الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما بعد تحرير الموصل

كفاح حسن

2016 / 10 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


ما بعد تحرير الموصل
إعلان إنطلاق الدولة الكردستانية في جنوب كردستان (شمال العراق)

تتوجه أنظار و مشاعر العراقيين يوميا إلى جبهات القتال حول الموصل الحدباء. حيث يخوض أبطال العراق معارك ضارية و شجاعة ضد عدو شرس و يقاتل في معاركه الأخيرة.

إن النجاح المؤكد لأبطال الجيش العراقي, يتطلب مننا التفكير بالمهام و التحديات بعد تحرير الموصل.

و هنا تعود بي الذاكرة إلى وقت المعارضة العراقية ضد الطغمة الصدامية في ثمانينيات و تسعينيات القرن الماضي..حيث حوت فصائل المعارضة خليط غير متجانس من قوى و أحزاب تجمعت فقط ضد صدام و نظامه. و كان هذا أمرا متعبا و معرقلا للعمل نحو إسقاط الحكم الصدامي. حتى و إن بعض القوى المنخرطة ضمن المعارضة كانت تفكر بالمكاسب المادية أكثر من تفكيرها في إسقاط النظام.

و منذ نيسان 2003 حيث دنس أرض الوطن محتل جديد طامع بثروات الوطن أكثر من الرغبة في إنقاذ العراقيين من الدكتاتورية الصدامية. منذ ذلك التأريخ, دخل البلد في محنة جديدة صنعها المحتل الأمريكي, محنة نظام المحاصصة الطائفية الذي قاد البلاد نحو التخندق بين أبناء شعبه. و كان سببا في وصول القاعدة و داعش إلى الدور و الإمكانية التي إمتلكوها.

و من المعضلات التي رافقت هذه الفترة الخلاف الشديد ما بين المركز في بغداد و إدارة إقليم كردستان. و وصل الخلاف أحيانا إلى حد التصادم المسلح. كما إحتضنت إدارة الإقليم عناصر معادية لإدارة المركز, عدد غير قليل منها ملطخ بدماء ضحايا من أبناء شعبنا. و بسبب من هذا الخلاف تعطلت الأعمال الحكومية و البرلمانية. و من البديهي, تتحمل الإدارتين في بغداد و أربيل مسؤلية التدهور في العلاقة مابين الإدارتين. و إضر هذا الخلاف بأبناء الأقليم, تمثل بالتوقف و العرقلة في صرف رواتب العمال و الموظفين. و أدى ذلك إلى أزمة إقتصادية و معيشية خانقة في الأقليم.

لقد إستطاع الإقليم التخلص من سيطرة الطغمة الصدامية منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي. و تمكن من بناء إدارته المحلية و كذلك شهد الإقليم قيام العديد من المشاريع الخدمية. و حدث نمو ملحوظ لمعدل الدخل الشخصي أفضل مما هو عليه في أرجاء العراق. و قد تحدث عدد كبير من القادة السياسيين الكردستانيين عن إكتمال متطلبات تشكيل دولة مستقلة في الإقليم.

و هنا أود ذكر حادثة تأريخية حدثت في روسيا القيصرية قبل مواصلة الحديث. حيث قام القيصر الروسي بخطوة مفاجئة تمثلت بتوزيع و تمليك الأراضي الزراعية على الفلاحين المعدمين, بعد أن صادرها من أنصاره و أقربائه الإقطاعيين. و لما إعترض رجاله على قرارته التي صادرت إمتيازاتهم, حذرهم من إنه لو لم يقم بالإصلاح الزراعي و توزيع الأراضي, لثار عليه الفلاحين و أسقطوا نظامه.

و هكذا الأمر في عراقنا.. علينا إتخاذ القرارات المصيرية قبل فوات الأوان. سيما و إن البلد تمر بأزمة طاحنة.

