الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القصل الثاني : تناص الاجناس الادبية - قراءة تناصية في قصتين قصيرتين (*)

داود سلمان الشويلي
روائي، قصصي، باحث فلكلوري، ناقد،

(Dawood Salman Al Shewely)

2016 / 11 / 7
الادب والفن


تناص الاجناس الادبية - قراءة تناصية في قصتين قصيرتين (*)
داود سلمان الشويلي
(1)
تنهض القصة في العراق - في الآونة الاخيرة - اعتماداً على بعض الاجناس الادبية الاخرى ، كالرواية ، والمسرحية ، والحكاية الشعبية ، والاسطورة 000الخ ، لتنسج لها كياناً خاصاً بها ، يأخذ من تلك الاجناس بعض عناصره ، كالشخوص ، او الاحداث ، او الثيمة الرئيسية 000الخ 0
ان اعتماد القاص - اثناء كتابته الابداعية ، بصورة واعية او غير واعية - على بعض عناصر الاعمال الابداعية لاجناس ادبية اخرى ، لم يعد سُبة يعاب عليها القاص ، كما كان يحدث ذلك قبل سنوات ، حيث كانت تهمة السرقة ، او التأثر ، والاجترار ، تلاحق مثل ذلك المبدع ، لان المناهج النقدية الحديثة ، قد جعلت من ( الكتابة ) - بكل انواعها - عبارة عن ( نصوص ) والغت في الوقت نفسه قضية نقاء دم الاجناس الادبية المختلفة ، محيلة كل ذلك الى مسألة مهمة جداً ، كانت غائبة او مغيبة عن بال المبدع والنقاد على السواء ، وهي مسألة التداخل او عدم التداخل بين هذه الاجناس ، او بين نص وآخر ، حتى بات النص ، عبارة عن ( وفرة من نصوص مغايرة ، يتمثلها ويحولها بقدر ما يتحول ويتحدد بها على مستويات عدة ) (1) 0
وهذا يعني مقدرة ( النص ) الواحد على التداخل مع نصوص اخرى ، او ان يجد نفسه فيها بقدر ما تجد النصوص الاخرى نفسها فيه ، فأصبح ( النص ) عند ذاك ( غير مكتف بنفسه ) بل هو ( الجانب المستعرض من الكتابة التي لا تنغلق على نفسها ، بل تنفتح على غيرها في تفاعلات نصية دائمة )(2) 0
وعندما سحبت المناهج النقدية الحديثة البساط من تحت اقدام استقلالية الاجناس الادبية ، وكذلك استقلالية النصوص الابداعية ، وفتحت ابوابها فاسحة المجال للتداخل المشترك والمتبادل بينها ، اقترنت هذه العملية بظهور مصطلح ( التناص ) الذي الغى كل ادعاءات الاتهام بالسرقة والتأثير والتأثر 000الخ0
لا نريد هنا ان نعيد ماقلناه في دراستنا السابقة عن ( التناص ) : الاسس ، والمقومات ، والعمل 00 وانما نريد ان نؤكد ان قراءتنا هذه لنصين قصصيين جاءت اعتماداً على ما قلناه سابقاً ، وكذلك ، فأن هذين النصين قد نهضا اساساً على جنسين ادبيين مختلفين ، هما المسرحية والرواية ، وقد اتخذت الدراسة هذه مبدأ انفتاح الاجناس الادبية بعضها على بعض اساساً دون السقوط في هوة ( التأثر الادبي المحض ) وبوعي او بدونه ، من قبل المبدع ذاته في محاولة منه لبناء كيان خاص لـ ( نصه ) الابداعي 0
العمل الاول الذي نحاول قراءته وتفحصه في هذه الدراسة ، هو قصة ( قناع بورشيا ) للقاص محسن الخفاجي (3) ، اعتماداً على مرجعية نصية في الابداع المسرحي ، هي مسرحية ( تاجر البندقية ) لشكسبير 0 (4)
فيما تكون قراءتنا الثانية منصبة على قصة ( جروشنكا ) (5) للقاص جليل القيسي ، اعتماداً على مرجعية من الابداع الروائي المتمثل في رواية ( الاخوة كرامازوف ) لدستويفسكي 0 (6)
