الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أردوغان والدور التركي في المشهدين السوري والعراقي

زياد عبد الفتاح الاسدي

2016 / 11 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


تعرضت المنطقة العربية منذ عام 2011 ولم تزل الى هجمة تآمرية وحرب تكفيرية شرسة , من أهم أهدافها ضرب محور المقاومة وما تبقى من حركة التحرر العربية , وإجهاض ثورة الفقر والتغيير التي اندلعت في المنطقة أواخر عام 2010 لاسقاط أنظمة الفساد والرجعية والعمالة في تونس ومصر واليمن ..... واستبدال الصراع ضد العدو الصهيوني بصراعات اقليمية وحروب مذهبية وطائفية وقبلية ...الخ ....... وهذه الحرب لم تنتهي بعد ولن تنتهي على ما يبدو في المستقبل القريب , لاسيما وأن الشرق الاوسط كان قد بدأ يشهد منذ فشل الحرب الاسرائيلية الامريكية على لبنان والمقاومة اللبنانية عام 2006 العديد من التحولات والمؤامرات والصراعات الاقليمية الساخنة في غير صالح المحور الغربي والصهيوني والرجعي العربي ... هذا إضافة الى ما بدأ يشهده الاقتصاد العالمي ولاسيما في أوروبا والولايات المُتحدة منذ عام 2008 من أزمات اقتصادية حادة وإفلاس للبنوك الكبرى وتراجع خطير في احتياطيات النقد الحكومية والبنوك المركزية مع تفاقم أزمة الديون الحكومية والفدرالية في العديد من البلدان الرأسمالية , ترافق مع ركود اقتصادي حاد وانهيار في بعض أسواق البورصة والعملات وتراجع حاد في معدلات النمو الاقتصادي , مع ازدياد ملحوظ في مُؤشرات التضخم والبطالة ..... الخ , وهذه المُتغيرات الاقتصادية في مجملها تسبب على مدى سنوات في تعرض المسرح السياسي العالمي الى متغيرات استراتيجية على صعيد الاستقطاب الدولي وموازين القوى العالمية أخذت تُهدد الهيمنة والتفرد والعربدة التي فرضها القطب الغربي بقيادة الولايات المُتحدة على دول العالم الثالث والمسرح السياسي العالمي . ولا سيما في الشرق الاوسط ........ ومن هنا تحول المشرق العربي والجغرافية السورية على وجه التحديد الى بؤرة ملتهبة وساحة رئيسية مفتوحة للتآمر والصراعات الطائفية والاقليمية والدولية بعد أن وجد الغرب في فصائل الاسلام السياسي الطائفي والجماعات التكفيرية المُتطرفة وأموال مشيخات النفط الخليجية ضالته المنشودة ليس فقط لتخريب وتدمير وتقسيم المشرق العربي والمنطقة بمجملها واستهداف جيوشها وأمنها القومي والتعايش التاريخي لشعوبها بكافة مذاهبها وطوائفها وتمايزاتها القومية والمشرقية , بل أيضاَ في تحويل المنطقة من خلال هذه الصراعات الى سوق مفتوحة لكافة أنواع الصواريخ والطائرات الحربية والآليات العسكرية والاسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة .....الخ , هذا عدا عن تهديد الامن القومي للقوى الدولية والاقليمية التي تُهدد نفوذ الغرب ومصالحه الاقتصادية والاستراتيجية في المنطقة , ولاسيما جمهورية إيران الاسلامية وروسيا الاتحادية ومن ورائها الصين الشعبي
والآن يشهد الشرق الاوسط ولاسيما في المشرق العربي ذروة التوتر وحشد القوى التكفيرية والتدخل العسكري والصراع المسلح بين محوري الصراع بأبعاده الاقليمية والدولية ..... ولكن وبغض النظر عما تُطلق عليه أجهزة الاعلام في المنطقة من تقارب روسي تركي أو توتر أمريكي تركي أو انتقال مصري نحو المحور الروسي .... الخ من التحليلات التي لاتنطبق على الواقع السياسي وطبيعة التحالفات التي تشهدها المنطقة ..... فالنظام التركي بقيادة أردوغان وبطموحاته الاقليمية والتوسعية لم يزل الى الآن يقوم بدور محوري في المؤامرت التي يحوكها الغرب للمنطقة , ولم يزل أيضاً بوجود القواعد الجوية الامريكية والدرع الصاروخي لحلف الناتو على أراضيه يتموضع في عمق خندق الحلف الاطلسي , وذلك منذ انضمام تركيا عام 1952 ليس فقط لهذا الحلف كواحدة من الدول المُؤسسة, بل أيضاً لحلف بغداد الذي أنشأته بريطانيا برعاية أمريكية عام 1955 ليضم أهم الدول الاقليمية والآسيوية الرئيسية التي تدور في الفلك الغربي والاستعماري ليشمل عندها تركيا والعراق وإيران وباكستان , والذي كان يهدف في ذلك الوقت الى احكام الطوق الاستراتيجي حول الاتحاد السوفييتي من جهة ومحاربة المد الشيوعي والاشتراكي والقومي وحركات التحرر الوطني العربية من جهة أخرى .
