الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاعلام الفلسطيني في ندوة مقدسية

رنا القنبر

2016 / 11 / 4
القضية الفلسطينية


الاعلام الفلسطيني في ندوة مقدسية
القدس: من رنا القنبر:3-11-2016 ناقشت ندوة اليوم السابع الثقافية في المسرح الوطني الفلسطيني الحكواتي في القدس مساء الخميس "الاعلام الفلسطيني الى أين؟" وأين يقف الإعلام المحلي من دور الإعلام، و ما المطلوب لتطويره وزيادة تأثيره واكتساب ثقة جمهوره. وتضمن اللقاء مداخلات واسعة حول الموضوع .
بدأ النقاش ابراهيم جوهر فقال:
لا يمكن أن يضع الباحث "إعلامنا المحلي" في سلّة واحدة إذ يتفاوت مستوى الأداء والتّمكّن من محطة إلى أخرى، كما تتفاوت سياسات المحطات ومعها الإذاعات المسموعة والصحافة المكتوبة للدرجة التي يبدو معها وكأن بعضها يصدر في بلاد غير بلادنا التي نعرفها ونعيش فيها ونحمل همومها.
وإذا كان الإعلام ناقلا للحقيقة فإنها أحيانا - الحقيقة- تكون أولى ضحاياه. ولا يستطيع الباحث الموضوعي الهرب من دور الإعلام في التوعية والتعبئة والتثقيف والإمتاع والارتقاء بمستوى الذائقة الفنية والثقافية.
لكن الناقلين لهذه الأهداف السامية ليسوا دائما على القدر الواجب توفّره فيهم: تأهيلا وأداء ولغة ومراعاة للمواقف التي يسارع البعض منهم "لاقتناصها" على سبيل السّبق والتّميّز دون مراعاة للحالة النفسية والوضع الإنساني لمن يوجّه السؤال إليه، ولعل في بعض الأسئلة الغبية التي سئلت لذوي الشهداء بعض الشواهد.
المطلوب لتطوير الأداء والمحافظة على ثقة الجمهور يكمن في:
التغطية الموضوعية
وفي العمل على تحسين الأداء الإعلامي الذاتي
وفي تنمية مفاهيم إعلامية نفسية وتذويتها،
وقبل هذا ومعه وبعده: اختيار الأكثر كفاءة مهنية والتمسّك بذوي الكفاءات. وهنا يبرز سؤال: لماذا يفصل من العمل في المحطات الرسمية من يبرز لاحقا ويلمع نجمه في المحطات الأخرى!
سألت إحدى الصديقات باستنكار: لماذا عليّ أن أقرأ ما تكتبه الصحافية "عميرة هس" في صحيفة "هآرتس" ولا أجده في صحفنا؟
وفي الجواب يكمن الحل المنشود.
وتحدث "محمد عليان" حول نقاط متعددة، وعن اهمية ثقافة الاعلاميين والتجهيز للمقابلات واختيار الاسئلة المناسبة، فمن خلال تجربته كوالد شهيد ﻻحظ الضعف في اﻻسئلة والتوجه، بحيث يتم اﻻستفسار منه عن معلومات اساسية على الصحفي معرفتها، وتكرار اﻻسئلة، وطرح اسئلة ضعيفة وسخيفة في كثير من اﻻحيان. وقال أن الصحفية عميرة هس أجرت معه مقابلة مدتها 8 ساعات لتكتب مقاﻻ من صفحتي A4. بينما الصحفيون الفلسطينيون يجرون معه مقابلة من 5 دقائق ويكتبون احيانا مقاﻻت أطول. يجب اﻻهتمام بتأهيل الصحفيين ليكونوا على مستوى اعلى. لم يستطع الاعلام أن يخلق رأي او اجماع، وهو تابع وليس متبوع، وﻻ يضع الخبر بل ينقله، ونحن بحاجة لوضع رواية فلسطينية اعلامية ذات اسس اساسية موحدة، ويجب اجراء مقابلات عند قبول الطلاب للجامعات فعلى الاعلامي ان يكون مثقفا حذقا وصاحب رؤيا.
اما نسب أديب حسين فقالت:
وقفت قربي تطلّ بنظرها على الصحيفة في يدي لتسأل باستهجان:" نسب عم تقرئي صحيفة عبرية ! هذا آخر اشي كنت أتوقعه منك.."
رفعت نظري صوبها مستغربة من رجة الفعل هذه لأسأل:" ليش كل الاستغراب؟ وشو فيها اذا بقرأ صحيفة عبرية؟"
فإذ بها تقول بعد لحظة تفكير:" خلص انسي الموضوع، انتوا تعاملكم بالشمال معهم غير عننا.. وأكيد الجو اللي عندك بالبيت غير الجو اللي عندي.."
قلتُ وقد استفزتني كلماتها:" الجو اللي عندي بالبيت ما بختلف بالمرّة عن الجو اللي عندك.. واذا بقرأ جريدة بالعبري مش معناه إني بأيد كل شيء فيها"
ـ أنا ما بتحمل الطريقة اللي بحكوا فيها علينا بإننا إرهابيين، وما بعرف كيف بقبل صحفي عربي انه يوصفنا بنشرة الأخبار بهاي الطريقة!