ان قراءتنا هذه ، تهدف الى اجلاء مستويات التناص بين النص القصصي ، والنص المتناص معه ( الرواية او المسرحية) كخطوة اولى ، للوصول الى الدلالات الجديدة التي تظهرها هذه القراءة من خلال ( التناص ) كآلية نقدية ( معملية)، وكل ذلك يضعنا على طريق تميز النص الابداعي الجديد ، وهو (القصة القصيرة ) التي كتبها مبدعونا اخيرا 0
*** ***
(2)
يعتمد كل نص ، على مجموعة من العناصر المكونة للحمته ، كالشخصية والحدث والبيئة والفكرة او الثيمة الرئيسة والمكان 000الخ 0
ولما كان النص - أي نص - منفتحاً على الخارج ، فأن الضرورة تحتم عليه ان يتداخل مع نصوص اخرى 0
وفي نصنا الاول ( قناع بورشيا ) ترينا الترسيمات (**) الاتية مستويات التناص التي يظهر عملية تكونه الذاتي ، أي عملية ( التناص ) على مستوى الانتاج 0
تقربنا الترسيمات السابقة الى فهم عملية التناص بين القصة والمسرحية اثناء الانتاج ، اذ يحكي بطل ( القناع ) ، مدرس اللغة الانكليزية ، المتزوج ، قصته مع تلميذته التي يقدم لها دروساً خصوصية باللغة الانكليزية ( في مادة مسرحية تاجر البندقية ) في بيتها ( قصرها ) ، ويروي لنا الاحداث من الدرس الاول ، حتى وفاتها0
ان الراوي ، يعلمنا ان تلميذته تلك قد اسكنها والدها قصراً كبيراً مع خادمة ، ليبعدها عن المؤثرات الخارجية (7) ولم يسمح لها بالخروج من القصر 0 وكان الراوي / البطل يعطيها الدروس ، وهما وحيدان ، فتنسج تلك الوحدة قصة حب غير معلنة من الطرفين 0
يأخذ التناص - هنا - مستويات اربعة ، هي :
آ - المستوى الاول :
اعتماداً على تشابه الشخصيات ( الشكل الاول ) حيث تتماهى بطلة ( القناع ) غير المسماة ، ببطلة شكسبير ( بورشيا ) وهذا التماهي يتخذ له مسارين ، احدهما تماه ذاتي تقوم به البطلة - نفسها - وهي تترسم خطى ( او تمنياتها في ان تكون : ) ( بورشيا ) اثناء قراءتها للمسرحية امام مدرسها ومعه0
والمسار الثاني هو التماهي بين الشخصيتين من خلال هواجس البطل / الراوي الذي برغم انكاره مع نفسه في ان يكون ( بسانيو) لكنه لا ينكر على تلميذته ان تكون هي ( بورشيا ) او كقناع لها في اقل تقدير 000 وهكذا تتحول بطلة شكسبير من مسرحيته الى قصة الخفاجي 0
ب - المستوى الثاني :
( الشكل الثاني ) 0 وهو مستوى التماهي في الصفات الرئيسية التي تميز كلا الفتاتين 0
فـ ( بورشيا ) شكسبير ، وكذلك قناعها عند الخفاجي ، تتماهيان في الصفات الاتية:
اولاً: كل واحدة منهما ، ثرية وجميلة 0
ثانياً : كل واحدة منهما ، بحاجة الى العلم ، فتلميذة ( القناع ) تحتاج الى دروس خصوصية لتعلم اللغة الاصيلة لقرينتها ، تقول ( بورشيا ) شكسبير : ( فما انا في جملتي الا فتاة ناقصة في العلم والخبرة ) ( المسرحية - ص83 ) 0
ثالثاً : ان مأساة (بورشيا ) هي في عدم احقيتها في اختيار شريك حياتها ، لان وصية والدها تمنعها عن ذلك 00 أي انها تبحث عن الحب / الزواج ، ولكن بشروط كقرينتها تلميذة الخفاجي ، حيث انها لا تستطيع البوح بحبها لمدرسها لاسباب ، كونها مريضة ، وكذلك لان من تحب متزوج من اخرى0
رابعاً : تعاستهما المشتركة برغم فخامة القصر والثراء الباذخ0