وقد لاحظنا في الاسابيع الاخيرة كيف بدأ الرئيس التركي أردوغان يُصرح ويتصرف فييما يتعلق بالصراع الدائر في سورية والعراق وكأن الامور في المشهدين السوري والعراقي تسير كما يشاء ووفقاً لرغباته وشهواته الاجرامية وأمراضه العقلية في جنون العظمة ..... فبعد الدخول العسكري التركي الى جرابلس (بتأييد أمريكي ومصحوباً بعصاباته التكفيرية التي تحولت بقدرة قادر الى ما يُسمى بالجيش الحر) ... دخلت قواته تلك المدينة دون أن تُطلق حتى رصاصة واحدة في مواجهة مقاتلي داعش ..... ومنذ ذلك الحين بدأ أردوغان ُيطلق تصريحاً تلو الآخر , فتارة يُعلن توجهه جنوباً نحو منبج لتحريرها من قوات سوريا الديمقراطية , حيث لم تتكلل جهوده بالنجاح بالطبع بعد أن تعرضت قواته للعديد من الهجمات والخسائر من قبل قوات سوريا الديمقراطية .... ثم يُعلن تارة أخرى عن عزمه بالتوجه نحو مدينة الباب القريبة من حلب والمحاذية لاريافها الشمالية الشرقية برفقة ما أسماهم بالجيش الحر ليحررها من داعش ..... وهنا يمكننا أن نجزم أن ادعاءات أردوغان بمحاربة داعش لم تعد تنطلي حتى على الاتراك أنفسهم ..... وقد يُفاجأ أردوغان بعد تصريحاته الاخيرة وعزمه بالتوجه نحو مدينة الباب بأن الامور لن تكون كما يشتهي ولن تجري الرياح كما تشتهي سفنه العسكرية والتكفيرية التي ستغرق بالتأكيد في أوحال المواجهات العسكرية التي ستتتعرض لها على أيدي الجيش السوري والعراقي وقوات سورية الديمقراطية , ليس في الشمال السوري فحسب , بل أيضاً في بعشيقة والموصل في شمال العراق إذا ما تجرأ على التدخل العسكري أو لم يسحب قواته من شمال العراق ..... والاخبار السيئة التي يُواجهها أردوغان في سوريا هي عودة التنسيق الميداني بين الجيش السوري وقوات سوريا الديمقراطية في مواجهة الجيش التركي والجماعات التكفيرية الموالية له, وكذلك الموقف الصارم الذي صدر عن الاعلان الذي يتعلق بالتنسيق الشامل بين الطرفين والتعرض بكل حزم لقوات الجيش التركي على الاراضي السورية باعتبارها قوات احتلال معادية .
لذا فما نشهده اليوم من دور عسكري تركي بقيادة أردوغان وحزب العدالة والتنمية الاخواني بين حلب والشمال السوري وبين بعشيقة والموصل في شمال العراق لا يتعدى عن كونه جزءاً من مخططاته العدوانية والطائفية والتوسعية في المشرق العربي , إضافة لدوره التآمري والاجرامي المتقدم كرأس حربة في تدمير سوريا والمنطقة , وفي الصراع الدائر بين المحورين المتناحرين في الشرق الاوسط والمشرق العربي على الصعيدين الاقليمي والدولي .... وهوصراع تُشير كل الدلائل على أنه سيستمر طويلاً إذا لم يشهد المحور الغربي والصهيوني والتركي والسعودي بتدخلاته العسكرية وجيوشه التكفيرية هزيمة عسكرية واضحة على الارض السورية تحديداً على يد المحور الآخر بقيادة سوريا وأيران والمقاومة اللبنانية الذي يتلقى دعماً عسكرياً حازماً من روسيا الاتحادية وتأييداً قوياً وثابتاً من الصين الشعبية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ميناء غزة العائم يثير بوجوده المزيد من التساؤلات | الأخبار


.. نتنياهو واليمين يرفضون عودة السلطة إلى القطاع خوفا من قيام د




.. حزب الله يدخل صواريخ جديدة ويزيد حدة التوتر في إسرائيل | #مر


.. دفن حيا وبقي 4 أيام في القبر.. شرطة #مولدوفا تنقذ رجلا مسنا




.. البنتاغون يعلن بدء تشغيل الرصيف البحري لنقل المساعدات إلى قط