الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يمكن ان ننتشل العراق من هذا المستنقع ؟؟؟

عزيز الدفاعي

2016 / 11 / 1
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


هل يمكن ان ننتشل العراق من هذا المستنقع ؟؟؟
عزيز الدفاعي
اشرت سابقا الى ان بعض الشعوب التي تمتلك حضاره عريقه رائده قد يتحول ذلك الرصيد الابداعي والمعرفي فيها الى حمل ثقيل يرهق اصحابها ويقوس عمودهم الفقري فيمنعهاعن الحركه او يجعلها بطيئة رغم التنافس العالمي الذي بات الانسان فيه غير قادر على تخيل مدياته ومستجداته في مختلف العلوم ... بينما تكتشف شعوب اخرى لم تكن ضمن سجل التاريخ الحضاري القديم عناصر نهضتها وانطلاقها رغم الهزائم والنكسات الكبرى من خلال احياء الروح القومية والوطنية وجعل العلم اساسا والتنافس الاقتصادي وسباق التكنولوجيا وسيله وهدفا في ان واحد .
بين امه مثل العرب تغوص في تاريخها وترفض الخروج منه وتعتبره مقدسا ويحكمها الموتى من قبورهم وتعتاش على افيون اسمه امجاد الماضي التي تقدم لها كل مبررات الحروب الاثنيه والطائفيه ويخدعها اي شعار سياسي غربي براق ناجم عن عقده النقص المعرفي بسبب ما اكتشفه عالم الاجتماع ابن خلدون واطلق عليه (تقليد المغلوب للغالب) تحولت دول عربية الى انقاض وثروات بترليونات الدولارات الى عتاد وسلاح صنعه الغرب لجيوش الاعراب الذين لم يخرجوا عن جاهليتهم وداحس والغبراء يوما ولا زالوا يعتبرون قتل بعضهم البعض انتصارا تاريخيا !!!!
بينما شعوب اخرى مثل نمور اسيا والصين والهند وحتى امريكا والمانيا وغيرها تحاول ان تحقق النمو الاقتصادي وتلهث خلف العلم والمعارف وتراقب الاسواق العالمية وتستثمر حتى القمامه لتوليد الطاقه ويكون هدفها رفاهية الانسان وضمان مستقبله من خلال العلم واحترام حريه الانسان ومبدا المواطنه ولا شي غيره وهي صدمه اكتشفها جمال الدين الافغاني ومحمد عبده في القرن التاسع عشر خلال زيارتهم لفرنسا .
حين نقارن الانتاج الثقافي مثلا في تركيا او ايران وهما دولتان جارتان لكي لا اذهب بعيدا فان ما يطبع ويترجم من كتب وما يؤلف من مسرحيات وانتاج فني وموسيقي وسينمائي ومسرحي في اي من هاتين الدولتين المسلمتين سنويا يعادل نضيره في 22 دولة عربية... دون ان اتسع اكثر لاقارن النمو الاقتصادي في تركيا التي بلغت ديونها قبل عقدين 160 مليار -$- واين وصلت اليوم او ايران التي خرجت من حرب الثمان سنوات مع العراق باحتياطي لدى البنك المركزي لايتجاوز 100 مليون -$- عام 1988 بينما هي الان دوله صناعيه ونوويه رغم الحصار الغربي الذي فرض عليها على مدى عشر سنوات !!!!!
لقد اهملنا في العراق تلك النهضه الثقافية والعلمية التي بدات في ظل الاستعمار البريطاني في العراق الذي يعود له الفضل في انشاء الجامعات والمدارس والمسارح ودور السينما وارسال المئات من كبار رواد النهضه العراقيه من امثال عبد الجبار عبد الله و علي الوردي واحمد سوسه وعلي جواد الطاهر وابراهيم كبه واحمد سلمان الحسن ورفعت الجادرجي وجواد سليم وفائق حسن وكبار الاطباء والمهندسين وفي باقي الاختصاصات العلمية والتي وجدت رافدا قويا خلال الجمهورية الاولى للزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم قبل ان يضع انقلاب دوله الحزب الواحد و العشيره عام 1963 ( عبد الرحمن عارف وشقيقه - الدليمي ... احمد حسن البكر وصدام حسين- التكريتي ) عوائق وموانع امام عمليه البناء على الرغم من اتساع نطاق العلم والتعليم .