جـ - المستوى الثالث : ( الشكل الرابع )
حيث يأخذ التناص مساراً جديداً ، فيصبح عبارة عن تضمين عبارات من ( تاجر البندقية ) في ( قناع بورشيا ) اذ ينقل الخفاجي بعض المقاطع من المسرحية الى قصته ، ومنها المقطع الذي يردده امام تلميذته و الذي تطلب منه كتابته على ورقة لتقوم هي بتلاوته امامه 00 حيث تعلن بصورة غير مباشرة حبها لمدرسها 0
د- المستوى الرابع : ( الشكل الثالث )
يتجسد ( التناص ) في هذا المستوى بين المسرحية والقصة ، في ( المكان ) وقد اتخذ نص ( القناع ) من صالة استقبال القصر مكاناً للحدث ، كما ان (بورشيا ) شكسبير قد ظهرت مع حبيبها في اكثر من مرة في صالة القصر ايضاً0
*** ***
(3)
ظهرت رواية ( الاخوة كرامازوف ) لديستويفسكي عام 1880 م ، واكتسبت اهميتها ، كونها جاءت خلاصة لفكر الكاتب الاجتماعي والاخلاقي والفلسفي والديني 0
وترتكز احداثها الرئيسية حول جريمة قتل الاقطاعي العجوز (كارامازوف) يضلل الكاتب قارئه ، وكذلك شخوص روايته عن الوصول الى القاتل الحقيقي من خلال وضع القرائن والادلة لاتهام الابن الاكبر للضحية ، أي ( ديمتري ) بسبب تنازع هذا الاخير مع والده بخصوص ميراث امه ، وكذلك تنافسه معه على حب ( جروشنكا)0
وفي نهاية الرواية ، يتعرف القارئ - وكذلك شخوص الرواية 0 على القاتل الحقيقي وهو ( سمردياكوف ) بالرغم من اتهام اخيه ( ايفان ) بأنه هو القاتل الحقيقي برغم ان ( سمردياكوف) قد نفذ الجريمة ، والسبب كما يقول لاخيه ، انه نفذ تلك الجريمة تحت تاثير افكار ( ايفان ) التي تؤكد ان : ( كل شيء مباح ، فما دام الاله الذي لانهاية له غير موجود فالفضيلة اذن لاجدوى منها ولاداعي لها ) 0
وتاتي اهمية هذه الرواية من كونها جاءت كاتهام للواقع الذي افرز ظاهرة ( كارامازوف ) وكذلك الى ما عكسه الكاتب من افكار كانت سائدة - وقتذاك - بين الشباب ، وهي مجموعة الافكار الفوضوية والشريرة التي تاسست على مقولة ( كل شيء مباح ) 0
وتاتي اهميتها كذلك من خلال تلك النقاشات الفلسفية لبعض القضايا الدينية والاخلاقية 000 الخ 0 وان الذي ينتهي من قراءة معمقة لها يصل الى نتيجة مفادها : فشل لافكار ( ايفان ) واصالة وبقاء لافكار الراهب ( زوسيما ) 0
هذا هو مجمل ما تحمله من حدث رئيس وافكار صاغها الكاتب بنظرة فلسفية جدلية عميقة 0
ومن مجموعة الشخوص الحيويين فيها ، نجد الابناء الثلاثة ( ديمتري وايفان واليوشا ) والابن غير الشرعي ( سمردياكوف ) وكذلك الخادم وكاترينا ايفانوفا - خطيبة ديمتري - وجروشنكا 0
في قصة جليل القيسي ( جروشنكا ) حدث بسيط ، هو زيارة بطل القصة / الراوي ، بيت ( جروشنكا ) ، ومحاوراتها ( اليوشا ) معاً ، حول شخوص الرواية ومصائرها 0
ان اختيار القيسي لـ ( جروشنكا ) دون غيرها من شخصيات الرواية جاء ليؤكد دلالات ، منها :-
أ 0 ان ( جروشنكا ) هي خارج نطاق اللعبة التي يلعبها الابناء0
ب0 انها ترتبط بعلاقة مع اثنين من شخوص الرواية برباط غير مقدس ، اذ انها ترتبط بعلاقة مشبوهة مع الاب (الضحية) وفي الوقت نفسه مع الابن ( ديمتري ) حيث يكون التنافس بينهما على حبها 0
ج0 انها امراة لعوب ، لافرق عندها في ان تحب الاب (العجوز) او ابنه ( الشاب ) طالما ان الاثنين يدفعان لها 0
من هذه الدلالات الثلاث يمكن الوصول الى الاستنتاج الاتي :- ان ( جروشنكا ) هي المرشحة الى ان تكون الشخصية الحيادية والتي يمكنها ان تصف لزائرها ( البطل / الراوي ) بحيادية تامة الشخصيات الاخرى 0
يعتمد نص القيسي على قراءة معمقة للرواية ، حيث ياتي نصه عبارة عن قراءة ثالثة للرواية ( الزائر / البطل / الراوي / القيسي ) يقول لـ ( جروشنكا ) : ( صحيح 00 لانني في زيارتي الاخيرتين اكتفيت بمراقبتكم فقط 00 كنت عديم التجربة ، والخبرة والثقافة 00 صدقيني ياجروشنكا كثيرون سوف يزورونكم 00 ان مدينتكم هذه سيتردد عليها عشرات الاف الزوار للتعرف عليكم 00 وفي كل الاعوام 00) 0
ياخذ ( التناص ) بين نص القيسي ورواية ديستوفيسكي مستويات عدة اهمها :-
أ0 المستوى الاول :-
اعتمادا على الشخصية (الشكل الخامس) حيث ترد في نص القيسي ( فضلا عن جروشنكا واليوشا ) اسماء شخصيات الرواية المهمه ، ثمل الاب ، ديمتري ، ايفان ، الخادمة ، سمر دياكوف ، سوزيما 0
ب - المستوى الثاني :-
يعيدنا القيسي في نصه الى الجو الذي تحدث فيه الرواية ، خاصة في بيت ( جروشنكا ) 0 انه جو بارد صقيعي 0 وعندما يدخل الى البيت تاخذه الخادمة الى غرفة الجلوس ( غرفة جيدة التدفئة ، سرعان ما شعرت بحرارة لذيذة تدب في جسدي المقرور والى وجهي المخدر ) كما يقول الراوي / الزائر0
ج0 المستوى الثالث :-
يتناص ( نص ) القيسي مع نص ديستوفسكي من خلال ( تضمين ) نص القيسي لبعض المقاطع من نص ديستوفيسكي 0 فهو مثلاً ينقل قول ( جروشنكا ) : ( اسجنوني معه لانني التي اوردته موارد الهلاك ، لانني انا المذنبة ) وكذلك وصف كاثرين لديمتري بانه : (مخلوق اشوه) ووصف ديمتري لسمردياكوف : ( دجاجة مصابة بداء الصرع ) ( الشكل السادس ) 0
ومن الجدير بالذكر ، ان نقول ، ان الدراسات النقدية عن الرواية ، قد اكدت ان المؤلف جعل من شخوصه حمالين لمجموعة من الرموز ، حيث نجد ( الروح ) و( العواطف ) في ( ديمتري ) و ( العقل ) في ( ايفان ) ووراء هؤلاء يقف ( سمر دياكوف ) ليمثل جوانب النفس البشرية المنحرفة 0
ومن خلال هذه القراء ، نجد القيسي ، وهو يحاور ( اليوشا ) و (جروشنكا ) يؤكد حبه لـ ( اليوشا / الروح / الملاك ) و ( ايفان / العقل / الفكر ) 0
ان القيسي في نصه هذا يؤكد ثنائية ( الروح والعقل ) في النفس البشرية ، فيما يكره ( ديمتري / العواطف ) 0
*** ****
(5)
بين قناع بورشيا وجروشنكا"

بين هذين النصين يقوم (تناص) على شكل مغاير لما رأيناه في السطور السابقة ، علماً ان تاريخ نشر هاتين القصتين- وربما كتابتهما - متباعدان ، ويأخذ (التناص) بينهما مستويات عدة ، اهمها :
أ0 يعتمد كل نص على جنس ادبي مغاير له كمرجع نصي 0
ب 0 كل نص منهما ، يعتمد على شخصية مسحوبة من مرجعيتها ، فالقيسي يسحب من الرواية ( اليوشا وجروشنكا ) ويحاورهما ، حيث يقف منهما موقف البعيد والقريب ، البعيد كونه لا يرتبط بهما برابطة سوى انه جاء ليؤكد حضورهما بعد تلك السنين الطوال 0
اما الخفاجي ، فأنه يحضرهم ليقنع من خلالهم بطلته اثناء تدريسها ، وكذلك يربط بينه وبين تلميذته من خلالهم 0