ـ بكل الأحوال أنا ما بتابع إعلامهم باللغة العربية، لإني كمان ما بتحمل أسمعهم، بس بتابع باللغة العبرية، عشان أعرف كيف بنظروا إلنا وكيف بفكروا، وبتخيل إنه عندي القدرة والوعي حتى ما يأثروا على وجهة نظري، ومعرفتهم اشي مهم، الحل مش إننا نحط راسنا بالرمل.
هذا الحوار أعاد بذاكرتي الصحف التي تابعتها وأتابعها، قد كانت صحيفة كل العرب الصادرة في الناصرة، أول صحيفة تابعتها عن كثب منذ جيل 12 عاما، ومع بداية دراستي الجامعية، أضفتُ إليها متابعة صحيفة القدس وهآرتس العبرية. بعد مدة من بداية دراستي توقفت عن متابعة كل العرب، التي ازدادت مساحة الاعلان فيها بشكل كبير وتحولت لصحيفة صفراء، فلم تعد تجذبني. واقتصرت مواكبتي الاساسية لصحيفة هآرتس، مع ما يتاح من صحف فلسطينية بشكل متفرق، وتمنيت دومًا لو يكون لنا صحيفة فلسطينية بمستوى هآرتس. وجدتني أقول لزميلتي العربية في العمل " بكل الأحوال هاي صحيفة هآرتس، ومن خلالها بتعرف على قصص شهدائنا عن قرب أكثر من أي صحيفة أخرى، خاصة مقالات عميرة هس وجدعون ليفي".
إنّ الصحفية عميرة هس في مقالاتها المنشورة يوم الجمعة، تدخل إلى تفاصيل الحدث من جانب إنساني تستعرض حياة الشهيد وأحلامه وأحلام العائلة التي بُترت، ليصبح كيان ووجود الشهيد ثابتًا في الذاكرة، وتلامس قصته شغاف القلب. وتساءلتُ هنا لماذا تكتبُ عميرة هس عنّا أفضل من صحافينا؟
في البحث عن إجابة لهذا السؤال نجدنا أمام قائمة طويلة من المشاكل التي يعاني منها إعلامنا الفلسطيني، بعضها عام ومؤثر على العديد من القطاعات، مثل العدد الكبير للخريجين وانتشار البطالة في صفوف الخريجين الشباب، فوصلت نسبة البطالة بين الاعلاميين (سن 20-29 ) الى 41% في عام 2014، ويصل بالمجمل العام عدد خريجي الجامعات الفلسطينية في مختلف المجالات الى 45 ألف طالب، فيما لا يتمكن السوق من استيعاب سوى 15 ألف (موقع معًا، 2015). من جانب آخر ثمة انتشار للفساد في المؤسسات الفلسطينية، والذي يؤثر سلبًا على مختلف القطاعات، وللإعلام نصيب منها، فحسب استطلاع للرأي أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية في الفترة 17-19 أيلول 2015، رأى المشاركون أنّ الفساد هو ثالث أهم مشكلة يعاني منها الفلسطينيون بعد استمرار الاحتلال وتفشي الفقر والبطالة (موقع أمان، 22-9-2015).
وعند التطرق الى مشاكل الإعلام الفلسطيني الخاصة، فنجد أنّ عدم الوصول الى مصادر أولية لتقديم الخبر الصحفي واحد من أهم المشاكل، ففي كثير من الأحيان يتم الاعتماد على الرواية الإسرائيلية، وترجمتها الحرفية للجمهور الفلسطيني بما تحمل من مسميات وتوجهات تخدم المصالح الاسرائيلية، مما يوقع إعلامنا في أخطاء فادحة. وأحيانا يضطر الاعلاميون الاعتماد على المصادر الاسرائيلية بسبب عدم تمكنهم من الوصول الى المعلومة، للرقابة الاسرائيلية المشددة التي تتيح للإعلامي الاسرائيلي المعلومة وتمنعها عن الفلسطيني (موقع عربي 21، 24-10-2015). ويقول المختص بمواقع التواصل الاجتماعي محمود حربيات يظهر في السنوات الأخيرة اعتماد على مواقع التواصل الاجتماعي، ونقل أخبار دون التحقق من صحتها ومصداقيتها، مما يؤدي لتقديم أخبار كاذبة.
هذا ويجد إعلامنا نفسه أمام ضعف الأداء المهني، مركزًا على الأخبار الرسمية، برامج الترفيه، المال والاقتصاد، دون معالجات جزئية ونقدية للأحداث، ليطور رأيًا ووعيًا. مقابل هذا يوضع الإعلام تحت رقابة تحدد من مساحة حريته، مما يجعل الصحفي مكبلا في تقديم روايته الصحفية (دنيا الوطن، 3-12-2014).
كل هذه العوامل المتعددة إضافة الى كون الطرف الإسرائيلي هو الأقوى في الصراع، والأقوى في الأداء الإعلامي، تتيح للرواية الاسرائيلية الوصول والانتشار عالميًا، فيما تبقى الرواية الفلسطينية محصورة محليًا وعربيًا، ومن منظور محدود.
