع حالات الفرح والنشوة الناتجة عن الحصول على كنز من المال أو موقع عمل جيد أو شهادة جامعية أو كتابة رواية مثلاً... إنَّها الإنجاز الأكبر في حياته، إنّها القاعدة التي ستُبنى عليها الأحلام كلها...
*****

إبادة تنظيم الدولة الإسلامية ومن يناصره فَرِيضَة على كل مسلم!
*****

هارب مع أربع زوجات و 22 طفل = 30500 يورو شهرياً، يحدث في ألمانيا.
*****

قام هارب سوري مجرم مسلم ( 36 سنة) بقتل زوجته مساء الخميس (22 سنة) في مدينة بريمرهافن وذلك باستخدام سكين المطبخ المُخصّصة لتقطيع البصل واللحمة الحلال... قام الحيوان بفعل ذلك بينما أطفاله الصغار يتفرجون على فلم الرعب هذا... والسبب يعود على الأرجح لإعلان المرأة السورية الهاربة عن رغبتها بالانفصال عن الوحش الثوري.
*****

قررت بلدية بلدة برغهايم الألمانية التي تقع في مقاطعة نوردراين-فيستفالن، بالقرب من مدينة آخن وكولن، قررت بناء 10 منازل جميلة على حساب دافعي الضرائب في ألمانيا لتقديمها مجاناً للهاربين...
يقول الهارب ج. خ.: "منازلنا، تلك التي يبنوها لنا صلبة، أثاثها متين، لكنها ولا بأي حال من الأحوال ترتقي إلى مستوى المنازل الفاخرة التي ننتظر تقديمها لنا".
*****

90% من الأجانب الهاربين (إلى/في) ألمانيا غير قادرين على الاندماج مع النهر الحضاري الجاري في هذا البلد، لأنهم ببساطة لا يستطيعون ذلك لأسباب مادية ومعنوية... الأسباب المعنوية تكمن في التربية والطفولة تحت يافطة الدين الإسلامي، ناهيك عن الذاكرة الجمعية... ثم أنّ فلسفة المجتمعات الرأسمالية تقوم على معاداة الوضع التقتيري الذي تشربه الأخ المسلم والمسيحي الشرقي بحكم التربية.
*****

ظاهرة المهرج الساديّ آخذة في الانتشار!
المسألة لا تكمن في القناع وإنما بالشخص الذي يحتمي به.
الهارب الثوري يخاف من المهرج.
*****

كما تموت الأخلاق في زمن الحروب، تموت الشوارع والحارات إذا مات سكانها.
*****

مغريات الحياة في ألمانيا للهاربين الجدد كثيرة ومتنوعة، لدرجة أنّ المرأة تتقدم بطلب الطلاق من زوجها حالما تصل إلى بر الأمان وتتوازن قليلاً، أو غالباً ما يقوم الرجل بفعل الطلاق (بالتراضي أو اللاتراضي)...
بعضهم يقتل زوجته من أجل الحصول على حريته وترجمة أحلامه بالهناء والاستقرار... هل تصدقون ذلك؟ لقد حصل فعلاً!
السبب الرئيسي يكمن في رغبة الشخص في البداية من جديد، أقصد رغبته بالحصول على امتيازات الهروب بشكل فردي أناني، أقصد رغبته في الاستقرار مدى الحياة في ألمانيا، أقصد الحلم بالزواج ممن لديه أو لديها الجنسية الألمانية بغية التحرر من صفة "هارب" المرتبطة بإقامة مؤقتة... ناهيك عن طبيعة العلاقة الزوجية التي غالباً ما تكون مضطربة وكئيبة أو حتى متوازنة وجميلة في بعض الأحيان ... بعضهم (رجال/نساء) يقوم بالطلاق معتقداً أن (الألمانيات/الألمان) يقفون بالطابور من أجل مصادقته وتقبيله وتقديم الهدايا له...
هذه الظاهرة ليست جديدة ولا علاقة لها بطقوس الحرب وإنما تعود إلى فترة الثمانينيات والتسعينيات، عندما كا يقوم بعض الرجال المتعلمين بعملية الطلاق بالتراضي من زوجاتهم وذلك لمدة خمس سنوات أو أكثر، المدة الكافية للحصول على الجنسية الألمانية، ثم الطلاق من المرأة الألمانية التي غالباً ما يكون عمرها أكثر من 60 عام، ومن ثم العودة إلى المرأة الوطنية!
ما يحصل مع الهاربين أو بالأحرى ما يرتكبه الهاربون في أوروبا الرأسمالية شيء لا يمكن تصديقه...
*****

ما رأيكم بظاهرة التعفيش من قبل الأطراف المتحاربة في أي بلد لا على التعيين؟
علانيةً سيقوم الجميع بانتقادها واِسْتنكَارها ولعنها والتَبَرُّؤ منها باعتبارها عمل لا أخلاقي... رغم أنَّ السيدة الظاهرة ليست جديدة وإنَّما لها جذورها الممتدة في التاريخ العتيق... سمعنا بها أيضاً عندما نشب الصراع العسكري مع الإخوان المسلمين، في حرب لبنان وفي كل بلد... حتى في بعض حالات الاعتقالات السياسية التي حدثت في القرن الماضي!