ان الشخصية المسحوبة من المرجع ، هي شخصية انثوية في كلا النصين ، فضلاً عن وجود الخادمة 0
ج 0 كلا النصين ، تدور احداثه في صالة القصر 0
د 0 يبدأ النصان من الواقع ، دخول الراوي / الزائر الى القصر ، وعبر مسار دائري ينتهيان بالواقع ، أي الخروج من صالة القصر 00 وتصبح صالة القصر هي المكان الذي تسحب اليه شخصيات او احداث النصوص المرجعية 0
هـ 0 يتذكر ابطال الخفاجي شخصية ( بورشيا ) على شكل متخيل ، فيما يتخيل ابطال القيسي شخصيات الرواية / المرجع0
و 0 في كلا النصين ، تقع محاورة بين شخصياتها عن ( النص / المرجع ) 0 ففي نص الخفاجي يكون الحديث عن مسرحية ( تاجر البندقية ) ، اما في نص القيسي ، فيقع الحديث عن رواية ( الاخوة كارامازوف ) 0
ز 0 ان بطلي النصين ، يقفان خارج حدود النص المرجعي 0 انهما شخصيتان تدخلان المكان ( والاحداث ) من خارج النص ، الاول كمدرس والثاني كزائر 0
*** ***
(6)
الاستنتاجات
بعد هذه القراءة التناصية ، بين نصوص من اجناس مختلفة على مستوى المحتوى كما في الفقرات ( 2،3،4) وعلى مستوى الشكل كما في الفقرة (5) ، يمكن استنتاج ما يلي :
أ 0 ان النص المرجعي ( الرواية او المسرحية ) ليس بالنص المهيمن كلياً، وهذا ما يؤكده انتزاع النص الجديد ( القصة القصيرة ) من هيمنة النص المرجعي ، والخروج من اطاره والعودة مرة اخرى الى الواقع الآني ، كما انطلق منه في البداية0
ب 0 عدم تماهي الشخصية القصصية بالشخصية المرجعية كلياً ، فـ ( جروشنكا ) في القصة تختلف عنها في الرواية ، وكذلك بالنسبة لـ ( بورشيا ) عند الخفاجي ، اذ انها لم تكن كما هي عند شكسبير 0
ج 0 ان حدوث ( التناص ) اعتماداً على ثنائية القصة / المسرحية ، والقصة / الرواية ، جاء لأغناء التجربة القصصية لدى القاصين ، وكذلك تكثيفاً للرؤية عندهما ، تحقيقاً لذائقة جديدة في ابداع ( النص ) القصصي 0
الهوامش :
(*) نشرت هذه الدراسة في مجلة الاقلام - ع /5-6 /1993 0
(**) الرسومات يمكن مشاهدتها في الكتاب الاصلي اذ انها لا تظهر هنا .
(1) عصر البنيوية - اديث كيرزويل - ت0 جابر عصفور - سلسلة آفاق عربية - 1985-ص277 0
(2) المصدر السابق - ص 205 0
(3) الاقلام -ع 11-12/ السنة23 -ص127 0
(4) تاجر البندقية - وليم شكسبير - ت 0 غازي جمال - منشورات مكتبة النهضة 0
(5) الاقلام - ع / 1-2 / السنة 27 - ص 78 0
(6) كتب الكاتب التركي ( نديم غورسيل ) قصة قصيرة بعنوان ( غرفة راسكولينكوف ) نشرترجمة لها حكيم ميلود في مجلة ( نزوى) ، استوحى الكاتب احداثها من رواية دوستويفسكي ( الجريمة والعقاب ) ، اذ يزور القاص / البطل متحف دوستويفسكي ،لتبدأ محاورة النص داخل النص القصصي ، ولعدم معرفة تاريخ كتابة النص ، لا يمكن الحكم على تجربتي القيسي والخفاجي من الناحية الطوبولوجية وهذا النص 0
(7) هناك تناص بين هذين النصين والكثير من القصص الشعبي وحكايات الف ليلة وليلة حول عزل الابنة في قصر بعيداً عن الناس لأسباب كثيرة 0
+( هذا الفصل الثاني من كتابي ( الذئب والخراف المهضومة ) الصادر من دار الشؤون الثقافية العامة عام 2001 ).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل