الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل سنعيش مرحلة الأنتقال الى مالا نهايه ؟!

تقي الوزان

2006 / 1 / 1
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


جرت الانتخابات وكنا نظن بأننا سنودع المرحله الانتقاليه . الا ان ما شاب هذه الانتخابات من تزوير , ومصادرة اصوات , وترهيب , وحرق مقرات احزاب , واغتيال مرشحين ونشطاء. أحدث هزه كادت ان تطيح بكامل العمليه السياسيه .
جاء وزير الدفاع الامريكي رامسفيلد وطرح افكار امريكيه بشأن هذه المشكله , ومستقبل العراق . ومن هذه الافكار ان تكون الحكومه العراقيه القادمه قويه , تحكم العراق من بغداد وتفرض سيطرتها على باقي الاطراف , ولكي تكون الحكومه قويه فيجب ان تشارك فيها كل الاطراف . وتتصدى لمحاربة الفساد , وحل الميليشيات . هذه الافكار جاءت بالتزامن مع تصريحات السفير الامريكي زلماي خليلزاده , والقاضيه بضرورة ان تكون وزارة الداخليه والدفاع لأشخاص ليست عليهم صبغه طائفيه . بأشاره لوزير الداخليه السيد بيان جبر , وما اكتشف من حالات تعذيب في سجون سريه تابعه لوزارة الداخليه .
بعدها جاءت مبادرة السيد رئيس الجمهوريه جلال الطالباني بدعوة كل الاحزاب للتحاور , وأحتواء الازمه الناتجه عن الانتخابات , وتشكيل حكومة وحده وطنيه كطريق واقعي لتجاوز الاثار السلبيه للعمليه الانتخابيه , والنهوض بالعراق لمرحلة الثبات . وتزامنت هذه الدعوه مع زيارة السيد عبد العزيز الحكيم رئيس قائمة" الائتلاف "الفائزالاكبر في الانتخابات الى السيد علي السيستاني في النجف . صرح السيد الحكيم بعدها , بأن السيد السيستاني يؤيد تشكيل حكومة وحده وطنيه . أضافة لصدور تصريحات لممثلي القوائم الفائزه الاخرى بتأييد تشكيل حكومة وحده وطنيه .
تحت هذا التوافق الظاهري في التصريحات يكمن صراع دولي وأقليمي وطائفي كما اشار الكثير من المراقبين . فقائمة "الائتلاف" تبغي تشكيل حكومة توافق وطني منها ومن الاكراد والسنه . وأستبعاد قائمة" العراقيه الوطنيه" بقيادة الدكتور اياد علاوي بأي ثمن . وكان هذا واضحاً من خلال تصريحات بعض رجال قائمة "الائتلاف". وما جرى في الايام التي سبقت الانتخابات , وما رافق الانتخابات من سلبيات أصبحت معروفه لكل العراقيين والمراقبين . ويعود هذا الى ان القائمه"العراقيه الوطنيه" تعتبر المنافس الجدي الوحيد ل"الائتلاف" في الوسط والجنوب من ناحية الصوت الانتخابي .
ومن ناحية اهم البرنامج السياسي العلماني الذي هو بالضد من التوجهات الطائفيه , والساعي لفصل الدين عن السياسه . وتعتقد بعض اطراف قائمة "الائتلاف" ان ابعاد علاوي وقائمته هو ابعاد للنفوذ الامريكي وهزيمة له . وهذا ماتريده الحكومه الايرانيه .
قائمة "الائتلاف" بمجموع تشكيلاتها أعرف بأحتياجات العراق لو تركت وحدها لتحديد الاولويات , وبدون تأثيرات خارجيه على بعض اجنحتها المتنفذه . وهذا أخطر ما يواجه سلامة وحدة القائمه . ولو بقيت العلاقه بين "الائتلاف" والامريكان فقط , فلا وجود لتعارض يضر بسلامة العراق . وما يؤكد ذلك موافقة السيد ابراهيم الجعفري على التمديد للقوات الامريكيه حتى بدون الرجوع الى الجمعيه الوطنيه .
