الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ترامب واستطلاعات الرأي..

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2016 / 11 / 9
مواضيع وابحاث سياسية



ترامب واستطلاعات الرأي..
سيضطر بعض المحللين السياسيين ومحللي نتائج استطلاعات الرأي الى "مضغ" قبعاتهم وأكلها ، وذلك نتيجة فشلهم الذريع في توقع نتائج الانتخابات الامريكية .. والتي أكدوا بأنها تصب في صالح السيدة كلينتون .
لم يحدث هذا الخلل لمستطلعي الرأي في الولايات المتحدة فقط ، فقد سبقهم في ذلك البريطانيون والاسرائيليون .. ففي الانتخابات البرلمانية الأخيرة والتي جرت في اسرائيل، أشارت كل التوقعات واستطلاعات الرأي إلى أن نتانياهو وحزبه سيتحطمون . لكن ، كان كافيا لنتانياهو أن يكتب في شبكات التواصل ، يوم الانتخابات تحديدا، بأن الناخبين العرب، يهرعون الى صناديق الاقتراع كأسراب النحل .. مما يُهدد (وهذا قصد نتانياهو طبعاً) حكم اليمين بالزوال . فهرع الذين كانوا مترددين وأدلوا بأصواتهم لنتانياهو وحزبه، وتوجوه من جديد رئيسا للوزراء .
المُلاحظ بأن التخويف هو تكتيك جد موفق في دفع الناخبين الى صناديق الاقتراع. واللافت أيضا بأن اليمين ينجح دائما في تجنيد المسحوقين وذوي الياقات الزرقاء للتصويت له .
عمليا، فالطبقة العاملة، في الحالتين الامريكية والاسرائيلية هي التي أوصلت ممثلي اليمين الى سدة الحكم ، رغم تجربتها المريرة والتي تذوقها على جلودها يوميا، جراء سياسات اليمين الاقتصادية والتي تُغني الأغنياء وتزيد الفقراء فقرا على فقر .
لا يعني هذا بالضرورة بأن المنافس-ة لترامب وغيره من اليمين ،ي-تمثل اليسار ، أو ي-تمثل سياسات اقتصادية واجتماعية تصب في صالح الياقات الزرقاء.
وبالعودة الى فشل استطلاعات الرأي، ففي اعتقادي، يعود هذا الفشل الى منهجية في بناء هذه الاستطلاعات .. فعينة المستطلعة أراءهم ، هي عينة صغيرة جدا ،قياسا بأعداد ذوي حق الاقتراع.. وقد لا تتجاوز العينة الألف منهم .. فكيف يُمكن أن يتم التعميم واستنتاج النتائج من عينة صغيرة كهذه؟! علما بأن مواقف هذه العينة وغيرها غير ثابتة وتتغير بين لحظة وأخرى تبعا للتغيرات على الحلبة الانتخابية .. التخويف مثلا ..
وهذا هو الحال في ابحاث العلوم الاجتماعية بكافة تنوعاتها .. فهي "تفحص" موقفا في لحظة زمانية محددة ولدى عينة صغيرة جدا ، قياسا بالمجتمع ككل، مع تنوعه واختلافاته ، وتقوم بتعميم الاستنتاجات .
وتبقى نتيجة واحدة مؤكدة ، من الانتخابات الاخيرة ، في امريكا وغيرها، وهي الميل الى الانكفاء على الذات، ارتفاع وتيرة العنصرية ، الفوبيا من المخالف وخصوصا من اللاجئين وتحالف الياقات الزرقاء مع اليمين العنصري، وهذا من أغرب
الغرائب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 5 خطط لمستقبل غزة بعد الحرب.. سيناريو التقسيم والفقاعات


.. إسرائيل وحزب الله.. توازن الرعب في خطر | #الظهيرة




.. الاحتلال يحرق الأراضي الزراعية شمال قطاع غزة


.. الاحتلال يوسع المنطقة العازلة ويخطط لبناء معبر رفح جديد




.. ما دور الجماهير الألمانية في تأهل المنتخب إلى ربع نهائي يورو