نحن نحتاج لتطوير مهنية إعلامينا، وتطوير أسلوب عرض وتقديم رواية شعبنا، وتطوير الشكل وقالب العرض الإعلامي سواء كان هذا على مستوى الصحافة المكتوبة أم المرئية، والتحرك بإعلامنا صوب دور يطور رؤيا المتابع، ووعيه، بتقديم رسالة تخدم وتقدم قضيتنا الوطنية.
وعلق راسم عبيدات قائلا:
للاسف لا يوجد لدينا مدارس تخرج اعلاميين ذو كفاءة عالية فليس لدينا حرية صحافة عكس الدول الغربية هناك من يكتب وينتقد بحرية تامة حتى في اعلام العدو تجد ذلك، اما الجانب الفلسطيني هو ناقل للخبر وليس باحثا عنه، ولا يوجد لدينا مساحة تحتمل النقد والنقد المضاد لاننا تربينا جميعا على عقلية اقصائية ، وهذا لا ينفي وجود كفاءات لكن تغلب مصلحة الحزب على مصلحة الوطن دائما وهذا لا يعني ان الاحزاب "لعنة" لكن يجب ان تغلب مصلحة الوطن دائما، وعلينا ان نعترف اننا نعاني من قصور ذاتي وعدم وجود الفئات المنتجة في الساحة الاعلامية .
وقال سليمان شقيرات :
لا يوجد اعلام محايد يوجد فقط اعلام منحاز يخدم فئة معينة او حزب معين، الاعلام اداة رئيسية واساسية في التأثير على الرأي العام وهي اداة ايضا للحرب النفسية، حيث يشن ضدنا حربا نفسية واسعة النطاق من قبل الاعلام الاسرائيلي ولا يمكن مجابهة تلك الحرب لعدم وجود اعلاميين ذو كفاءة ولا يوجد وعي في نقل الخبر حتى على مواقع التواصل الاجتماعي .
وقالت ديما السمان :
كنت آمل لو ان الجامعات تُحضع الطالب لامتحان قبول تتعرف من خلاله على قدراته وشخصيته وثقافته وعما اذا كان الطالب يستطيع الخوض في تلك المهنة ام لا مثلما فعلت جامعة بير زيت سابقا، لكن للاسف لم نرتق بعد لمستوى صاحبة الجلالة او ما يليق بها اي الصحافة، ان الاعلام اداة خطيرة جدا اذا لم يتم توظيفها بذكاء.. وان من ابرز مهامها توحيد الخطاب واستنهاض الهمم وبث التفاؤل بالنفوس.. ما دون ذلك سيخدم الاحتلال بصورة غير مباشرة.
اما ماجد ابو غوش فقال:
للاسف ﻻ يتمتع اعلامنا بحرية التعبير، ويتم تسييره لمصالح خاصة. مما يفقده النقد والمعارضة التي من المفروض ان نلمسها. وهذا يكبل العمل الاعلامي ؟ والافضل هو ايجاد اعلام بديل يخدم المصلحة العامة .
وقال سعيد عياش :
في الحقيقة هناك اعلام رسمي حكومي وخاص يشهد تطور كبير لدى العدو الاسرائيلي فهناك بعض الصحف الاسرائيلية تملكها الحكومة وعائلات اخرى وجميعها احدثت تغييرا لافتا في الساحة الاسرائيلية لانها تصب في خدمة المجتمع لديهم، اما الصحف المغايرة التي تنقل الخبر بحيادية وشفافية نوعا ما تجدها اقل شعبية وتتعرض كثيرا للتهديدات من قبل الحكومة او الاحزاب الاخرى مثل جريدة "هاراتس" التي لا يقرأها سوى فئة معينة ، اعلامهم موحد ويخدم مصالحهم ويحدث تغييرا ملموسا على عكس اعلامنا الفلسطيني، ان المؤسسة الاعلامية الاسرائيلية بقطاعيها الحكومي والخاص تمارس الى حد معقول دورها كسلطة رابعة على الصعيد الداخلي الاسرائيلي لكنها سرعان ما تتحول الى جزء من اجهزة وأدوات الدولة الصهيونية حال اقترابها من كل ما يتعلق بالصراع مع الشعب الفلسطيني وتغدو مجندة تماما في خدمة أهداف المؤسسة الحاكمة وسياساتها المتعلقة بالصراع الخارجي، باستثناء قلة من الأصوات النشاز في المشهد الاعلامي الاسرائيلي برمته.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اجتماع مصري إسرائيلي أميركي مرتقب بشأن إعادة فتح معبر رفح| #


.. المتحدث باسم الخارجية الأميركية لسكاي نيوز عربية: الكرة الآن




.. رئيس مجلس النواب الأميركي يعلن أن نتنياهو سيلقي كلمة أمام ال


.. أربعة عشر متنافسا للوصرل إلى كرسي الرئاسة الإيرانية| #غرفة_ا




.. روسيا تواصل تقدمها على جبهة خاركيف وقد فقدت أوكرانيا أكثر من