الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحو أكتوبر جديد: لا بد من النضال من أجل السعادة!

مشعل يسار
كاتب وباحث ومترجم وشاعر

(M.yammine)

2016 / 11 / 7
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


قبل 99 عاما، في أكتوبر عام 1917 حقق العمال الثوريون بالتحالف مع الفلاحين الفقراء والجنود والبحارة الإنجاز التاريخي المتمثل في ثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى، الثورة التي أطاحت بحكم المستغلين، وأنشأت سلطتها السوفياتية وتغلبت على شتى الصعوبات الهائلة، وبدأت بناء المجتمع الاشتراكي، المجتمع الجديد على البشرية جمعاء. وقد أكدت الانجازات العظيمة للاتحاد السوفياتي صحة المسار المختار من قبل الشعب العامل، وصحة النظرية الماركسية اللينينية حول حتمية سقوط ديكتاتورية البرجوازية بطريقة ثورية وإقامة ديكتاتورية البروليتاريا محلها مؤقتاً، أي أكثر الدكتاتوريات القائمة على اتساع العالم كله ديمقراطية قبل حلول المجتمع اللاطبقي الخالي من أية دكتاتورية. ذلك أن تلك كانت سلطة الكادحين أنفسهم ولأجل الكادحين أنفسهم. ففي ظلها أصبح الناس البسطاء أسياد بلدهم وحياتهم. وليس عبثا أن اكتشف ماركس وأكد لينين (خاصة في مؤلفه "الدولة والثورة") أن ديكتاتورية البروليتاريا، أي سلطة كل العاملين بأجر، هي شرط لا بد منه للفوز في الصراع الطبقي ضد رأس المال، وبناء وتطوير الاشتراكية بنجاح كمرحلة أولى في السير نحو الشيوعية، ومن أجل القضاء كلياً على تقسيم المجتمع إلى طبقات، وضمان الرفاه الكامل والتطور الحر والشامل لجميع أفراد المجتمع.
وقد أظهرت التجربة السوفيتية الحاجة الماسة إلى الطليعة الثورية – إلى حزب الطبقة العاملة باعتباره القوة الرائدة في بناء وتطوير المجتمع الجديد. وأكدت المبدأ اللينيني حول أنه لا يمكن أن تكون هناك حركة ثورية بدون حزب ثوري. وقد كان هذا الحزب حزبَ البلاشفة، حزبَ لينين. وتحت قيادته، تم في الاتحاد السوفياتي حل العديد من القضايا الغاية في الأهمية، والتي لم يحلها، ولم يكن يمكن أن يحلها، أي بلد رأسمالي. وهذا ما أكدته كذلك تجربة البلدان الاشتراكية الأخرى. فقد حلت مشكلة العمالة الكاملة، وتوفير التعليم المجاني والرعاية الطبية، واستخدام منجزات العلم والثقافة. وفي الاتحاد السوفياتي كانت المساكن متاحة عمليا للجميع ومجانية تقريبا، وكذلك المرافق العامة من ماء وكهرباء وتدفئة ونقل واحتياجات حيوية أخرى. ولم تلبَّ فقط الاحتياجات المادية والروحية الأساسية لجميع أفراد المجتمع، بل تم أيضا خلق الظروف الملائمة لتنمية الشخصية الإنسانية تنمية شاملة. حتى سلامة الإنسان الشخصية وحياته لم تكن مصونة في أي بلد رأسمالي كما كانت عليه في الاتحاد السوفياتي الاشتراكي.
كما أثبتت التجربة السوفيتية بشكل مقنع أن الأساس الاقتصادي لإقامة وتعزيز وتطوير السلطة السوفيتية باعتبارها الشكل التنظيمي لدكتاتورية البروليتاريا كان الملكية الاجتماعية العامة لوسائل الإنتاج، والتخطيط الممنهج للإنتاج الاجتماعي الذي كان الغرض الأول والأخير منه، بخلاف الرأسمالية التي لم تكن أبدا تبتغي سوى الربح، ضمان الرفاهية الكاملة والتنمية الحرة والشاملة لجميع أفراد المجتمع.
ولكن.... لـ25 عاما خلت، تغير كل شيء في أراضي الاتحاد السوفياتي بعد استعادة نظام الاستغلال مواقعه مؤقتاً. ففي روسيا الرأسمالية الآن يكدح الناس البسطاء من عمال وموظفين ومعهم المثقفون والعلماء من أجل أن يرتع أوليغارشي أو بيروقراطي أو أذنابهما من عداد "المثقفين المبدعين" الانتهازيين في النعمة التي تُبطِر بينما هم لا يجنون شروى نقير، ثم يعتبر هؤلاء الأسياد الجدد أنفسهم مثابة النخبة الوطنية وهم براء من أن يشكلوا نخبة الشعب.
إن البرجوازية اليوم، في محاولة منها لتعزيز حكمها، تزيد من هجومها على الطبقة العاملة ومن إفقارها للشعب بأكمله. وسلاحها الأيديولوجي هو النظريات الليبرالية الجديدة والاشتراكية الديمقراطية حول الشراكة الاجتماعية والتعاون الطبقي، والسلم الأهلي، واستنفاد القدرة على الثورة والنزعات القومية المسعورة وسيطرة رجال الدين على عقول الكثيرين تحت ستار الدعوات الوطنية والشعبية. وتكمّل وتوفّر هذه الترسانة من أساليب البرجوازية التحريفيةُ والانتهازيةُ اللتان يبثهما الإمبرياليون في الحركة الشيوعية العالمية.
ولكن من المستحيل قتل حلم الشعب العامل بحياة عادلة وحرة وكريمة. أما كيف نجعل هذا الحلم حقيقة، فقد أظهر ذلك للعالم كله البلاشفة. ولكن يجب أن يكون واضحا أن السعادة يجب أن يناضل المرء من أجلها. لقد حان الوقت لوقف تحمل الذل من الأسياد الجدد والاعتقاد بالحكايات الخرافية التي يبثها هؤلاء الطفيليون حول وحدة وطنية بين السارق والمسروق! لقد حان الوقت للسير إلى الأمام بخطى العامل الواثقة، نحو انتصار أكتوبر جديد!
وهو ما يعني في روسيا اليوم ثورة لإسقاط سلطة "العجل الذهبي" المتوحشة، سلطة الرأسماليين والبيروقراطيين، لأجل إعادة جميع الثروات التي نهبتها البرجوازية إلى حضن الملكية العامة.
ولا توجد أية قيود على الثورة في عرف التاريخ. فالثورة كانت ولا تزال قضية الشباب، لأنها رفض ما قد عفا عليه الزمن، ورمي القديم غير المرغوب فيه في مزبلة التاريخ، والانطلاق الى مستوى جديد رفعةً وسؤدداً. هكذا الأمر في مجال العلوم والتكنولوجيا والثقافة. وهو كذلك في حياة المجتمع البشري.
فالتطور التاريخي للمجتمع لا أحد يقوى على وقفه وإعادة عجلة التطور الى الوراء. ولسوف يستمر النضال دائما وأبداً. وكما قال لينين: "أن تحصل الثورة أو لا أمرٌ لا يعتمد علينا فقط. ولكننا سوف نستمر في القيام بعملنا، وهو لن يضيع هباء أبدا ."
قضيتنا قضية حق. وعدونا الطبقي سوف يُهزم. والنصر سيكون لنا!
لتسقط سلطة رأس المال!
عاشت الثورة الاشتراكية التي تحرر العمل الإنساني!!!
إلى الأمام نحو انتصار أكتوبر!