أن الخطوة التالية بعد تحرير الموصل, هي إعلان الحكومة المركزية عن جدول زمني لا يتجاوز الستة أشهر لنيل إقليم كردستان أستقلاليته و تشكيل دولته المستقلة. و تحدد حدود الإقليم بحدود منطقة الحكم الذاتي. و إذا أراد أبناء مناطق أخرى خارج حدود الإقليم الإنضمام لهذه الدولة الوليدة, يتم ذلك عبر إستفتاءات محلية في تلك المناطق, تتم بتنظيم و إشراف محايد.

أن تشكيل الدولة الكردستانية أمر مهم و ضروري و مفيد للعراق.

حيث إن النضال ضد نظام المحاصصة الطائفية سيدخل في مرحلة جديدة ترجح كفتها لقوى الخير و المعادية للطائفية. حيث سنتخلص من العقدة الكردية التي تطرح كمبرر لإستمرار المحاصصة الطائفية.

و أقتصاديا.. يتخلص البلد من دفع الأتاوة ألى حكومة الإقليم بنسبة 17 بالمائة من وارداته النفطية. و يستفاد من هذا المبلغ لحل المشاكل المالية و النقدية التي تهز إقتصاد البلاد. كما أن حصول الدولة الكردستانية الوليدة على عملتها المحلية سيخفف من الضغط الحاصل على البنك المركزي العراقي للحفاظ على سياسته النقدية. كما أن الممثلين الكردستانيين في البرلمان و الحكومة المركزية يكلفون الدولة تكاليف خيالية لا تصدق.

كما إن هذا الإجراء سيحافظ على الإخوة مابين أهالي العراق و أهالي الإقليم. حيث سيخلص هذا الإجراء أبناء بلدنا من الإقتتال الداخلي و الذي لا يستفيد منه سوى تجار الحروب و السياسيين الفاسدين.

هذا و سأحاول في كتابات لاحقة إلى التفصيل في توضيح فكرتي و التي أعتقد إن هناك لها تأييد متزايد بين أبناء وسط و جنوب العراق.

كما أن هذه الفكرة مطروحة للنقاش لتطويرها و تشذيبها للوصول الى الطريق الصحيح.

و ليكن السؤال ليس عن تأسيس الدولة الكردستانية من عدمه, بل عن متى ستنطلق هذه الدولة.

كفاح حسن
آواخر تشرين الأول 2016








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ونحن نضم صوتنا لصوتكم.
احمد حسن البغدادي ( 2016 / 10 / 30 - 20:17 )
تحية أستاذ كفاح.

ان أمنية الشعب الكردي بالاستقلال، أمنية قديمة ،منذ زمن الدولة العثمانية، ولم ترى النور الى اليوم .

نتمنى ان ينجح القادة الأكراد الحاليون في تحقيق هذا الحلم الكردي، ويعيشوا الإخوة الأكراد في دولتهم بسلام ورفاه.

ونتمنى ان يدرسوا بدقة سبب فشل جميع الدول الاسلامية، وسبب تذليل هذه الدول لركب الحضارة والتقدم والرفاه الاجتماعي، وان يعوا الدرس جيداً،

وأقرب تجربة أمامهم هي تجربة باكستان والهند، حيث كانا دولة واحدة، دولة متخلفة، تعيش بفقر متقع، يموت الملايين سنوياً بسبب الفقر.

انظروا الهند، أصبحت تناطح الدول العظمى في مجال التقدم التكنولوجي، ولم تعد هناك مجاعة تقتل الملايين، رغم وجود مجتمعات متخلفة لديها.

اما باكستان، فقد تحولت الى أفغانستان الثانية، ووكراً للارهاب والتخلف.

وهنا يكمن السر في هذا الفرق.

اي، الدولة العلمانية.

تحياتي ...

اخر الافلام

.. صاروخ باليستي روسي يستهدف ميناء أوديسا


.. ما فاعلية سلاح الصواريخ والهاون التي تستخدمه القسام في قصف م




.. مراسل الجزيرة يرصد آثار القصف الإسرائيلي على منزل في حي الشي


.. خفر السواحل الصيني يطارد سفينة فلبينية في منطقة بحرية متنازع




.. كيف استغل ترمب الاحتجاجات الجامعية الأميركية؟