الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خطاب البغدادي؛ هزيمة ورحيل الى تركيا والسعودية

واثق الجابري

2016 / 11 / 4
الارهاب, الحرب والسلام


تناقلت وسائل الإعلام التسجيل الصوتي لزعيم تنظيم داعش الإرهابي، الذي بثه فجر الخميس؛ تزامناً مع دخول القوات العراقية الى أحياء الموصل، وقطع الطرق المؤدية الى سوريا، ومن تلك المدينة التي أعلن خلافته المزعومة قبل عامين، وإختار زمان ومكان خطابه؛ لعدة أهداف يُحاول تسويقها مع إقتراب نهاية تنظيمه في العراق.
شهدت الموصل قبل عامين؛ الظهور العلني الوحيد لزعيم داعش، وترجح المعلومات أن البغدادي مصاب ولا يمكنه الظهور؛ في ظرف يتهاوى فيه تنظيمه.
خطاب لا يختلف عن ما يُعرف بالتنظيمات الوهمية، التي تحاول أن تثبت وجودها، وها هو يُطالب عناصر تنظيمه بالقتال، ويتحدث عن اهل الموصل والسنة في العراق والعالم، ويوحي الى حالة اليأس ويدعوهم الى عدم الضعف والتراجع، ويحثهم على البقاء بدل الإنسحاب ويصفه بالذل؛ حيث أصبحت لا قدرة لقادته من منع المسلحين من الهزيمة سوى مفارز الإعدامات وتفتيش المنازل.
بث البغدادي تسجيلة لمدة 32 دقيقة فجر الخميس؛ خوفاً تحديد موقعه، ولم يتم التأكد من صحته، مع عدم تشكيك خبراء التنظيمات الإرهابية، وفي اعتراف قال: " أوما تروا الرافضة كل يوم يسومونكم سوء العذاب"، وهذا دليل مرارة الهزيمة، وأتهم قادة السنة بالخيانة؛ بينما يُحاول استعطاف ما تبقى من الموصليين، وهو يتوقع إجبارهم على القتال سيوجه بنادقهم بصدور أنصاره.
دعا البغدادي وفي مناقضة واضحة الى محاربة السعودية، وإتهمها بالعلمانية، ومشاركتها في محاربة سنة العراق وسوريا؛ بينما السعودية تدعم ما تسميهم المعارضين، اللذين لا يختلفون عن داعش أن لم يكونور دواعش، وحرض انصاره على مهاجمة تركيا؛ في حين لم تُشارك تركيا لحد الآن بالحرب عليه.
إن أختيار البغدادي للسعودية وتركيا دون غيرها؛ ليس محل صدفة، ولم يتحدث عن الكويت او الأردن أو أيران او فرنسا وأمريكا وبريطانيا، ومعلوم أن لهذه الدول من قريب او بعيد دعم للعراق في حربه على داعش، وماذكرنا من دول عربية هي الأقرب للعراق، وأيران يصفها "دولة رافضية"؟! والآخرى تحاربه علناً، وبإختلاف الفرضيات؛ فالواقع كذلك، وسيتوجه الإرهاب الى تركيا والسعودية، ويحصدون نتائج ما زرعوا، ولن يُجدي هذا الكلام المبطن الى تدخل تركي او سعودي في العراق، واللعبة أنتهت وإنكشفت خيوطها.
ماكنات الحلاقة عادت من جديد، والإرهابيين قبل المدنيين حلقوا لحاهم، وسيبحثون على وسائل اختباء وهزيمة وعمل سري؛ إلاّ أن الحملات الإنتقامية والثارات العشائرية ستلاحقهم ولن ينجو أحد.
لمح البغدادي الى العودة للعمل السري، والتخلص من عبء "الدولة"، والتوسع في اراضٍ في تركيا والسعودية، وطلب من الإنتحاريين القتال دون توجيه مركزي، وهذا ما يخفف الضغط عن الساحة العراقية، فلا وقت لتدخل تركي أو سعودي والمعركة في لمساتها الأخيرة، والعراقيون يرفضون الطرفين، وفي سوريا صراع دول كُبرى، وإختياره السعودية وتركيا؛ لمعرفته بأرضية وجمهور صنعها حكامها؛ دون حساب دقيق لنتائج زراعة الإرهاب، الذي لا دين له ولا صديق ولا يمكن أن يحقق مصالح شعوب او حكام، واليوم يتلمسون الحقيقة بأنفسهم، وأن الإرهاب نار تُحرق من يشعلها، وهكذا نصحهم العراقيون ولم يسمعوا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس التونسي قيس سعيد يحدد يوم 6 أكتوبر موعدا للانتخابات ا


.. الجيش الإسرائيلي يواصل قصف قطاع غزة ويعلن تحقيق انتصارات على




.. حادث طعن في مجمع تجاري في #كرمئيل شمالي #إسرائيل حيث جرح 3 أ


.. يائير لابيد: على الجيش احترام قرار المحكمة وتنفيذ قانون التج




.. المبعوث الأميركي آموس هوكستين يعقد محادثات جديدة في باريس بش