الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصانع الإرهاب-مقتطفات من السيرة الذاتية

عبدالجواد سيد
كاتب مصرى

(Abdelgawad Sayed)

2016 / 11 / 2
الادب والفن


مصانع الإرهاب - مقتطفات من السيرة الذاتية
لقد أكدت كل الأحداث التى شاركت فيها بعد ذلك تلك الحقيقة الراكدة فى اللاوعى ، ففى نهاية سنة 1977م وقبل تخرجى بنحو عام ، وقع بكلية الآداب حادث عرضى أعاد شهيتى إلى المشاركة فى الأحداث السياسية مرة أخرى . كانت الجماعات الإسلامية حديثة الظهور فى سنوات الدراسة الأولى ، قد أصبحت ظاهرة شديدة الوضوح الآن ، وتنامت ، وجعلت منها كتابات سيد قطب والمودودى مزيجاً من العنف والقسوة ، ومن الجامعات المصرية ، مصانعاً للإرهاب ، وليس أماكن لتلقى العلم والدراسة ، ومع ذلك فقد كان تيار اليسار ، مازال هو التيار المسيطر بين الطلاب ، لكنه كان يقاتل معاركه الأخيرة . وحدث فى أحد الأيام أن تشاجر طالب يسارى مع أحد هؤلاء وتبادلا الشتائم واللكمات، فما كان من طالب الجماعة الإسلامية إلا أن أسرع بالإستنجاد بزملائه فى الكليات الأخرى، وخاصة فى الطب والهندسة، مصنعى الإرهاب الرئيسين ، وعادوا جميعاً بأعداد غفيرة وأخذوا فى الضرب والتكسير العشوائى فى الطلاب ، وفى منشآت الكلية على السواء، فأصابوا كثيراً من الطلاب بأذى كما حطموا مكاتب شئون الطلبة تحطيماً تاماً ، دون أن يقوى أحد على مواجهتهم، فلم يكن نظام الحرس الجامعى معمولاً به آنذاك، كما أن الشرطة التى تم الإستنجاد بها قد تقاعست عن الحضور لأسباب غير مفهومة.
كان الحدث بسيطاً بالنسبة لما إقترفته تلك الجماعات بعد ذلك من إرهاب، لكنه كان حدثاً كبيراً بالنسبة لمقاييس ذلك الزمان، فقد كان مازال للحرم الجامعى إحترامه بين الطلاب. وبناء على ماحدث من عدوان وعلى تقاعس الشرطة عن الحضور قرر الطلبة اليساريون القيام بمظاهرة داخل حرم الكلية فى اليوم التالى مباشرة ، مع تعليق مجلات الحائط المنددة بهذا العدوان ، وكانت تلك هى وسائل التعبير المتعارف عليها فى ذلك الزمن، فلم تكن وسائل التواصل الإجتماعى الإليكترونية التى نمتلكها الآن قد عًرفت بعد، فماكان منى إلا أن قررت الإشتراك. عدت إلى المنزل وإشتريت لوح ورق مقوى كبير كان يستخدم لكتابة مجلات الحائط آنذاك ، وكذلك قلم فولمستر، وكتبت مقال بعنوان(الإرهاب لن يجعلنا مؤمنين) وقمت فى صباح اليوم التالى بتعليقه على أحد جدران الكلية. لاقى المقال إستحسان كثير من الطلاب، وعدت فى المساء سعيداً بتلك المشاركة المتواضعة فى مواجهة الإرهاب، وبعودتى إلى المشاركة السياسية بعد هذا الغياب الطويل ، لكننى فوجئت عندما ذهبت إلى الكلية فى اليوم التالى بعدم وجود المجلة فى مكانها، وعندما إستفسرت عن السبب أخبرنى بعض الطلاب أننى سأجدها فى مكتب رئيس إتحاد الطلبة، وعندما ذهبت إلى هناك لأستفسر عن سبب نزع المجلة قال لى رئيس الإتحاد، أن الموضوع قد تم تسويته وتم نزع جميع المجلات، ثم توجه إلى أحد أركان المكتب ، وإلتقط مجلتى وأعطاها لى بإبتسامة إعتذار؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مصانع مصر قفلت
هانى شاكر ( 2016 / 11 / 2 - 21:54 )

مصانع مصر قفلت
__________

شريط زكرياتك .. و السرد الممتع ، تجرنا نحن قرائك الى زمن الشباب و الفتوة .. و تثير معها فينا اشجان الامل ( فى بناء مصر القوية ) الذى ضاع ، و الحزن على حال بلدنا الآن ، و مصانع الارهاب .

