الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وجها لوجه مع داعش 2

مراد سليمان علو
شاعر وكاتب

(Murad Hakrash)

2016 / 11 / 2
الارهاب, الحرب والسلام


وجها لوجه مع داعش/2
مراد سليمان علو

...وجاء فجر الثالث من آب، وتبين الخيط الأبيض من الأسود، ولم يتوقف أزيز الرصاص، والقصف بمدافع الهاون، على البيوت الطينية ل (مجمّع الجزيرة ـ قرية سيباية شيخ خدر) وكانت نظرات ابنتي الصغرى التي وعدتها بأن كلّ شيء سينتهي فجرا أشدّ فتكا من كل تلك الرصاصات، والشظايا.
ثم طلع الصباح، واشرقت الشمس ثانية، ولايزال أهل سيباى يدافعون عن انفسهم وعن قريتهم يصدّون محاولات (داعش) للدخول إلى القرية من ثلاث محاور: الجنوب الشرقي من القرية، والجنوب الغربي، وجهة الغرب. وهذه الجهات نفسها هي التماس مع القرى العربية.
القرى التي شيّدت معظم بيوتها بسواعد عمّال الأيزيدية من قريتي، والقرى المجاورة، وتربطهم مع عربها جيرة طيبة، وصداقة، وكرافة(1) ، ويزورن بعضهم البعض في المناسبات والأعياد. والآن من هذه البيوت، ومن هذه القرى وبمساعدة الساكنين فيها تهجم الدواعش أهل هذه البقعة المسالمين، بل كل قرى حوض جبل سنجار، وبما في ذلك قضاء سنجار نفسها.
قاربت الساعة الثامنة صباحا وبدأ بعض المقاتلين من الأهالي بالأنسحاب الأجباري ومنهم شقيقي الأصغر بعد أن نفذت ذخيرتهم ولم يلقوا دعما أو مساعدة أو نجدة بأي شكل من الأشكال من خارج القرية رغم استمرار المعركة لأكثر من ستة ساعات متواصلة، وفي النهاية تقدمت داعش من المحور الجنوبي الشرقي واستشهد العديد من الأهالي والقي القبض على البعض من الأطفال والنساء.
وفي هذا الأثناء كنا قد ذهبنا الى دار شقيقي المبني حديثا والملاصق لبيتنا الطيني خوف القصف العشوائي، وبعد أن خرجت السيارات واسرع الناس في الهروب قررنا أن نخرج نحن ايضا وكان عددنا أربعة عشر فردا وبما أننا لا نمتلك وسيلة نقل فكان الخيار الوحيد هو الخروج سيرا على الأقدام. أما، إلى اين؟ فلم تكن لدينا أية فكرة! فقط علينا أن نسرع في الخروج من القرية... .
لتكوين فكرة شاملة عن الموضوع يرجى قراءة الجزء الأول من (وجها لوجه مع داعش) في الحوار المتمدن وعلى الرابط التالي:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=534836
يتبع...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الكرافة رابطة الأخوة بالدم، وهي عندما يتخذ الفرد الأيزيدي من جاره المسلم كريفا له ويضع أولاده من الذكور في حجره عند طهورهم فيصبح المسلم مقربا من العائلة الأيزيدية ولايرد له طلبا. وسنرى كيف غرر بعض الكرفان ببعض العوائل الأيزيدية ونصحوهم بالبقاء في بيوتهم ثم سلموهم للدواعش بأنفسهم فخانوا بذلك اخوة الدم والجيرة والزاد والملح..الخ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما الضغوط التي تمارسها أمريكا لدفع إسرائيل لقبول الصفقة؟


.. احتراق ناقلة جند إسرائيلية بعد استهدافها من المقاومة الفلسطي




.. بعد فرز أكثر من نصف الأصوات.. بزشكيان يتقدم على منافسه جليل


.. بايدن في مقابلة مع ABC: كنت مرهقاً جداً يوم المناظرة والخطأ




.. اتصالات دولية لتخفيف حدة التصعيد بين حزب الله وإسرائيل ومخاو