(من نص تهنئة اللجنة المركزية لحزب العمال الشيوعي الروسي لجميع رفاق الكفاح في ذكرى أهم حدث في تاريخ البشرية، أهم عيد للكادحين في جميع أنحاء العالم - يوم انتصار ثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى!)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حزب البيان أعلاه
فاخر فاخر ( 2016 / 11 / 6 - 22:56 )
يلاحظ من نص البيان أن الحزب لا يعرف الطبقة التي سيصارعها من أجل السعادة
العجيب أن هؤلاء الروس لا يعرفون العدو الذي انقلب على الاشتراكية وفكك أعظم دولة عرفها التاريخ
بوريس يلتسن الذي قاد الإنقلاب أخيراً ضد الاشتراكية لم يكن يوما رأسمالياً أو عميلاً للرأسمالية فهو يحمل وسام لينين
أنا أسأل قادة هذا الحزب الضائع من ألغى الخطة الخمسية الخامسة بصورة غير شرعية ؟
من هناك نبدأ كما كتب رفيقنا النمري في ايلاف اليوم

http://elaph.com/Web/ElaphWriter/2016/11/1118040.html


2 - من المحزن
زينة محمد ( 2016 / 11 / 8 - 01:45 )
من المحزن أن لا يحتفل موقع الحوار المتمدن بثورة أكتوبر كما من المحزن انكم تحرفون اساسيات الماركسية بتحريفكم التعريف بالبروليتاريا ودكتاتوريتها!
من اسقط انجازات ثورة اكتوبر وفكك الاتحاد السوفياتي؟ هل هي سلطة رأس المال ام عصابات قيادة الحزب الشيوعي؟غورباتشوف، ياكفلف، يلتسين، بوتين ...جميعمهم كانوا في الحزب الشيوعي!!!!

اخر الافلام

.. اليمين المتطرف، اليسار الموحد، معسكر ماكرون.. معركة انتخابية


.. هولندا: فوز اليمين المتطرف يهدد شركات التكنولوجيا.. كيف؟ • ف




.. فرنسا: هل سيصمد تحالف اليسار بوجه اليمين المتطرف؟ وماذا يريد


.. تحالف اليسار في فرنسا يتفق على قائمة مشتركة في الدوائر الانت




.. حزب العمال يطلق برنامجه الانتخابي ويتعهد بإحداث تغيير يتوق ا