الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أن تراك العروسُ جميلا أهم من أن تكون جميلا...

محمد زهير الخطيب

2016 / 11 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


التاريخ الاسلامي الطويل بعد الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم ترك لنا تراثا فيه الجيد وفيه غير ذلك، ومن مصلحة المسلمين القيام بمراجعات عميقة تعيد للاسلام نصاعته وخيريته للعالمين...

علينا أن نتبرأ من كل مظاهر الاستبداد والظلم والتعصب وتوريث السلطة وقتل المنافسين التي حدثت بين حين وآخر وكل شبهة بأن هدف الجهاد كان إجبار الناس على الاسلام، وكل شبهة بأن الدين لديه توجه عدواني نحو كل مخالف...

علينا توضيح أهداف الجهاد بأنها نصرة المظلومين وتحرير المختطفين من طواغيتهم، وتأكيد أن أي مكان تسود فيه الحرية والعدالة والديمقراطية هو صديق للمسلمين وأرض حوار وعلم ودعوة...
علينا مراجعة سياستنا الشرعية الجديدة بمراعات العلاقات الدولية الجديدة وإعلان حقوق الانسان والالتزام بالاعراف الدولية والانطلاق من السلام والعدل والحرية والايجابية والقدوة الصالحة ليدخل الناس في دين الله أفواجا برضاهم وإقبالهم وحبهم كما فعل أهل ماليزيا واندونيسيا...
علينا أن نقتنع نحن أولا بهذا النهج سرا وجهرا في الليل والنهار ثم نرسخه مفهوما واحدا جميلا للصديق والعدو لا غش فيه ولا تدليس و لا مرحلية...
الله تعالى أكمل دينه دينا قيما عادلا محبوبا صالحا لكل زمان ومكان، لا يكرهه إلا الظالمون والمستبدون والمجرمون ... وقد يكرهه لوقت قصير الجاهلون به وقد يسيء فهمه من يرى سلوك المحسوبين علي الاسلام من المستبدين والظلمة والقتلة ممن لا رحمة في قلوبهم ولا عدالة في سلوكهم ولا إنسانية في تعاملهم...
إن النماذج المتوفرة في العصر الحديث عن حكم الاسلام أكثرها غير إسلامي منفر مستبد، الاسلام منه براء...
إن النموذج الاقرب للاسلام الحر العادل الذي يختاره الناس بأنفسهم هو الاسلام في تركيا... الاسلام القائم على حب الناس ورضاهم نتيجة إرساء العدالة والتنمية والحرية والعلم والتدرج الواقعي...
يجب أن نمييز بين الحكومات والشعوب، وأن نصل إلى فهم للاسلام مقبول لأصحاب العقل والفهم من الناس وهم أكثر الناس... إننا قد لا نستطيع إقناع الطغاة والظلمة والمجرمين وهم قلة، ولكننا نستطيع الوصول إلى عقول وقلوب العامة والعقلاء بايصال البلاغ المبين وتقديم القدوة الصالحة ونموذج الحكم الحر العادل... لا شك أن الناس بحاجة إلى منهج متكامل للحياة مثل الاسلام، ولكن الصورة النمطية التي في أذهان كثير منهم بل في أذهان كثير منا منفرة ولا تصلح لان تسمى بلاغا مبينا...
قبل قليل كنت أقرأ أنّ من يدير بعض المناطق –المحررة- اعتقل مجموعة من إداريّ جمعية خيرية لانهم أنشدوا في حفل لهم نشيدا ما...
ما هذا الاسلام الذي يقدمه هؤلاء؟!!! الامثلة كثيرة ولسنا بصدد استعراضها ولكننا بصدد تأكيد أننا في مأزق حضاري نحتاج لأن نخرج منه بالقيام بمراجعات صعبة تعيد للدين وجهه الجميل وتقنع الناس –وليس الظلمة- بأنه يناسبهم ويقدم لهم الخير في الدنيا والآخرة، وحتى الذي لا يهتمون بالآخره عليهم أن يلمسوا الآثار الطيبة والايجابية للاسلام في الدنيا كم يحدث في تركيا اليوم...
كنت أزور مصر أيام مرسي وكان بعض الاصدقاء السوريين العلمانيين يتعاطف مع بعض مظاهر التذمر والتظاهر التي تجري هنا وهناك ضد مرسي... لم تكن بوصلتهم متجهة نحو الحرية والديمقراطية للاسف... اليوم ذهب مرسي وانطوى سجل الديمقراطية في مصر إلى حين... ولكم أن تسألوني أين يسكن الآن هؤلاء الثوار العلمانيون؟ إنهم في تركيا عند أردوغان... إنهم التحقوا بالبوصلة الصحيحة... بوصلة الحرية والعدالة والتنمية، لم أر أصدقائي هؤلاء في أحداث محاولة الانقلاب في تركيا... أظنهم كانوا ضده لانه لو نجح لن يتبقى أمامهم إلا السودان يدخلونه دون فيزا...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تعرف على السباق ذاتي القيادة الأول في العالم في أبوظبي | #سك


.. لحظة قصف الاحتلال منزلا في بيت لاهيا شمال قطاع غزة




.. نائب رئيس حركة حماس في غزة: تسلمنا رد إسرائيل الرسمي على موق


.. لحظة اغتيال البلوغر العراقية أم فهد وسط بغداد من قبل مسلح عل




.. لضمان عدم تكرارها مرة أخرى..محكمة توجه لائحة اتهامات ضد ناخب