الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العرب والأعاجم ..النار تأكل بعضها

أسعد العزوني

2016 / 11 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


يعد العرب وهم أهل الجزيرة العربية على وجه الخصوص - أضيف إليهم لاحقا بلاد المغرب العربي وبلاد الشام - والأعاجم وهم بالدرجة الأولى الفرس والأتراك ، المكون الرئيسي لهذه المنطقة التي يطلقون عليها الشرق الأوسط ،ولو أنهم إتفقوا فيما بينهم وإتحدوا معا من أجل شرق أوسط خال من الصراعات والحروب والغزاة ، ونظروا إلى خلافاتهم على انها تندرج ضمن خانة الصراع الثانوي ،الذي يحل بالحوار ولا يجوز التعامل معه بالسلاح ، عكس الصراع الرئيسي الذي لا يحل إلا بالكفاح المسلح وهو الصراع مع مستدمرة إسرائيل الخزرية ،الذي ينظر إليه صراع وجود لا صراع حدود.
لا أحد ينكر أن الصراعات بين العرب والأعاجم هي صراعات مذهبية وحدودية ، ويمكن التغلب عليها بالحوار أولا، وبخلق المصالح المشتركة ثانيا وتعظيم نقاط الإلتقاء وتجاوز نقاط الإختلاف والخلاف ما أمكن ،خاصة وأن الأطراف الثلاثة يدينون بدين المحبة والتسامح والسلام ،وهو الإسلام العظيم الذي يقول انه لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى.
ومن باب أولى أن يتفق العرب والأعاجم ويتحدوا على مواجهة المشروع الصهيوني الذي يمثل السرطان الخطير، الذي سيقتلع الجميع من هذه المنطقة ويحولهم إلى كانتونات صغيرة واهية متناحرة ، مربوطة بوتد في تل أبيب ، ولكننا وجدنا العكس ، فمستدمرة إسرائيل نسجت علاقات قوية مع شاه إيران المخلوع والمقبور ،وتبرع بلعب دور المخرب في العراق لصالحها من خلال دعم التمرد الكردي الذي أنهك العراق لفترة.
كما انها نسجت أقوى العلاقات مع الحكم العسكري العلماني في تركيا التي كانت وكرا للتجسس ، ونجم عن ذلك تشابك خطيرفي العلاقات الإجتماعية والسياسية والعسكرية والإقتصادية بين تركيا المسلمة وبين مستدمرة إسرائيل الخزرية ، إلى درجة أن حزب العدالة والتنمية الإسلامي الذي تسلم الحكم في تركيا عام 2002 عاجز عن وضع حد لهذه العلاقات غير المقبولة .
ولم ينج العرب أيضا من هذه الآفة ، إذ أن مستدمرة إسرائيل حتى قبل تأسيسها رسميا منتصف شهر أيار من عام 1948 ، ومنذ تولي الوكالة اليهودية للمشروع الصهيوني في فلسطين ، نسجت علاقات قوية مع الإقليم ، وها نحن نشهد مرحلة بغيضة يتسابق فيها العرب الأباعد والأقارب على إعلان علاقاتهم بإسرائيل ،وستشهد المرحلة المقبلة فضائح بالجملة في هذا السياق.
إرتكب العرب والأعاجم خطايا كثيرة بحق أنفسهم ، لأنهم وجهوا نيرانهم إلى بعضهم وخلقوا فيما بينهم صراعا رئيسيا لن يحل إلا بالحروب التي نشهدها حاليا ،منها ما هو حروب بالأصالة والبعض الآخر حروب بالوكالة .
ففي العراق شهدنا بعد الإحتلال الامريكي لهذا البلد حربا بين العرب والإيرانيين والكرد برعاية امريكية، وفي سوريا نشهد حربا بين العرب والإيرانيين والأتراك والكرد برعاية روسية ، وفي اليمن حربا بين العرب والإيرانيين ، وفي لبنان حربا بين العرب والإيرانيين، ولا يتوقع لهذه الحروب ان تنتهي إلا بالتقسيم ، ولو راجعنا مشروع الشرق الأوسط الكبير الأمريكي وخطة كيفونيم الإسرائيلية ،لوجدنا أن العرب والأعاجم في هذه المنطقة يسيرون إلى فنائهم ،لإبتعادهم عن إدارة صراعاتهم بطريقة منطقية تحافظ على وجودهم ومصالحهم .
جاء فرع خدمة الإستخبارات السرية الإسرائيلية "ISIS" الملقب بداعش ،لتخريب العالم العربي ، وها نحن نلمس آثاره في العراق وسوريا واليمن وليبيا والمحروسة مصر ، وسيأتي بعده تنظيم خراسان الذي ستناط به مهمة تخريب إيران ، بمعنى أننا جميعا عربا وأعاجم مستهدفون ، وحري بنا أن نتفق على صيغة تعايش جديدة ، رغم أنه فات الأوان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أولينا زيلينسكا زوجة الرئيس الأوكراني. هل اشترت سيارة بوغاتي


.. بعد -المرحلة الأخيرة في غزة.. هل تجتاح إسرائيل لبنان؟ | #غرف




.. غارات إسرائيلية على خان يونس.. وموجة نزوح جديدة | #مراسلو_سك


.. معاناة مستمرة للنازحين في مخيم جباليا وشمالي قطاع غزة




.. احتجاج طلاب جامعة كاليفورنيا لفسخ التعاقد مع شركات داعمة للإ