الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف سيكون الحال ؟

جاسم هداد

2005 / 12 / 31
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


اثناء الحملة الأنتخابية وفي اجتماع جماهيري في احدى المحافظات ، اطلقت احدى القوائم الأنتخابية تحذيرا لأنصارها من انه سيحصل تزوير في الأنتخابات ، وهددت وتوعدت بأنها سوف لن تقف مكتوفة الأيدي ، وبالطبع إتكأت في تهديدها على ميليشياتها المسلحة والدعم الذي تتلقاه من دولة إقليمية ، ووجهت اتهامات للمفوضية العليا المستقلة للأنتخابات ، ورافق هذه الأتهامات تهديدات بأنهم يمتلكون جداول وارقام و... من خلال مراقبيهم أو بشكل أدق " موظفيهم في المفوضية " ، وفي حالة اعلان نتائج مخالفة لما يريدون فسوف ........ .

بعد الأنتخابات تغيرت اللهجة ، وتم التراجع عن اتهام المفوضية ، وارتفع الصوت عاليا بالدفاع عن " نزاهة " الأنتخابات والتأكيد على ان " الأنتخابات لا يمكن إبطالها أو إعادتها ولايمكن أن تتدخل فيها أية جهة دولية او من المنطقة " ، متناسين او متغافلين ، او مستهينين بعقول وذاكرة ابناء شعبنا العراقي ، حيث كانوا هم في مقدمة طارقي الأبواب من اجل الدعوة لغزو بلادنا ، ثم دخلوا هم وميليشياتهم بدعم دولة " في المنطقة " ، ولا تزال عناصر ميليشياتهم تستلم رواتبها من هذه الدولة ، وحملتهم الأنتخابية تم ويتم تمويلها من هذه الدولة ايضا ، فلماذا ممارسة الكذب ، فالشعب العراقي لا تنطلي عليه مثل هذه الأكاذيب ، وان تم حجب ضوء الشمس بغيمة سوداء ، فلا بد ان تزول هذه الغيمة وتسطع شمس الحقيقة ، حارقة بحقيقتها كل كذب ودجل .

وصرح سياسي بأن " اعادة الأنتخابات أمر غير منطقي " ، ويصرح آخر بأنه " ينبغي على الجميع احترام العملية الديمقراطية ونتائجها الأنتخابية " ، وتردد كثيرا في تصريحات من حذروا من التزوير ، ضرورة " احترام ارداة الشعب " غافلين عن ان احترام ارادة الشعب يتطلب ضمان حقه بالأنتخاب دون إكراه ، وفي مناخ ضامن لحريته في اعطاء صوته ، والطاغية صدام لا زال يردد لغاية الآن انه الرئيس الشرعي حيث تم انتخابه بإرادة الشعب وبنسبة " 100% " وهي ايضا نسبة ساحقة .

جميع هؤلاء ومن يسير في جوقتهم لم يفسروا لنا ، كيف يتم احترام ارادة الشعب ، هل من خلال افساد ضمائر الناس بشراء اصواتهم بمبالغ مالية ، او استغلال حاجة الناس واعطائهم " صوبة وبطانية " لقاء اصواتهم ، أم بإستخدام التهديد ، أم بإغتيال المرشحين والناشطين في الحملات الأنتخابية ، أم بخيانة الأمانة الوظيفية المفروض بالأنسان النزيه ان يكون مؤتمنا عليها ، أم بإقتحام المراكز الأنتخابية بقوة السلاح واجبار الناخبين على التصويت عكس رغبتهم ، أم بمخالفة التعليمات والضوابط الأنتخابية ، أم بإستغلال دور العبادة للدعاية السياسية الأنتخابية ، أم بممارسة الكذب العلني ومن خلال شاشة التلفزيون بأن القائمة الأنتخابية الفلانية انسحبت لصالح القائمة التلانية .

وهل يستقيم ما تم ذكره وتلك الأفعال مع مبادئ الدين الأسلامي الحنيف ، او مبادئ الأديان السماوية ، وهل يستقيم مع الأخلاق والآداب العامة المثبتة في دستورنا العتيد ، وهل يستقيم مع قيم واعراف مجتمعنا العراقي النبيلة ، وهل يستقيم مع اخلاق وآداب الرسول الكريم " ص " ، او مع اخلاق وقيم اهل البيت " ع " الطاهر الشريف ، وهل يستقيم مع اخلاق كل شخص لديه ضمير حي نظيف ، وهل يستقيم مع كل وطني ومخلص للعراق ولشعب العراق ويريد لهما الخير.

ان هذه الأبواق التي شجعت على التزوير وتبرر له الآن وتدافع عنه ، لو انها لم تحصل على ما خططت له ، ماذا سيكون الحال ؟ ، بالتأكيد لأقامت الدنيا ولم تقعدها ، ولطالبت بتدخل الأنس والجان ، وعفاريت جزر الواق واق ، ولقامت بتوسل الجالسين في البيت الأبيض من اجل اعادة الأنتخابات ، ولم تدع جهة لم تعتب عليها من دول المنطقة والجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي والمؤتمر الأسلامي والأمم المتحدة ومجلس أمنها والأوبك والأوابك ، وابناء العم الأمريكان ، وابناء الخال البريطان ، وابناء العمة الطليان ، كل ذلك سيكون من اجل احترام " ارادة الشعب العراقي " .

واذا كانت متأكدة بأن الناخبين صوتوا لها برغبتهم وعن قناعتهم ، فلماذا هي خائفة من التدقيق الدولي ، او من اعادة الأنتخابات ، ألم تتم اعادة الأنتخابات في دول اخرى عندما ثارت شكوك حول نزاهتها ، وتجربة اوكرانيا ليست بعيدة عنا . الواثق من نفسه لا يخشى شيئا ، ومبدأ الغاية تبرر الوسيلة يجب ادانته من قبل كل حر غيور وهو لا يتوافق ابدا مع النبل والأخلاق الحميدة والنية المخلصة لخدمة الوطن والشعب ، وكل زيف لا بد وان يبان وتظهر الحقيقة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لمحة عن حياة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي


.. بالخريطة.. تعرف على طبيعة المنطقة الجغرافية التي سقطت فيها ط




.. شاهد صور مباشرة من الطائرة التركية المسيرة -أكنجي- والتي تشا


.. محاكاة محتملة لسقوط طائرة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في م




.. أبرز حوادث الطائرات التي قضى فيها رؤساء دول وشخصيات سياسية و