كان من الطبيعي ان تؤدي دوله الرعب والمقابر والسحل والتخوين السياسي والمقابر الجماعيه وحروب الضم مقابل مشروع الانفصال الكوردي والحصار الاقتصادي الى تشويه كل شي وخلق قطيعه بين الانسان العراقي والعلم والمعرفه وهو ما خلق ردود فعل مشوهة بعد سقوط النظام الدكتاتوري عام 2003 الذي لم يتحقق بفعل اراده العراقيين وبا يديهم -فقد رفض الامريكيون حتى اعطاء دور في معركه ازاحه صدام حسين من السلطه للمعارضه العراقيه التي قبلت حتى احزابها الاسلاميه بهذا الدور المشبوه .- والتي اتفقت حتى قبل ان تصل لبغداد على جملة مبادئ تمزق وحده الوطن والتي نتذوق اليوم كشعب متناحر ثمارها المره مثل العلقم في جميع مفاصل الحياه دون استثناء ؟
لايقوم مشروع جمهوريه المكونات والطوائف الذي صاغه الامريكيون على رؤيه استراتيجيه لا في السياسه ولا في الاقتصاد ولا في العلم والثقافه بل انه يرتكز على معماريه دفن هويه المواطنه تحت انقاض الاستحقاقات الاثنية والذي اسس لمجموعة مافيات تطلق على نفسها احزابا وتيارات وكتل ليس لها حتى نظام داخلي عراقي او رؤيه حقيقيه لتحديات العراق تجمعها في المشتركات سواء تعلق الامر بالامن الوطني او السياسة الخارجية ولهذا فهي في صراع دائم سهل على (المندوب السامي ) تحريكها والتلاعب بها والتحكم بمواقفها وقراراتها من وراء الستار بعد ان ترك غالبية من يصدقون انهم فعلا نخب حاكمه يغرقون في الفساد والنهب ويكون لكل منهم قواعد واتباع لاتختلف عن اي مافيات في كولومبيا او في الصومال من هنا بات مفهوم الفدرالية لايحمل في طياته سوى تقطيع العراق الذي يقرر الامريكيون وحدهم بقاء خارطته او تفتيتها وفقا لمصالحهم في العراق والشرق الاوسط .
كيف اذا يمكننا الحديث عن مشروع انقاذ وطني بعد ان اصبحت الخرافه والجهل والامية المتفشية كالسرطان حتى بين خريجي الجامعات وحتى شريحه كبيرة من حمله الشهادات العليا من خريجي الجامعات العراقيه وبعض الدول الشرقيه التي باتت تسعر كلفه الرسائل العلمية (بالوزن )؟؟؟
فيما انتشر سرطان التعصب المذهبي الذي اطلق عليه المرحوم احمد الوائلي ( المفاعلات الطائفية ) خاصه بين شيعه العراق الذي تحول لدى شريحه كبيرة منهم الرمز العلوي الى طقوس لاتختلف عما تفعله الشعوب البدائية وكاننا كنا بحاجه الى كل هذا الجمر المستعر لنمشي عليه وان نلطخ وجوهنا بالطين ونحن اصلا في وحل الحضارة فقد عادت بنا عقارب التاريخ الى مئات السنين الغابرة ؟؟؟؟
ريتنا نقف ونناقش نقطه البدايه ( كيف نخرج العراق من هذ المستنقع ) قبل ان نستمر جميعا كتابا ومثقفين وصحفيين في نقد النظام السياسي وشخوصه دون جدوى .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هدنة غزة تسابق اجتياح رفح.. ماذا حمل المقترح المصري؟ | #مراس


.. جنود أميركيون وسفينة بريطانية لبناء رصيف المساعدات في غزة




.. زيلينسكي يجدد دعوته للغرب لتزويد كييف بأنظمة دفاع جوي | #مرا


.. إسرائيليون غاضبون يغلقون بالنيران الطريق الرئيسي السريع في ت




.. المظاهرات المنددة بحرب غزة تمتد لأكثر من 40 جامعة أميركية |