الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فصل المقال ما بين - الفتنة - و-الإحتجاج - من اتصال ؟؟؟

حسن العمراوي

2016 / 11 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


·
فصل المقال ما بين " الفتنة " و"الإحتجاج " من اتصال ؟؟؟

الفتنة نائمة لعن الله من ايقظها"

"الرعية " " رأس الفتنة"
تعالت قبل أيام اصوات مرددة سمفونية " الفتنة " وهي اصوات تعكس ردة سياسية خطيرة تنهل من ارث سياسي ماضوي عرف" بالآداب السلطانية " وتزامن مع احداث تاريخية كبرى عرفت " بالفتنة الكبرى " وتطور مع انظمة حكم شمولية بهدف "شرعنة "الإستبداد عبر جملة من النصائح "الاخلاقوية " والتوجيهات "السياسوية " لتقوية "شوكة "السلطة وحكم " الرعية "
ويكفي الإطلاع على نماذج من تلك الكتابات ككتاب" بدائع السلك في طبائع الملك "لابن الازرق و " كتاب " التاج في اخلاق الملوك " و الرسائل "للجاحظ و " الإشارة الى ادب الوزارة " لإبن الخطيب و " سراج الملوك" للطرطوشي و " نصيحة الملوك " للماوردي..... لمعرفة كيف وقف الآداب السلطانية وانحاز للسلطة ضدا على الجماهير.
"فالرعية " ( الجماهير الشعبية )فحسب متن الآداب" السلطانية" رأس الفتنة وبطاعتها وانقيادها وانصياعها للسلطة تستقر الامور وبخروجها عنها تعم الفوضى و " الفتن " وتقع الإضطرابات و تحدث الفوضى... ومن تم وقفت تلك الكتابات موقفا معاديا للجماهير الشعبية ( العامة ).
فهم مجرد رؤوس "ضلالة " و " سفهاء "و" موقدي فتنة " و " سوقة " و أوباش " و " عصاة " و " فجرة " و" سفلة " و " لئام " و " رعاع " و " دهماء" و " أشرار " و " اوساخ" و " مفسدين "....... عند الجاحظ في كتابه " رسائل الجاحظ " ص 145 و ابن الجوزي في كتابه " المنتظم في تاريخ الامم والملوك" صج13ص 37 و ابن الاثير في كتابه " الكامل في التاريخ " ص 151 و الغزالي في كتاب " احياء علوم الدين " ج2 ص 169 والمقري في كتابه " نفح الطيب "ج4 ص 383............
وكلها نصوص تنهض دليلا على الموقف العدائي للآداب السلطانية ومؤرخي "البلاطات " اتجاه الجماهير الشعبية وروح الكراهية والمقت لهذه الفئات التي يجب أن يقتصر دورها في الكد والكدح وخدمة اولي الامور , والا تحشر نفسها في امور الشرع والسلطة والسياسة.........
وتزداد حدة الكراهية والتحامل والحقد على تلك الفئات ( الجماهير الشعبية ) كلما قاموا بثورات والتي اعتبرت مجرد خروج عن " الجماعة " ورأوا في كل حركة معارضة ضربا "لوحدة الامة " و خروج عن " الطاعة " و عن " الشرع والملة "..... وكلها توصيفات تنهل من معجم ا"خلاقوي" لافراغها من اي مضمون اجتماعي ومبرر موضوعي... لتبرير قمعها و"شرعنة " التنكيل بثوارها وقبرها.........
على سبيل الختم:
لا غرابة ان نجد العديد من المصادر التاريخية تتحدث عن اقدام الحكام بعد قمع " الثورات" والتنكيل" بالثوار " على تعليق رؤوسهم على اسوار المدن ومداخلها... لوشم الذاكرة على حد تعبير عبد الله حمودي وانتاج ثقافة الخوف والرعب واستبطانهما....
وهكذا يتضح خلفية ا"للآداب السلطانية " ومرجعيتها وكيف ان العودة الى هذا التراث اليوم بالتحديد والنهل من قاموسه يعبر عن "رداءة سياسية "و"ردة" لإستغلال وتوظيف الموروث السياسي الذي ارتبط تاريخيا بالدولة السلطانية وذلك بهدف كبح نضالات الجماهير الشعبية وفرملتها وتشويهها وطمسها.....
إن خروج الجماهير الشعبية اليوم تضامنا مع شهيد " الحكرة " وتنديدا بالطريقة الوحشية لمقتله , ليس " فتنة " و لا تهديدا للوطن بل دليلا قاطعا على نضج الشعب المغربي وقواه الحية ونضاله المستميت ضد القمع والاستبداد والحكرة ومن اجل مغرب المواطنة الكاملة والحرية والكرامة والعدالة الإجتماعية.
إن من "يوقد الفتنة "هو الذي يضرب القدرة الشرائية للمواطنين / ات ويخرب المدرسة العمومية و يقمع المناضلين / ات ويزج بالشرفاء في السجون و يجهز على المكتسبات التاريخية للجماهير .
المجد والخلود للشهداء............. الخزي والعار لتجار السياسة












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البيت الأبيض: واشنطن لم تتسلم خطة إسرائيلية شاملة تتعلق بعمل


.. اتفاق الرياض وواشنطن يواجه تعنتا إسرائيليا




.. إسرائيل وحماس تتبادلان الاتهامات بشأن تعطيل التوصل إلى اتفاق


.. خطة نتياهو لتحالف عربي يدير القطاع




.. عناصر من القسام يخوضون اشتباكات في منزل محاصر بدير الغصون في