زيارة السيد عبد العزيز الحكيم الى كردستان لأستطلاع الرأي . وكلمته في البرلمان الكردي . وتحمسه لأنجاز مشكلة كركوك خلال عام 2006 يشي بهذا التوجه المشار اليه . أذاً , لماذا تم التأخير طيلة هذا العام ؟! وعدم صرف المخصصات الماليه للجنة كركوك لتباشر عملها , رغم اقرارها بموازنة عام 2005 من قبل الجمعيه الوطنيه . الاكراد من جانبهم أشتكوا أكثر من مرّه من تحالفهم مع "الائتلاف" خلال الفتره الماضيه , وخاصة بمسألة كركوك . والاكراد ليست لديهم ارتباطات بمشاريع اقليميه , واوفياء لمن منحهم الحمايه من النظام المقبور منذ عام 1991 , وأزاحة طغمة صدام بعدها . والأهم ان مصلحة الاكراد الستراتيجيه بالتحالف مع القوى العلمانيه والديمقراطيه لتثبيت الهيكل الفيدرالي للعراق على اسس قوميه وديمقراطيه حقيقيه . بدون هاجس العوده عن الاتفاق فيما اذا ثبت هذا الهيكل على اسس طائفيه تؤدي لتمزيق وحدة العراق . وعندها ستكون الفيدراليه بنظر شعوب المنطقه السبب الرئيسي في تمزيق وحدة الاوطان .
اما السنه فالموقف سيكون معهم اصعب . ذلك انهم لايمثلون موقف واحد متماسك مثل الاكراد . ورغم وجود الهشاشه التي سيجدها مفاوض "الائتلاف" عند البعض منهم , سيقبل هؤلاء البعض بمجرد عرض بعض الوزارات عليهم . الا ان الصراع الطائفي الذي ولغ في الدم العراقي ليس مسؤول عنه قسم من الطائفيين السنه , وبقايا البعث المقبور والتكفيريين القادمين من الخارج. بل بعض من الطائفيين الشيعه ايضاً . وسيبقى هذا أحد الشروخ الحقيقيه لمرحلة ما بعد صدام . والتي تحتاج الى فترة أطول , ونيات أسلم لأعادة الثقه المذهبيه .
يتساءل بعض الاخوه من دعاة قائمة"الائتلاف" : مافائدة الانتخابات اذا تم اشراك الكل في الوزاره ؟! اي ان التشكيل يجب ان يتم من قبل قائمة الاكثريه ومن يتفق معها في تشكيل النسبه المطلوبه . وكم تمنينا ذلك لو جرت الانتخابات بشكل طبيعي , ولم ترافقها كل هذه السلبيات التي زادت من التعقيدات التي لايمكن الانفراد بحلها . ونفس السؤال على لسان الاخرين : ما فائدة الانتخابات ؟! أذ يتم الالتفاف على نتائجها بطرق اكثر التباساً من طرق التحضير لها . وتجري مصادرة مبدء تكافؤ الفرص مرتاً أخرى في الجمعية القادمه عبر التلويح لهذا الطرف بوزارة معينه , ولطرف آخر بحل مسألة كركوك بشكل يوحي بتنازل معين . ويجري الالتفاف على الحلول الوطنيه التوافقيه لأكبر مشاكل العراق لصالح الحلول الفئويه [ هذا ألي , وهذا ألك] . وهذا ما سيجعلنا نعيش مرحلة الانتقال الى ما لا نهايه .
المشكله الاساس التي تحرك كل هذا الحراك في رأي الكثيرين . هو الاصرار غير المعلن على تحقيق دستور دوله دينيه , وعبر مراحل وهذا ما لاتسمح به الظروف الدوليه والاقليميه والمحليه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السيسي يحذر من خطورة عمليات إسرائيل في رفح| #مراسلو_سكاي


.. حزب الله يسقط أكبر وأغلى مسيرة إسرائيلية جنوبي لبنان




.. أمير الكويت يعيّن وليا للعهد


.. وزير الدفاع التركي: لن نسحب قواتنا من شمال سوريا إلا بعد ضما




.. كيف ستتعامل حماس مع المقترح الذي أعلن عنه بايدن في خطابه؟