الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا قطر الان ؟؟؟

فؤاد ابو لبدة

2016 / 10 / 28
القضية الفلسطينية


احتضنت العاصمة القطرية "الدوحة " يوم امس الخميس بتاريخ 27-10-2016 اجتماع المصالحة الفلسطينية بحضور رأسي الهرم القيادي لكل من حركتي فتح وحماس ويمثل الاولي رئيسها محمود عباس ويمثل الثانية امينها العام خالد مشعل ورئيس مكتبها السياسي اسماعيل هنية في لقاء هو الاول من نوعه منذ ثلاث سنوات ، ورغم الابتسامات العريضة التي ارتسمت علي شفاه المجتمعين الا ان الشارع الفلسطيني لم يعول عليها كثيرا بعد ان فقد الامل في جدية الاطراف المجتمعة في اتمام المصالحة بعد ان فشلت جميع المحاولات السابقة التي شهدتها اكثر من عاصمة ومدينة عربية _ ولا سيما _ مدينة مكة السعودية لما لها من مكانة وقدسية خاصة وظهور الوفدين بلباس الاحرام وامام الحرم المكي , وذهب البعض الي اطلاق تسميات عديدة لهذا اللقاء منها المطارحة الفلسطينية والمناكفة الفلسطينية والمحاصصة الفلسطينية والمصالح الضيقة ، ووصل الامر الي ان وصف البعض وعبر وسائل التواصل الاجتماعي تلك الابتسامات انها خارجة من بين انياب زرقاء واصفين الطرفين بانهم كما يقول المأثور الشعبي "يأكل مع الذئب ويبكي مع الراعي " .
ليس دربا من دروب الودع او قراءة الطالع والمندل ان اعتبرنا هذا اللقاء بمثابة ايصال الرسائل السياسية لاكثر من طرف اكثر منه لقاءا جديا باتمام ملف المصالحة الذي يشكل الحلقة المركزية من حلقات السلسلة للنهوض بالمشروع الوطني الفلسطيني وبرنامجه في التحرر والاستقلال التام , واراد كل طرف من طرفي اللقاء تحسين موقعه الخاص وتعزيز مواقع تفاوضية علي الصعيد المحلي والعربي والاقليمي بعد ان عصفنت بهم رياح شديدة اصابت حصونهم الداخلية وهددتها بالانهيار وزادت من عزلتها , ويري كل فريق منهم بان عليه اللحاق باخر عربة قطار قبل فوات الاوان وازدياد الموقف تأزما ....وسنتناول فيما يلي ما قصده الطرفان من تلك الرسائل وما جاء قبلها من مقدمات عكف عليها كل طرف .
اولا / علي الصعيد الداخلي :
محمود عباس بوصفه رئيسا لحركة فتح وبعد ان احتدم الصراع داخل الحركة بينه وبين محمد دحلان وفصل الاخير من صفوف الحركة وتعدي الامر ذلك الي فصل المقربين منه بتهمة التجنح واقتطاع رواتبهم وطال الامر اعضاء في المجلس الثوري لحركة فتح ونواب في المجلس التشريعي في كل من غزة والضفة واعطاء الاوامر للاجهزة الامنية بمتابعة وملاحقة اي شخص ينتقد مواقفه علي مواقع التواصل الاجتماعي والتلويح بوقف الرواتب لتصبح جركة فتح كما الدهماء التي تأكل ابناؤها .اراد من هذا اللقاء ايصال رسالة لانصاره مفادها انه ما زال الاقوي في الحركة وانه القادر علي انجاز هذا الملف الهام لقطع الطريق علي المد الدحلاني من التواصل والانتشار المتزايد وخصوصا في صفوف حركة فتح في غزة والذين برون في دحلان انه رجل المرحلة المقبلة و الاقوي حركيا وربما المنقذ لهم من حكم حماس في غزة , وكما اراد عباس ومن خلال هذه الخطوة تحييد حركة حماس جانبا بعد ان كانت طرفا اول للصراع الداخلي للتفرغ لغريمه السياسي الجديد بالنسبة له .. حليف الامس هو عدو اليوم ورسالته لحماس مفادها ان لم تنجزوا هذا الملف سريعا الخطر قادم علينا وعليكم .
اما حماس والتي تقاطعت مصالحها مع مصلحة عباس في رفضها لدحلان والذي تري فيه رجل الامن الذي بالغ باعطاء الاوامر في الاعتقال لكوادرها وابنائها سنة 1996 وانه غير مرضي عنه حمساويا وارادت ايضا استغلال حالة الضعف العباسي لتنجز بعض الامور في الضفة من غير ان تعطي شيئ في غزة واصبح كل من الطرفين كمن يستجير من النار بالرمضا .