فذرفنا العبرات .. و كتمنا الآهات .. و سحبنا صفحات .. و كتبنا ابيات :


مصانع مصــر قفلــت ، اشمـعنى دى اللى دايرة
دكان بــرهامى فاتح ، بضاعتنا احنــا اللى بايرة
لأمتى نــفرخ و نبـــادل ، سنــج و ذقون و قنابل
يا مصر لأمتى تبقى ، مجروحه حزينة و حايرة ؟

و عجبى

شكرا استاذنا

.....


2 - الرد على شاعرنا الكبير هانى شاكر تعليق رقم 1
عبدالجواد سيد ( 2016 / 11 / 2 - 23:14 )
مصانع مصر قفلت إشمعنى دى إلى دايرة ، عشان المخرج عايز كده ياصديقى ، الريف بيزحف على المدينة من 1952 لحد دلوقتى ، صدقنى الشعب عنده إستعداد بس محتاج مخرج كويس. تحياتى ياصديق ،


3 - تقاعست عن الحضور لأسباب غير مفهومة.
emad.emad ( 2016 / 11 / 3 - 07:18 )
تقاعست عن الحضور لأسباب غير مفهومة
فى وقتها لم تكن الاسباب غير مفهومه لكم
لكن الان كلنا نعرف اسباب تقاعس الشرطه
لان الدوله وقتها وما زالت حتى الان تدعم
التيار الدينى السلفى المتطرف
وجعلته حتى الان يسطرعلى كل مفاصل الدوله
نعم السادات اعاد سينا الى مصر
لكنه باع مصر كلها الى ال سلول
وجعل المصريين خدام العقال
والجلباب القذر
.


4 - الرد على الأستاذ عماد تعليق رقم 2
عبدالجواد سيد ( 2016 / 11 / 3 - 07:41 )
نعم الأسباب لم تكن مفهومة لنا فى ذلك الوقت ، وقد إتضح كل شئ بعد ذلك ، أختلف معك أن السادات باع مصر لآل سلول ، السادات باع مصر للسادات ، باع مصر للريفى المتدين ، وعلاقاته القديمة بالإخوان ، الإخوان تأسست سنة 1928 ولم يكن لآل سلول وجود محسوس بعد ، الوجود المحسوس لآل سلول بدأ مع الثورة النفطية فى السبعينات ، حيث تحالف السادات مع آل سلول من اجل بعث التيار الدينى للقضاء على تيار اليسار ونفوذ الإتحاد السوفيتى فى المنطقة ، مصالح مشتركة بين فاشيات ذا طابع دينى ، هذه هى الصورة الكاملة التى إتضحت الآن ، وشكراً على إهتمامك أستاذ عماد.


5 - لم نختلف استاذ عبد الجواد
emad.emad ( 2016 / 11 / 3 - 10:30 )
فعلا لم يكن ل ال سلول اى قيمه قبل حرب 73
كما لم يكن للسادات اى قيمه قبل 73
79وعلا نجمه بعد اتفاقيه كامب ديفيد
لكن اصله الاخوانى هو الذى جعله يهدم مصر
بدلا منان يبنيها
مكن السادات التيار الدينى المتطرف الذى قتله
ونعانى من اثار تمكين هذا التيار حتى الان
جيلكم كان اول من تصدر مدفع الارهاب
ثوره الطلاب التى تصدى لها السادات فا الجامعات بالمدافع
بعدها اسس الفكر المتطرف المتطرف
اسره النور
اسره الحق
اسره الهدى
تلك الاسر التى انتشر فى كل جامعات ومعاهد مصر
كنت من هذا الجيل الذى تالكم
وعاصر هذه الاسر المدعومه من كل وسائل الدوله بوسالئها القذره


6 - نينوى:
محمد عبدة ( 2016 / 11 / 3 - 11:42 )

مكة مين ما يحي أغلى ثرى، مهما يزور غيرك، كل مين يصلي في مسجدك، والله عرف خيرك، انتي يا مكة وربي علام الغيوب، انك مدينة ساكنة بكل القلوب


7 - الرد على الأستاذ محمد عبده تعليق رقم 6
عبدالجواد سيد ( 2016 / 11 / 3 - 18:49 )
مكة مدينة مثل كل المدن أستاذ عبده ، بناها البشر ويسكنها البشر ، بكل محاسنهم وكل مساوئهم؟ تحياتى

اخر الافلام

.. غياب ظافر العابدين.. 7 تونسيين بقائمة الأكثر تأثيرا في السين


.. عظة الأحد - القس حبيب جرجس: كلمة تذكار في اللغة اليونانية يخ




.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت


.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر




.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي