الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مرآة سورية ومروان الحمار.. لعنة الخروج من المرايا

باسل ديوب

2005 / 12 / 31
الصحافة والاعلام


لو كان للخليفة الدمشقي الأخير مروان بن محمدالملقب بالحمار والذي دخل اسمه في عنوان مقالتنا قنوات فضائية ومواقع انترنيت وتمرد عليه بعض أمراء الجند في بر الشام أو صعيد مصر أو نواحي خراسان لحساب إمبراطور بيزنطة لما انهارت إمبراطورية بني أمية الأولى ، فمن يمتلك الإعلام يحدد معنى الكلمات لا "من يمتلك المدافع" فحسب، كما يقول نعوم تشومسكي ،
لكن ما الذي جعلنا نتذكر مروان ،آخر خليفة دمشقي الآن ؟؟
دمشق التي عاشرها كل بغي وكل زنيم وطغاة كثر ، و ما تزال لعنتهم تلاحقها، كسرت مراياها القديمة حيث صور البغاة ما برحتها منافقين دجالين وضيعين، تجار كلمة رخيصة مداهنة ، دمشق الحزينة تلملم جراح شبانها ، والأشباح الشقيقة تصول في مراياها في غياب عشاقها في المنافي وفي الأقبية وخلف قضبان تنزرع باضطراد مع كل قصيدة " عريضية " مداهنة وخطبة مروانية منافقة ، عشاقها شهداء حقيقيون، في حين يدبج "الشهيد الحي" لواعجه ومشاعره العروبية بطعم الدم في مجازر الجبل مديحاً لبصاطير حكام دمشق السائرة بخيلاء على لسانه لتخرج الكلمات مدموغة بطعم لا تعرفه سوى حليمات ذوقه المرهف،و التي لن تنسى طعم بصاطير الجنرالات أبداً، السوريون خارج مرايا بني مروان جميعاً صبورون جداً وصادقون ، ولن يغيرهم كلام عابر لمروانات عابرة ، لا الريح الأمريكية تغيرهم ولا بصاطير جنرالاتهم تدمغ ألسنتهم الحرة بما لا يرضي ضمائرهم ،يلوذون بالصمت ولا يوسخون ألسنتهم بالمديح المنافق ، وهم للشقيق غير المتاجر بشرفه ووطنه كما هم لسورياهم ، وأبناء فلسطين شهداء أحياء حقيقيون على صورة السوري في مرآة فلسطين ويعرفون كم حاول "مروانات" في جبل لبنان خلافة ً و عرشاً على حراب بندقية المقاومة الفلسطينية ،
و السوريون يبحثون في مرايا الذات من جديد عن معنى الوطن الذي ساهم "المروانات" الحلفاء ، وكذلك ساهم الخلفاء في سحب صورته الوحيدة من كل المرايا لتصول الأشباح ، صورته المشرقة وطناً عزيزاً يتسع لكل العشاق وألسنتهم الحرة النظيفة ، يضم أوطان العرب المتناحرة بحب وود ٍ وغِيريّة ٍ بالغة ،
ليت كلماتي تصل آخر مروانات التملق والمداهنة لدمشق الخالدة ، ليعرف كم هو "مرآة سورية" شهيد وحي وباق ويعطي صورة حقيقية غير مقلوبة للجسم الوطني السوري الصحيح ، المتفاعل بقوة مع محيطه العربي الحر ،
ينشر غث الشقيق وسمينه، ويقدم كل وجهات النظر لديه، يغضب لتفجير في أرض الشقيق هنا ، ويسارع ليكون في الهم معهم هناك، وعند فقدان أي رجل فكر وصحافة بأيد غادرة آثيمة يعيش معهم ذلك الحزن .
مطحنة الفكر والإعلام السورية تواصل دورانها بتسارع ، ومروان الجديد يلف ويدور ممتعضاً من أجراس الحرية الجديدة في سورية ، لكن مرايا الشام لا تزال تحفظ صورته الأخيرة قبل أن يركل "عنجر" في قفاها ،و يغني للريح الأمريكية الهوى هوايا ، صورته التي لن تمّحي بوقاً أصفراً منتعلاً بصطار جنرال دمشق في رأسه، مطلقاً لسانه المديد لتلميعه.
أما "مرآة سورية" فصورته في مرايا السوريين
صدق وموضوعية ، فلا تمويل يحرك ألسنته ، ولا رياح تهب فيغتنمها ، وسيبقى بجهد متطوعيه حراً ونزيهاً .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صفقة الاتحاد الأوروبي مع لبنان..ما خلفياتها؟| المسائية


.. بايدن يشدد على إرساء -النظام- في مواجهة الاحتجاجات الجامعية




.. أمريكا.. طلاب يجتمعون أمام منزل رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شف


.. الجيش الإسرائيلي: 12 عسكريا أصيبوا في قطاع غزة خلال الساعات




.. الخارجية الأمريكية: هناك مقترح على الطاولة وعلى حماس قبوله ل