ثانيا / علي الصعيد العربي :
وهو الاهم هنا حيث دأب الطرفان عباس ومشعل من خلال اللقاء الي توجيه رسالة الي مصر مفادها التلويح بنقل ملف المصالحة الي قطر التي استغلت حالة تراجع مصر علي الصعيد الاقليمي مؤخرا وانجزت بعض ملفات مصالحة في كل من لبنان ودارفور واليمن وتزايد دورها الاقليمي علي حساب الدور المصري وعبر الطرفان برسالتهم الي مصر عن عدم رضاهم لما قامت به الاسبوع الماضي من احتضان مؤتمر الاكاديمين الموسع بدعوة من محمد دحلان والذي اقيم في العين السخنة في قاعة يمتلكها احد ضباط الامن التابع لجهاز المخابرات الممصرية وفتح معبر رفح البري لمدة اسبوع ليتسني لاتباع دحلان من مغادرة غزة الي مصر , وبالغ عباس في توصيل الرسالة للجانب المصري بعد ان شعر بميول القيادة المصرية الي ترسيخ وتثبيت دحلان وتجلي ذلك من خلال المكالمة التلفونية المسربة بين اللواء وائل الصفتي رئيس ملف المصالحة الفلسطينية في جهاز المخابرات المصرية ومحمد دحلان , وجاءت المبالغة عندما استبق عباس لقاء الدوحة بزيارة السعودية التي فتحت النار علي مصر بدعمها سامي عنان الذي اعلن ترشيحه للانتخابات المقبلة في ظل اجواء معتمة تخيم علي مصر بعد ان اطلقت بعض الجهات نزولها للشارع يوم 11 نوفمبر المقبل وزيارة عباس لتركيا والتي تجمعها بمصر حالة من الفتور السياسي يصل الي حد التراشق الاعلامي في بعض الاحيان .
اما حماس كانت اكثر تروي في توصيل الرسالة الي مصر حيث استبقت زيارة قطر باعلانها عن القاء القبض علي مجموعة كانت تنوي القيام بعمل تخريبي داخل مصر لتعزف علي وتر الحفاظ علي الامن القومي المصري وانها ممكن ان تلعب دورا اذا ما استجد شيئ في الامر بعد نوفمبر المقبل ... ادركت حماس قواعد اللعبة بعد ان وضعت البيض في سلة واحدة منتشية بما حققه الربيع العربي ووصول الاخوان للحكم في مصر وتونس وانقلب عليها الي خريف جاف فقدت فيه كل شيئ لتصبح رسائلها السياسية اكتر تروي من ذي قبل .
رابعا / رسالة الي الرباعية العربية التي ضمت كل من مصر والسعودية والامارات والاردن وكان قرارها بانجاز المصالحة الفتحاوية الداخلية بين عباس ودحلان ورفض قراراتها مباشرة عباس متهما اياها بانها تدخل في الشان الداخلي الفلسطيني ومتهما الامارات بانها تسعي الي تثبيت وترسيخ اقدام دحلان ليكون بديل لعباس عبر بوابة الاموال التي تنفقها من اجل تلك المهمة وهنا تتقاطع مصلحة عباس وحماس .
خامسا / رسالة الي قيادة الاحتلال ... بعد ان فشل عباس في زيارته اللا محمودة للعزاء بشيمعون بيرس من استمالة قيادة الاحتلال للعودة الي المفاضات اراد الضغط عليهم بالمصالحة مع حماس واعتبار اللقاء بمثابة الورقة الرابحة املا من عباس ان تتحرك الادارة الامريكية للضغط علي قيادة الاحتلال للعودة الي المفاوضات بديلا للمصالحة .
من خلال ما تقدم نخلص الي ان اللقاء كان سياسي بامتياز اكتر مما هو وطني وعقد من اجل ايصال رسائل سياسية وتحقيق مصالح وليس مصلحة وطنية وطغي علي قرارات عباس التسرع وردات الفعل السريعة ونقول لمن كان يتوقع من هذا اللقاء تحقيق مصالحة وطنية كما قال مأثورنا الشعبي " زي يلي طالب الدبس من عجيزة النمس " .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المجلس الحربي الإسرائيلي يوافق على الاستمرار نحو عملية رفح


.. هل سيقبل نتنياهو وقف إطلاق النار




.. مكتب نتنياهو: مجلس الحرب قرر بالإجماع استمرار عملية رفح بهدف


.. حماس توافق على الاتفاق.. المقترح يتضمن وقفا لإطلاق النار خلا




.. خليل الحية: الوسطاء قالوا إن الرئيس الأمريكي يلتزم التزاما و