الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف بإله ينصف حلم السمك ؟

أم الزين بنشيخة المسكيني

2016 / 11 / 6
الادب والفن


كيف لي بإله يُنصف حلم السمك ؟

الى روح الشابّ المغربي "محسن فكري"
الى جسد بائع السمك
نحن أيضا طحين لحكومات الخراب..

دول تعبر فوق دمائنا
كشاحنة المزبلة..
وحكومات القمامة لم تشأ أن يمرّ النهار وحيدا..
بلا مقتولين طحنا ..قبل موتهم..
لا البحر يكفي ولا دموع السمك..
"بأيّ جسد سأُقتل هذا اليوم ؟
بأيّ جسد كنت قد قُتلت ..
حين طلبت اللحاق بدمي؟
لم ألتقيه ..دمي
كنت قد وصلت باكرا
فهل لي بجسد كي أموت يوم ينادي الربّ
أبناءه..أن انتفضوا ..أن انتصبوا..
يومها كلّ سيلملم أعضاءه..كي يصلّي..
بأيّ جسد سأصلّي..؟
وأنا الذي أحبّ الله ثانية بعيون السمك.."
لا البحر يكفي..
ولا دموع السمك..
ودول تواصل العبور فوق أحلامنا
"شاحنة المزبلة تتعطّش جوعا الى قمامات جديدة..
والدولة تعلن ما يلي :
"حصيلة هذا اليوم
من السياسة الرشيدة
ومن العدالة الفريدة
طحن شابّ يبيع السمك خلسة
عن عيوننا..
وقرّرنا أن نسمّيه شهيدا..
وأن نستبدل وفقا للعدالة
وزير القمامة
بقمامة أشدّ حزما.."
.......................
"شهيد من.. أنا "
قال بائع السمك..
"شهيد ماذا؟"
"وبأيّ جسد سيّسجّل اسمي في دفاتر الدولة؟
شهيد من أنا ؟ شهيد ماذا؟ شهيد القمامة؟
قمامة من هذه التي تقتلني بجوعها إليّ ؟
بأيّ جسد سأدفن وكم رقم تابوتي
وأيّة جثّة سيشّرحها طبيب الحكومة الشرعيّة؟
شرعيّة من تلك التي تطحن جسدي مع بقايا القمامة؟
قمامة من تلك التي صاحبت أحشائي الى حتفها
قمامة من شهدت على تشييع جثماني هذا اليوم؟
قمامة المترفين أم قمامة الجائعين؟
لكن ...لا قمامة للجائعين.."
وتعود الدولة الى دفاترها وتعلن ما يلي :
"نأسف باسم القائمين على شأن المزبلة
على ما حدث في بطن المزبلة..
سنكنّس المكان مساء
ونحتفل غدا بعدالة سعادتها..
حكومة السمك"
.......................
يقول بائع السمك متظاهرا
بعدم سماعه قرار سعادتها :
"كيف متّ دون علمي ..دون تأشيرة من أحد ؟
كيف متّ ..
وقلوب الرمّان لازالت تقطر في دمي..
كيف متّ قبل قدوم سلّة الحيتان
غدا... قبل الله وقبل الدولة وقبل موت الجسد..؟
كيف متّ ..لكن ...لا حرج على سعادتها..
حكومات التعب
ستواصل الضحك من وراء الحجب..
ولا حرج على جسدي سيواصل الدوران في مطحنة بلا أفق..
لا حرج ..سأُقتل مع الدائرة الألف..بلا بكاء ولا غيمات ولا سحب..
سأقتل لأنّي لم أمت بعدُ..
سأقتل..وأعتذر
لمن سيجوبون الشوارع بعدي
سأقتل
قبل الموت..وبلا موعد سابق مع الله..
قبل الموت..وقبل الحلم وقبل الحبّ..
نعم....لقد قُتلت ....ها أنّ الخبر قد وصلني للتوّ
في طراوة بسمة حبيبة لم تأت..
سوف تأتي كي تبكي..لكن أيّ جثمان سيتقبل دموعها الفضّية؟
كيف ستبكي؟ .......سأقول لها مساء ما يلي :

لم أشأ أن تبيت القمامة وحيدة ..
بلا جسد..
لقد أشفقت على سمكي..

لم أشأ أن يُقتل السمك وحيدا..
لم أشأ أن يٌقتل البحر وحيدا..
فكيف لي بإله يُنصف حلم السمك ؟"


"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مونيا بن فغول: لماذا تراجعت الممثلة الجزائرية عن دفاعها عن ت


.. عاجل.. وفاة والدة الفنان كريم عبد العزيز وتشييع الجنازة غداً




.. سكرين شوت | إنتاج العربية| الذكاء الاصطناعي يهدد التراث المو


.. في عيد ميلاد عادل إمام الـ 84 فيلم -زهايمر- يعود إلى دور الس




.. مفاجآت في محاكمة ترمب بقضية شراء صمت الممثلة السابقة ستورمي