أما أنا، البعيد عن دوائرها فأشعر بأنني أمام أزمة بالمعنى الأخلاقي عندما أحاول التفكير في هذه الظاهرة، أشعر بجملة من المتناقضات، لا أستطيع تصنيفها أو قبولها أو رفضها، ولم أستطع حتى الآن بلورة موقفي النهائي منها...

بالنسبة لي لا أرى ظاهرة التعفيش ورغم بشاعتها بشعة، لأنّ الأخلاق تموت في زمن الحروب! هذا من جهة ومن جهة أخرى ما الذي ننتظره من الشخص (الفقير) الذي يحمل روحه على كفه، معتقداً أنّه يحمي بلده وطائفته والفقراء أجمعين، أو من الشخص المضاد (الفقير أيضاً) الذي يحمل روحه على كفه أيضاً، معتقداً أنّه يدافع عن طائفته وثورته وناسه؟
كلاهما يحمل في أعماقه بذور الحقد الطبقي والطائفي دون قدرته على شرحها...

لا أعتقد أنّ الذي هرب إلى السويد وألمانيا وأخواتهم من بلدان رأسمالية شبيهة سيبكي لأنّ أحدهم سرق له آلة الغسيل أو التلفزيون أو غرفة نومه أو ما شابه، لأنّه ببساطة يجد هذه الأشياء على ناصية الشارع في أوقات محددة من الشهر، أو قد يحصل عليها كهدايا عن طريق الإعلانات والجرائد، أو عن طريق الحكومة المضيفة له والتي تمنحه كل شيء بما فيه بطاقة بقيمة تصل إلى حوالي 2000 يورو فقط شراء ما يحتاج إليه من أساسيات الأثاث المنزلي...

كما كتبت لكم لم تتبلور وجهة نظري بعد، إنها مجرد أفكار، لأنني أرى أنّ الموضوع ليس سطحياً كما نتوهم... بل يحمل في طياته أبعاداً فلسفية واجتماعية وطبقية!
*****

تعليق جميل للصديق أ. إ. س.:
"في مثل هذه الحروب تعود المجتمعات إلى ثقافة الإلتقاط حيث الملكية بالحيازة على مستوى الأرض والمساكن والأشياء .. بشكل خاص حين لا تكون المجتمعات محصنة أخلاقيا وحضاريا ومحمية بالذريعة المقدسة .. المسألة معقدة ولطالما كانت في تراث البداوة التي تهاجم المدن."
*****

فاصل ترفيهي لتشجيع الهارب على تعلم اللغة!
كان في ضيعتنا ذات يوم أستاذ لغة إنكليزية يعمل في المدرسة الثانوية، أتذكر أنّه لقبني بالوزير وصديقي الأفضل مستوى بالملك، حصل أيضاً أنّه كان يمتدح مراراً إحدى الطالبات لسرعة بديهتها باللغة في الوقت الذي ينتقد فيها أختها التي تكبرها بعام لسوء استيعابها اللغوي... أنهت الطالبتان دراستهما الجامعية فيما بعد، سافرت الكبرى إلى إنكلترا، بعد بضع سنين سافرت الصغرى إلى فرنسا، مرت الأيام والسنوات، صارت الصغرى تسأل أختها الأكبر عن معاني بعض الكلمات والعبارات البسيطة جداً، تسألها وتسألها إلى أنْ أتعبتها... ذات يوم ضحكت الأخت الكبرى وقالت: "الله يرحم هديك الأيام لما كان الأستاذ يقارنني بمستوى أختي الصغرى وينتقدني ... تعال يا أستاذ اليوم وتفرج كيف تغيرت الأمور، جاء الزمان الذي ترجوني فيه أن أعلّمها!"
*****

ماذا يعني إنسان؟ هل أعرف من يكون الإنسان؟
هل أعرف شخصاً يعرف ما هو الإنسان؟
أنا لا أدري ما هو الإنسان! كل ما أعرفه هو فقط ثمنه!
---
المسرحي الألماني برتولت بريخت
*****

إذا كتبَ الهارب يوماً: "الشمس تشرق من الغرب"، حينئذٍ سأضع له علامة إعجاب!
*****

الحياة جميلة، انبسطوا ولا تعقدوها علينا!
*****








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة ضرب مستشفى للأطفال بصاروخ في وضح النهار بأوكرانيا


.. شيرين عبدالوهاب في أزمة جديدة وصور زفاف ناصيف زيتون ودانييلا




.. -سنعود لبنائها-.. طبيبان أردنيان متطوعان يودعان شمال غزة


.. احتجاجات شبابية تجبر الحكومة الكينية على التراجع عن زيادات ض




.. مراسلة الجزيرة: تكتم إسرائيلي بشأن 4 حوادث أمنية صعبة بحي تل