الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معاذ عبد الرحيم السياسي العروبي النزيه

شكيب كاظم

2016 / 11 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


يوم سألت احدى الصحف الأستاذ معاذ عبد الرحيم قبل ان تكون سياسيا ماذا كنت تعمل؟ فأجابها الأستاذ معاذ، الذي لا يجد لنفسه معنى خارج اطر السياسة كنت سياسيا لاني منذ ان كنت طالبا في الصف الثاني متوسط وانا مرتبط بالسياسة لذا فانه عمل منذ أواخر عقد الأربعين من القرن العشرين على تأسيس احد الأحزاب القومية الذي ما لبث ان غادره بعد نحو عقد من الزمن لاختلاف في التوجهات والنظرة الى الواقع السياسي. رافضا مقولة نفذ ثم ناقش كان يرفض تنفيذ ما لا يتفق ووجهة نظره.

هو سياسي نزيه متطابق مع ذاته ومبادئه، مظهره متطابق مع مَخْبَرِه ذاتُه متوافقة مع موضوعيته وموضوعه والذي ينطقه بلسانه، انما يعبر عما يختزنه في قلبه وجنانه. وظل نقي الثوب طاهر القلب حائزا على ثقة الناس الطيبين المبدئيين ما همه منصب ولا مال ولا نشب.

عمل في الصحافة منذ الخمسينات في جريدة (الحرية) هذا المنبر القومي العروبي التي تولى اصدارها الصحفي الرائد (قاسم حمودي احد قادة حزب الاستقلال الذي اسسه الشيخ محمد مهدي كبة قومي التوجهات حتى اذا طرأ تموز 1958 عمل على اصدار جريدة (الجمهورية) التي ما عتمت ان أغلقت مؤذنة ببداية الأحتراب السياسي في العراق بُعَيْدَ تموز 1958 وتلبد الأجواء بين اليساريين والقوميين وفي سنة 1964 اضحى مدير تحرير جريدة (الثورة العربية) لسان حال الاتحاد الاشتراكي العربي، وكنت اراها اول صحيفة وقد غادرت التبويب الصحفي العراقي مقتربة من التبويب المصري وكأنها صحيفة الاهرام او الاخبار او الجمهورية حتى اذا حلت كارثة الخامس من حزيران 1967 عمل على اصدار صحيفة اسماها (الميثاق) الى جانب صحف: صوت العرب والعرب والفجر الجديد ولقد شهدت تلك الأيام حرية صحفية واسعة مستفيدة من تداعيات كارثة حزيران ومحاولة النظام العربي امتصاص غضب الناس، ويبدو ان بعضهم اوغر صدر الرئيس عبد الرحمن عارف – رحمه الله – على هذه الحرية الواسعة واخافوه منها، ليصدر في عهده وفي شهر كانون الأول 1967 قانون المؤسسة العامة للصحافة وكانت اول ضربة لحرية الصحافة في العراق فاغلقت الصحف الاهلية، وتحول الصحفيون الى موظفين كسالى ينتظرون ما تجود عليهم به وكالة الأبناء العراقية، ومن عجب ان يصدر هذا القانون أيام تولي الدكتور مالك دوهان الحسن حقيبة الاعلام وهو المثقف التنويري.

لذا سعدت ايتما سعادة لصدور كتابه (اوراق من ذكرياتي) والذي يعد جزءا من الذاكرة الصحفية والحياتية والسياسية للأستاذ معاذ ونظرته لامور العراق وكان الاستاذ معاذ قد خص بها جريدة (الزمان) عند نشرها للمرة الأول ومثل هذه الكتب مهمة في التاريخ الحديث لانها قريبة من الاحداث لا بل صادرة عن الذين عايشوها وكابدوها وما يِنبئك مثل خبير والخبير هنا هو الأستاذ معاذ الذي خَبَرَ السياسة العراقية واحزابها وحوادثها وكان في الصميم منها وشهد تقلباتها ولكنه مع كل هذه الأجواء العاصفة ظل شامخا نظيفا زكيا زاكيا متوائما مع ذاته ومبادئه.

ومع تصاعد نغمات الامة العراقية والشعوب العراقية والدعوات للسومرية والاكدية والبابلية حتى ان احدهم في محاضرة وصف اللغة العربية بلغة المُسْتَعْمِر ومحاولة الغاء الوجه العربي للعراق، مستفيدين من توجهات بعضهم بوصف الشعب العربي بالشعوب العربية في حين كانوا يطلقون على شعوب الاتحاد السوفياتي صفة الشعب السوفياتي!؟ كما كانت في مصر قبل ثورة يوليو 1952 دعوات للفرعونية والفينيقية والكتابة بالعامية وترك الحرف العربي قادها كبيرهم الذي علمهم السحر سلامة موسى مع كل هذه الأجواء يظل الأستاذ معاذ عربي الوجه واللسان والجنان.

وانها لسنة طيبة تستنها جريدة (الزمان) للاحتفاء بالاحياء من شواخصنا العراقية على مختلف الصعد، بعد ان مر علينا حين من الدهر كنا لا نحتفي الا بالراحلين ذلك لان المعاصرة حجاب هذا الامر الذي جعل الجواهري الكبير يصرخ فينا معاتبا لدى تأبينه ورثائه للشاعر الرصافي

واني اذ اُهْدي اليك تحيتي

اهز به الجيل العقوقَ المعاصرا

اهزُ بك الجيل الذي لا يهزه

نوابغه حتى تزور المقابرا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حملة بايدن تسعى لتبديد الشكوك بتبرعات مليونية


.. كلمات فتاة غزية تجسد معاناة غزة والسودان من الجوع




.. الخارجية الأمريكي: تمت مشاهدة تقارير مزعجة عن استخدام الجيش


.. موقع إسرائيلي: حسن نصر الله غيّر مكان إقامته خوفا من تعرضه ل




.. وقفة لرواد مهرجان موسيقي بالدنمارك للمطالبة بوقف الإبادة بغز