الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا يحق للعراقيين فقط التدخل في شؤون العراق!

هشام عقراوي

2003 / 2 / 9
اخر الاخبار, المقالات والبيانات



 

" اللعبة إنتهت " قالها بوش في اخر خطاباته لحد الان بشأن العراق ومستقبل عمليات التفتيش عن أسلحة الدمار الشامل، لكن للأسف لم تنشر تفاصيل اللعبة  بعد.  أنهى بوش لعبة القطة والفأر وقرر الهجوم والفتك بفريستة وقطع أوصالة إربا إربا. ولكنة لم يقل متى وأين وكيف وعلى حساب من؟ هل سيكون الهجوم على الجلاد أم سيكون المضطهدون الضحية ثانية؟ و من سيكون المستهدفون؟ وهل ستحترم إرادة الشعوب العراقية دون تمييز؟ و ماذا عن إستقلالة و كرامته؟ وهل سيوضع العراق تحت الإنتداب وفي تلك الحالة من سيكون الوصي على العرش و المستشارون؟
يبدو أن المعارضة العراقية قد سلٌمت إرادتها وقرارها السياسي ناهيك العسكري الى الادارة الامريكية و أصبح المبعوث الامريكي ومندوب الرئيس الامريكي لدى المعارضة العراقية زلماي خليل زادة  و الذي وصف بحياديتة وعدم تدخلة في شؤون المعارضة، أصبح  الامر و الناهي و الناطق الرسمي بأسم المعارضة و الشعب العراقي و النائب عن كل الاطراف. فهل إنتهت اللعبة وإضطرت أمريكا وممثلها، التصرف والكشف عن حقيقة ما يجري في أروقة المعارضة العراقية وجعبة الإدارة الامريكية؟
منذ أكثر من أسبوع يتواجد زلماي خليل زادة في تركيا. يجتمع مع القادة الاتراك ويتفق معهم. وقادة المعارضة العراقية قبل إجتماعهم في كردستان يتوافدون الى تركيا لكي يبلٌغوا بالقرارات الثنائية الموقعة بين أمريكا و تركيا حول الكعكة العراقية المفروض أن تقسم بين أعضاء حلف الناتو و حول من ستكون له حصة الأسد منها. و كأن العراقيون والمعارضة ناضلوا من أجل توزيع العراق و ثرواتة على أمريكا وبعض الدول المجاورة. ومسألة تحرير العراق وعدم التدخل في شؤونة الداخلية كانت شعارات للاستهلاك المحلي. لقد إنكشفت اللعبة وتصرفات المبعوث الامريكي الى تركيا تقول بأنة لا يحق للعراقيين فقط التدخل في شؤون العراق. فأقطاب المعارضة كل على إنفراد أو كفات وأطراف يُستدعون الى تركيا و يبلغون بنتائج الاتفاقات التي توصل إليها زلماي مع تركيا وعن الدور الذي ستلعبه تركيا في عملية التغيير و النفوذ الذي ستتمتع بها. وكأن المعارضة العراقية ليست لديها الحق بتحديد مستقبل العراق وتقرير مصيره بنفسه. ليس هذا فقط بل أن تصرفات أمريكا تدل على أنها سوف لن تعطي المعارضة العراقية حتى حق الأطلاع على ما إتفقت عليه أمريكا مع الدول المجاوره حول العراق.
في هذا الوضع الساخن نجد المعارضة العراقية لا تملك خيارا مستقلا وموقفا وطنيا بشأن الوطن الذي من المفروض  يناضلون من أجل رفاهيته وإستقلالة. فإذا كانت المعارضة بحاجة الى المساعدة الأمريكية من أجل الإطاحة بالنظام، فلماذا الإستعانة بالقوات التركية؟  وإذا كانت لتركيا الحق بالتدخل عسكريا في العراق فلماذا لا يعطى هذا الحق لإيران أيضا؟ إيران التي ساعدة و تساعد المعارضة العراقية وأوت العراقيين لفترات طويلة أكثر من أية دولة أخرى في المنطقة.( هذا لايعني بأنني مع تدخل إيران أو أية دولة أخرى مجاوره في الشؤون الداخلية للعراق) ولماذا لا تطلب المعارضة العراقية وأمريكا القوات السورية والاردنية؟ فهي بكل الاحوال دول عربية و ليست لديها أطماع في العراق. قد يكون الجواب على هذا السؤال بأن الدول العربية المجاوره لا تريد التدخل في العراق و مساعدة المعارضة إما لتأييدها للنظام أو لاي سبب أخر. وهذا صحيح لان هذه الدول ليست لديها نوايا وأغراض دفينة. قبل فترة ليست بالطويلة صرح وزير الخارجية التركية بأنهم سوف يدرسون المعاهدات السابقة الموقعة بين العراق و تركيا ليتأكدوا إن كانت لديهم حققوق في حقول النفط العراقية. فهل وجد المسؤولون الاتراك شيأ يستدعيهم تغيير سياستهم تجاة العراق والمعارضة العراقية ويصرون على توجية قواتهم الى العراق و كردستان؟ وأذا كان تأسيس دولة كردية حلما كرديا كما تدعية تركيا، فإن ولاية الموصل حسب تصريحات رأيس وزراء تركيا السابق (بلند أجاويد) ووزير دفاعة هي جزء من تركيا وإذا كانت تركيا قد أخطأت عام 1923 ووافقت على فصل هذة الولاية من تراب تركيا، فأنها وحسب بعض التقارير سوف لن تكرر الخطأ هذة المرة و ستحقق حلمها بحجة قطع الطريق أمام الحلم الكردي.
القسم الأكبر من المعارضة العراقية لم تعارض تدخل أية دولة في الشؤون الداخلية للعراق. إذا كان هذا التدخل مع أو ضد مصالح الشعب العراقي بكل قومياته وفئاته. فالوطنية لا تعني معاداة النظام فقط وليس كل من أصدر برنامجا وصحيفة وطالب بأسقاط النظام أصبح من المعارضة. بل الوطنية تتطلب الوقوف ضد كل ما هو ضد مصالح الشعب وسيادتة. فالبريطانيون أتوا "محررين لا فاتحين" ولكن هذه الادعاءات لم تجد لنفسها اذانا صائغة ووقف العراقيون يدا واحدة ضد الاحتلال.
وأذا كانت كردستان العراق جزءا من العراق فان مهمة الدفاع عنة أيضا هي مهمة عراقية والمعارضة العراقية بأجمعها مطالبة بإتخاذ موقق تجاه التدخل التركي وليس فقط القوى الكردستانية. وحتى إذا أجبرت بعض الاحزاب الكردية على السكوت فأن من واجب الاطراف الاخرى الوطنية عدم السكوت و الوقوف بوجة هذه التدخلات و تبلغ أمريكا بذلك. فتجرية أفغانستان ماثلة أمامنا. أفغانستان التي ليست لتركيا أطماع تأريخية فيها، تحاول فصل الجزء الشمالي منها  بمساعدتها للجنرال الاوزبكي عبد الرشيد دوستم. في الوقت الذي تريد أو تدعي امريكا بأنها تريد توحيد أفغانستان وتأسيس نظام ديموقراطي فيها. فماذا ستفعل تركيا في العراق التي كانت عائدة لها في يوم من الايام وفيها شعب تدعي بأنهم من أبناء جلدتها؟ و بموافقة حليفتها الاستراتيجية أمريكا طبعا.
أذا أرادت المعارضة العراقية المحافظة على مصداقيتها فيجب ان تقدم مشروعها لعراق المستقبل وأن تتحرك أمريكا   حسب خطة معينة و بموافقة المعارضة العراقية وليس العكس.  المعارضة العراقية في هذه الايام العصيبة و التأريخية  مطالبة بالإرتقاء الى مستوى المسؤولية والتخلص من تبعيتها و سلبيتها والجري وراء الحدث. هذه الذيلية لأمريكا وعدم المشاركة في صنع القرار أدى بها الى هذا الوضع الذي هي علية الان. فهي تطلب الحماية الأمريكة وتخاف الاجتماع في أرض كردستان المحررة. فكيف ستستطيع تحرير العراق أو الحفاظ علية بعد التحرر؟ أم أنها ستطلب الحماية الامريكية والتركية الأبدية؟ فالذي لا يستطيع تحرير ارضة بنفسة لا يستطيع الحفاظ عليه أيضا بنفسه.      








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد الهدنة التكتيكية.. خلافات بين القيادة السياسية والعسكرية


.. دولة الإمارات تنفذ عملية إنزال جوي للمساعدات الإنسانية على غ




.. تشييع قائد عسكري إسرائيلي درزي قتل في عملية رفح


.. مقتل 11 عسكريا في معارك في شمال قطاع غزة 8 منهم في تفجير است




.. بايدن بمناسبة عيد الأضحى: المدنيون الأبرياء في غزة يعانون وي