الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أردوغان يعجّل في خنق نفسه بحبل الدكتاتوريّة

صلاح الدين مسلم

2016 / 11 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


إنّ المتتبع لمسيرة أردوغان المتدرّجة نحو الديكتاتوريّة والتفرّد من خلال خنق الحرّيات والقفز على القوانين في تركيا ومن خلال اعتداءته الصريحة على دول الجوار، واحتلاله جرابلس والمنطقة الواصلة بينها وبين أعزاز، يدرك مدى تطوّر مسيرة الشعوب المتطلّعة إلى الديمقراطيّة في روجآفا وفي المنطقة برمّتها، فكلّ تصعيد لهذا الدكتاتور تعبير صريح على انتصار وتقدّم القوى الديمقراطيّة وكان آخر عمل أخرق جبان متجاوز كل أعراف الديمقراطيّة التي بات يحاربها في تركيا هو اعتقال الرئيسين المشتركين لحزب الشعوب الديمقراطيّ في تركيا وعشرة نوّاب آخرين للحزب في البرلمان التركيّ الذي صار ذا نكهة داعشيّة صرفة.
إنّ هذا العدوان على إرادة الشعوب المتطلّعة إلى الديمقراطيّة في تركيا وفي باكور كردستان لهو العدوان الأخير عليهاوخاصّة الكرد الذين صار العدوان عليهم جزءاً لا يتجزّأ من تاريخ الإبادة على الشعوب، إنّها الحرب الأخيرة على هذا الشعب، فكرد الآن ليسوا كرد السابق، وذاك الدكتاتور يدرك هذا الأمر ويدرك تمام الإدراك أنّ انتصار فكرة الأمّة الديمقراطيّة في الشرق الأوسط لهو هزيمة ساحقة لأحاديّة دولته الصارمة.
إنّ الحملة الأخيرة على الموصل والرقة هي بداية النهاية لداعش، وبالتالي بداية النهاية للزعيم الداعشيّ الحقيقيّ أردوغان الذي حارب تجربة الديمقراطية في روج آفا بكلّ الطرق، سواء العسكريّة أو الأمنيّة أو السياسيّة والاقتصاديّة، وعبر كلّ الوسائل غير الأخلاقيّة، ودمّر سوريا بكل معاني التدمير وخسر في النهاية فلجأ إلى الدكتاتوريّة والقمع والعنف والقفز على القانون، فقد استطاعت ثورة روج آفا أن تزيل القناع عن هذا الوجه البشوش الذي اعتزل الابتسامة منذ انتصار كوباني، وصار العبوس مرافقاً له في كلّ خطوة يخطوها، وأعاد الدولة التركيّة إلى طبيعتها الاستبداديّة، واستطاع أن يبرهن لمؤيّديه وللغرب أنّ الديمقراطيّة بشكلها الليبراليّ العلمانيّ الدولتي لا ينجح في الشرق الأوسط.
إنّ محاولات أردوغان البائسة في جعل دولته دولةً مرعبة ذات قوّة مهيمنة على المنطقة قد انهار على جدران كوباني وجرابلس والموصل والرقة وأعزاز،فهو المتهور الذي فقد توازنه بعد 1 حزيران العام المنصرم، وكل اعتقال تعسّفي هو طريق الوصول إلى الحرية والانعتاق من هذه السلطات القامعة التي تريد أن تئد الديمقراطيّات، وقد أثبت أردوغان مدى زيف الديمقراطيّة التركيّة.
إنّ الصراع بين الدولة القوميّة المتجسّدة في الذهنيّة الدولتيّة التركيّة التي أثّرت على منظومة المعارضة برمّتها وبين نضال الشعوب المتطلّعة إلى الأمّة الديمقراطيّة هو الصراع الحالي، والغباء الأردوغانيّ يكمن في أنّه يعتبر معادلة نجاح الكرد فشلاً له، هي نفس معادلة داعش التي فشل فيها، بينما كان يستطيع أن يكون سبباً في نجاح الأمة الديمقراطيّة ومعادلة التوافق بين الدولة التركيّة والأمة الديمقراطية التي كانت ستكون المفتاح لحلّ الشرق الأوسط، لكنّه عجّل في تقصير عمر الدولة القوميّة وبات يعجّل في انهيار منظومة الخلاقة والدولة والدكتاتورية في تركيا وفي الشرق الأوسط عامّة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. النزوح السوري في لبنان.. تشكيك بهدف المساعدات الأوروبية| #ال


.. روسيا تواصل تقدمها على عدة جبهات.. فما سر هذا التراجع الكبير




.. عملية اجتياح رفح.. بين محادثات التهدئة في القاهرة وإصرار نتن


.. التهدئة في غزة.. هل بات الاتفاق وشيكا؟ | #غرفة_الأخبار




.. فايز الدويري: ضربات المقاومة ستجبر قوات الاحتلال على الخروج