الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المصاحف في الإنتخابات الأمريكية

واثق الجابري

2016 / 11 / 2
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


تصاعد خطاب المُرشحين الأمريكيين؛ بإنعكاس طردي في الشرق الأوسط، والداخل الأمريكي حرب كلامية ورسائل بريد الكترونية وفضائح جنسية، وإختلاف كبير بالرؤية الداخلية، ولكن التقارب في السياسة الخارجية.
يُتابع الشرقيون بشغف؛ سباق لا يتكهنون نتائجه، ولا مفاجئاته حتى يحددون سياستهم مع مَنْ، وأيّ لحظة تنقلب الموازين؛ فيضيع حابلهم وحِبال مشتركاتهم.
أتهم كل طرف غريمه بالإرهاب، وترامب أتهم كلنتون بالوقوف وراء تأسيس داعش والجماعات المتشددة، والأخيرة تتهمه بالسياسة العنصرية التي تؤدي الى التطرف والعداء لأمريكا، ولم يتحدث أحدهما عن إرسال جيوش مجدداً الى المنطقة، وكأنهما بقناعة مشتركة عن وجود وكلاء يخوضون النيابة؛ لتقسيم المنطقة وإدارة الصراعات العالمية.
أنتخب في لبنان العماد ميشال عون؛ متعهدا بمنع أيّ شرار في المنطقة بالتأثير على دولته المتعددة المكونات وتقسيم نظامها على حصص الطوائف، فيما يقترب العراق من تحرير ما تبقى من أراضيه في آخر معركة، وتنتظره خطوات في عاتق ساسته لإنهاء الحرب والقضاء على جذور الإرهاب وتشعباته؛ بتغليب العقل والمصالحة الحقيقية لإشاعة السلم الأهلي.
جوانب أخرى لها تأثير في المنطقة؛ وعلاقتها مباشرة بالسياسة الأمريكية؛ بعد بروز الموقف الروسي في سوريا، وإنعكاس ذلك على تراجع النفوذ الأمريكي، وفي اليمن بدأت السعودية بإستجداء المواقف؛ بعد أن راهنوا الأمريكان بأسبوعين ويُركِعون الحوثيين، إلاّ أنها غيرت موقفها الى الإستجداء وإتهمتهم بإستهداف الكعبة، وتركيا الأخرى تريد أن تكون طرف لاعب أساسي؛ على أرض هشة من الإنقلابيين والمتمريدين؛ بآلاف الإعتقالات وقمع المعارضين، ومصر تتقارب مع العراق؛ بعد أن تراجعت علاقاتها مع السعودية أزاء موقفها من الحرب في سوريا، فوجدت العراق حضناً دافئاً؛ يبحث عن أطراف تشترك معه بموقف محاربة الإرهاب.
إن المعارك الكلامية لا تتوقف لحين بدأ الصمت الإنتخابي، وإستقرار السياسة الخارجية والداخلية الأمريكية، ويتركز التوجيه على الولايات المتأرجحة، وتتأرجح معهم قلوب قادة عرب مُعَلقين من الخارج، وبذلك سيسعى أوباما للتخلص من داعش، ويمد رجليه أكثر في النار السورية، وتتراجع السعودية ويهدد اقتصادها بالعقوبات، وتزداد الإتهامات الدولية لها بدعم الإرهاب وتنمية الحركة الوهابية، والنتيجة أقرب مهرب بأتهام الحوثيين بضرب الكعبة؛ لإنكار جرائم عدة ابرزها حادث العزاء.
لا مفاجئات عند المُتابع للإستراتيجية الأمريكية، التي تُجيز إستخدام المشروع واللامشروع بذريعة الأمن القومي.
لا حاجة لرفع المصاحف، والفكر متجذر من عصور الخوارج، وتطور الى داعش بالبترول، وما شعوب المنطقة الأقليمية إلاّ حطب لإنارة طريق عقول مظلمة تسير على الجماجم، وما هؤولاء سوى وكلاء لتحقيق المصالح العالمية الكُبرى، ولا أمان في أي بلد بوجود هذا الفكر، وصار يُراجع إستراتيجياته وأدوات صراعه، والطائفية لا تُجدي نفعاً بالسباقات الإنتخابية والقطبية، لأن الرأي العام صار ضاغطاً، ولابد من البحث عن إستراتيجيات جديدة لصراع الأقطاب الدولية، ومن أوجد داعش لا يصعب عليه إيجاد بدائل؛ بوجود الأرضية والوكلاء الحاضرون لتقديم أفضل ما تملك شعوبهم، وداعش يجب أن تنتهي بسرعة في قرار المُتنافسين، والأحلاف الدولية؛ وكعبة المسلمين أفضل وسيلة للإقتتال، وسينتهي سباق الرئاسة الأمريكية بما يلائم إستراتيجياتها، وفي كل الأحوال تذبح ناقة وجمل الشرق الأوسط.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أحداث قيصري-.. أزمة داخلية ومؤامرة خارجية؟ | المسائية-


.. السودانيون بحاجة ماسة للمساعدات بأنواعها المختلفة




.. كأس أمم أوروبا: تركيا وهولندا إلى ربع النهائي بعد فوزهما على


.. نيويورك تايمز: جنرالات في إسرائيل يريدون وقف إطلاق النار في




.. البحرين - إيران: تقارب أم كسر مؤقت للقطيعة؟ • فرانس 24 / FRA