الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آرا خاجادور و النأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة؟(5)

خسرو حميد عثمان
كاتب

(Khasrow Hamid Othman)

2016 / 10 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


آرا خاجادور و النأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة؟(5)

( نحن كجيل، من الممكن أن نطلق عليه اسم جيل انتقالي، كنا محملين بكم كبير من الأحلام ومن الرغبة في التغيير، وكانت هناك مجموعة من الاحزاب السياسية، قدمت نفسها كصيغة من أجل هذا التغيير. لكن في الحقيقة، كانت أحلامنا أكبر من امكانياتنا. والأحزاب السياسية التي كانت قائمة ولا زالت بقاياها موجودة، كانت أضعف وأقل قدرة من عملية التغيير. كانت بدائية في أفكارها وأساليبها، كانت غير متصلة مع حركة المجتمع الداخلية، وبالتالي، كان المطروح عبارة عن شعارات أكثر منه برامج سياسية. وعندما واجهت الامتحان الحقيقي، بان قصورها وعجزها، وهذا يفسر التآكل والتراجع في هذه الاحزاب وكذلك الانسان. كان عنده نوع من الحلم لأن يكون جزءا من حركة التاريخ، فيكتشف أن هذه الاحزاب ليست البيئة المؤاتية لهذه المهمة.) الروائي عبدالرحمن منيف: أزمتنا مثلثة**.

لو عُدنا الى قراءة ثانية "للجزء الأول للأحداث حسب تسلسلها التأريخي"( الحلقة الماضية) سنجد معلومات يستوجب التوقف عندها وتفكيكها بهدف تقييمها وإبداء الرأي حولها:
1ـ من المستبعد ان يكون عام ميلاد حسين احمد(سلام عادل) 1925الذي ذكره عبدالحسين شعبان صحيحا، اذا أُجري تدقيقا بالاعتماد على سنوات الدراسة كمعيار للتدقيق لأن التسجيل في المدارس الابتدائية كانت تشترط عمر 7سنوات + 6 سنوات للدراسة الابتدائية و 3 سنوات للمتوسطة، على ضوء ذلك سيكون أقل عمر ممكن لخريج مرحلة المتوسطة وقتئذ 16 أعوام، واذا أضفنا ذلك الى 1925 سيكون الرقم 1941 ولكن بموجب المعلومة التي وردت في رواية كريم أحمد وما سمعه أثناء زيارته للنجف في نيسان 1941 نستنتج بأن حسين احمد (سلام عادل) تخرج من المتوسطة عام 1940 لان جميع المدارس في العراق كانت معطلة والامتحانات مؤجلة عندما التقاه كريم احمد في نيسان 1941، على هذا الأساس كان دخول حسين أحمد دار المعلمين الابتدائية في النصف الثاني من عام 1941. على ضوء ذلك يمكن إعتبار تخرجه في عام 1944 وليس في 1943 الذي جاء في رواية عبد علوان.لأن الدراسة في دار المعلمين الإبتدائية كانت ثلاثة سنوات دراسية.
2 ـ ولكن هذين الإستنتاجين الذي بنيناها بالإعتماد على المنطق حول تحديد فترة دراسة حسين أحمد في دار المعلمين الابتدائية(1941ـ1944) تضعنا أمام إشكاليات أخرى والعديد من الأسئلة خصوصا عندما نعيد قراءة الفقرة التالية المقتبسة من المقال السابق:
((ـ/ ـ/ 1942
فصل حسين الرضي من دار المعلمين الابتدائية:
{وزعت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في دار المعلمين الابتدائية جريدة الحزب بين الطلاب بعد ان نشرت جريدة القاعدة مقالاً انتقدت فيه الادارة. وكان النقد صحيحا، مما يدل على ان كاتب المقال ملم بأمور دار المعلمين، اثر ذلك توجه مدير القسم الداخلي مع عدد من موظفيه الى دولاب " سلام عادل" لانه كان يتصوره شيوعيا لدفاعه الدائم عن الاتحاد السوفيتي وحقوق الفقراء وكان يسكن في غرفة واحدة مع شاكر الطالقاني الطالب في دار المعلمين، ولما لم يُعثر على شىء في حاجيات سلام عادل فتشوا حاجيات شاكر الطلقاني فعثروا على اعداد من جريدة القاعدة، اذ كان عضواً في الحزب الشيوعي العراقي وتقرر فصله من المعهد ( بعدها اصبح صاحب مكتبة دار الحكمة التي نشرت كتب الحزب) اما سلام عادل فقد فصلوه لما تبقى من السنة الدراسية، ولم يخبر اهله بذلك واشتغل سائق سيارة بين الاردن وبغداد. ومنذ ذلك التاريخ بدأ سلام يفتش عن وسيلة للاتصال بالحزب الشيوعي.}ج1ص26*)).
أترك إثارة الأسئلة حول الموضوع الى القارىء حسب قناعاته، ولكنني أركز، بدوري، على سؤالين مهمين في نظري:
السؤال الأول: اسباب عدم تأثير فصل الطالب حسين أحمد "لما تبقى من السنة الدراسية " على عدد سنوات دراسته(ثلاثة سنوات) في دار المعلمين الابتدائية؟
السؤال الثاني: هل كانت مدة الفصل كافية لكي يستفيد منها ليصبح سائقا محترفا لسياقة سيارات تجارية تتنقل بين بغداد والأردن، وإذاكان له من العمر، وقتئذ، يؤهله للحصول على إجازة سوق عمومية وجواز سفر لكي يتمكن من ممارسة هذه المهنة؟
(يتبع)
*(سلام عادل ـ سيرة مناضل) ثمينة ناجي يوسف و نزار خالد ـ الطبعة الثانية 2004

‏** http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=38&msg=1116940778










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -غادرنا القطاع بالدموع-.. طبيب أمريكي يروي لشبكتنا تجربته في


.. مكتب نتنياهو: الحرب لن تنتهي إلا بعد القضاء على قدرات حماس ع




.. وزير الخارجية السعودي يتلقى اتصالًا هاتفيًا من نظيره الأميرك


.. حرب غزة: بنود الخطة الإسرائيلية




.. الجيش الأميركي: الحوثيون أطلقوا صاروخين ومسيّرات من اليمن |