الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأدب والفن العرفاني- الصوفي والغياب الواضح في مدينة النجف الاشرف

بتول فاروق

2016 / 10 / 31
الادب والفن


في المدن الدينية ، وخاصة تلك التي تحمل عبقا علميا ، وأدبيا يتوقع منها ، انتشار أدب العرفان والتصوف ، لغة الحب الإلهي ولغة العشق الصوفية ، مدينة شرقية كمدينة النجف مثلا ، يتوقع منها أن تحمل ملامح روحية عرفانية ، لان المدن الشرقية والدينية عادة تحمل روحا عاطفية شفافة ، تصبغها من خلال قراءة كتبها وسماع أناشيدها وموسيقاها الصوفية ، ونراها من خلال السالكين إلى الله ، عبر طرق عرفانية تتجلى في الزهد والابتعاد عن الناس وعن التكالب على الوجاهة والماديات . لا نجد في النجف ذلك ، إنها مدينة الفقه والفقهاء ، مدينة تركز على الفقه المعتمد على الحديث ، ولا نجد رديفا أخر له يصبغ النجف بهالة روحية واضحة ، لا ننكر أن حضرة ومقام الإمام علي (ع) ، يشكل معلما روحيا تهفو إليه ، ملايين الناس من كل أصقاع العالم ، لكن حديثنا هنا ينصب على المدينة التي تحتوي كل هذه القامات الشامخة من العلماء والمقامات الشريفة ؟ ، أين التفاعل الروحي ؟ هل البيئة الصحراوية للنجف هي السبب في هذا الغياب ؟ أم البيئة العشائرية - القبلية ، أم صعوبات الحياة الاقتصادية والسياسية ، جعلت منها مدينة قاحلة روحيا ، في الكتابات والشعر والنغم الصوفي . نجد الأدب السياسي حاضرا بقوة كما الشعر العاطفي ، او الشعر الشعبي الغارق في الحزن والشكوى من الحياة ومصائبها والخيانة وغدر الصديق قبل العدو . النجف كأية مدينة عراقية ، تتسربل بالحزن ، وتتزيا بالإهمال ، ويصطبغ وجهها الكالح بالغبار والشجن العميق . لا تجد واحة ولو بسيطة لفن العشق" الجواني "،العميق ، الدفين في أعماقها .. ، الحياة الروحية واحة غنّاء لمن يريد الارتكان إليها ، حتى لو كان هروبا من واقع مرير ، قاس. نحن أبناؤها نبحث عن بقعة للفن، للروح ، فلا نجدها ، خاصة بعد أن سيجت مقاماتها الدينية بالحراس والمفتشين ، فعندما تهفو أرواحنا للذهاب إلى منبع الروحانية في حضراتهم ، ومقاماتهم ، نتذكر طوابير التفيش التي تقزز الجسد والروح . نريد أدبا مكتوبا من الحب السامي ، البعيد عن الغرضية والمصلحية التي تصبغ ادعيتنا اللاهثة وراء حاجات لا يلبيها الواقع . نريد موسيقى عرفانية تهز وجداننا ، وتعمق فينا حب الله . الفقهاء يرشدوننا الى كيفية السير في الحياة الدنيا ، في الأعمال الظاهرية ، أما أعمال الروح فهي تتعلق بالسلوك وتنمية الأخلاق والذات ، نحتاج مدينة دينية طافحة بحب الناس وتقدم السلام والمحبة للإنسانية جمعاء ، فدين الله هو احترام الكون بكامله ، والإنسان الذي خلق على صورة الله ، أول من يفترض احترامه من الأديان . النجف اليوم قدمت الرؤية العقلانية للإنسان ، ورفضت تكفير الآخر ، إلا إنها تحتاج إلى لمسات روحية لتكون حاضرة واقعيا ، بدل الاحتفاظ بالرمزية غير المجسدة ، وهذا يعد أمرا مهما لتكاملها الديني . النجف هي كل ما تبقى - كما أرى ذلك - لإظهار روحانية الإسلام ، بعد أن أصابه الارهابيون بمقتل ، وصار عنوانا لقتل الآخر . النجف هي أملنا الأخير لتنهض بهذا الهم الخطير .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية


.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي




.. إزاي عبد الوهاب قدر يقنع أم كلثوم تغني بالطريقة اللي بتظهر ب


.. طارق الشناوي بيحكي أول أغنية تقولها أم كلثوم كلمات مش غنا ?




.. قصة غريبة عن أغنية أنساك لأم كلثوم.. لحنها محمد فوزي ولا بلي