الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حين قرعت أجراس كنائس برطلة

شمخي جبر

2016 / 11 / 9
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


حين قرعت أجراس كنائس برطلة
شمخي جبر

حين قرعت اجراس كنائس برطلة اعلن الانتصار الكبير لقواتنا البسلة ،وعبر الأبطال عن وطنيتهم العراقية وهم يصرون على أن تقرع الأجراس في كل كنيسة يحررها الجيش.
مثلت هذه اللحظة انتصارا ليس عسكريا فقط بل ثقافيا وانسانيا واعلانا للدفاع عن التنوع العراقي ، من اجل وضع لبنة التعايش السلمي بين العراقيين بمختلف أديانهم وطوائفم وقومياتهم .
التنوع ليس حكرا على المجتمع العراقي، فهناك الكثير من المجتمعات التي تعيش حالة التنوع الثقافي والديني والعرقي، اذ ليس التنوع بحد ذاته معضلة تواجه الدول والمجتمعات، بل المعضلة في ادارة هذا التنوع، فقد يصبح عبئا ومشكلة في حالة عدم النجاح في ادارته فيشكل عاملا للتصدع والصراع الذي قد يصل الى مستويات عالية من العنف.
و(السمة الرئيسة في تعريف كلمة "التعايش" هي علاقتها بكلمة "(الاخرين" والاعتراف بأن (الاخرين) موجودون ، التعايش يعني التعلم للعيش المشترك، والقبول بالتنوع،، بما يضمن وجود علاقة ايجابية مع الاخر..فعندما تكون العلاقة ايجابية وعلى قدم المساواة معه فان ذلك سوف يعزز الكرامة والحرية والاستقلال، وعندما تكون العلاقات سلبية ومدمرة فان ذلك سيقوض الكرامة الانسانية وقيمتنا الذاتية.)
فالتعايش هو فن ادارة المجتمعات وفرصة لاقامة السلم الاجتماعي بين الجماعات في مجتمعات التنوع الديني والطائفي والقومي، ومنع نشوب الصراعات(من الممكن العيش معا رغم تبايناتنا) ، وعكس هذا يمكن ان يكون الصراع بين الجماعات الى قيام حرب اهلية، قد تصل الى حد تقسيم الدولة الواحدة.
يعبر الفرد والمجتمع من خلال ايمانه بقيمة التعايش عن انسانيته واخلاقه ومستواه التربوي والثقافي، اذ لا يمكن ان يؤمن بالتعايش الا من انطلق في مواقفه وسلوكه من اطار مرجعي ثقافي ديمقراطي يؤمن بحقوق الانسان ، وحقه في الاختلاف عن الاخرين واختيار دينه وطائفته دون اكراه .
التعايش ليس موقفا سلبيا سكونيا، بل هو عملية تفاعل وقبول اجتماعي واعتراف متبادل بين الانواع الاجتماعية والثقافية والدينية والطائفية خارج أطر النبذ الاجتماعي او الاقصاء السياسي والحرمان الاقتصادي، وهو رؤية لبناء الحاضر والتأسيس للمستقبل برؤية انسانية يشترك فيها الجميع دون استفراد او استحواذ، واحترام الخصوصية لكل جماعة دون تقديم تنازلات عن هذه الخصوصية للطرف الاخر، بل ايجاد قاعدة مشتركة ومنطقة وسط يلتقي الجميع عليها لبناء الواقع ومغادرة ماهو قائم من عدوانية او تعصب.
يحتاج التعايش الى اطر دستورية وقانونية تنظمه وتحميه وتوفر له بيئة من السلم الاجتماعي المحمي قانونيا .
لايمكن ان يكون هناك تعايش حقيقي من دون وجود دولة قوية، دولة تحترم الانسان وتصون كرامته وتحمي معتقده ، دولة لا تتبنى معتقدا او دينا او طائفة ، بل دولة الجميع وللجميع .
اجراس كنائس برطلة وبعشيقة وجميع مناطق سهل نينوى، حين قرعت أعلنت لحظة السلام والتعايش المجتمعي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين الاتهامات المتبادلة والدعم الكامل.. خبايا العلاقة المعقد


.. الشيف عمر.. أشهر وأطيب الا?كلات والحلويات تركية شغل عمك أبو




.. هل ستنهي إسرائيل حربها في غزة.. وماذا تريد حماس؟


.. احتجاجات طلابية في أستراليا دعما للفلسطينيين




.. أصداء المظاهرات الطلابية المساندة لغزة في الإعلام • فرانس 24