الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة نقدية

رائد الحسْن

2016 / 11 / 9
الادب والفن


قراءة نقدية للناقد سيد عفيفي لنص(رقبة ملتوية) للقاص رائد الحسْن
______________________________________________
رقبةٌ ملتويةٌ
قضى طيلة عمرِه وعيناهُ متعلقتان بالهدف وقدماهُ تحثُّانِ الخُطى ولم تعرفا الكللَ، ساعِداه يضربانِ الهواءَ جيئةً وذهابًا، تعب في رِحلةٍ بلا محطةٍ. قبل وفاته بأيامٍ علِم الحقيقةَ.
.............................................................................................
من حيث اللغة
تبادرنا بوابة النص بعنوان يزدان بحسن البيان إذ حمل التوصيف على الموصوف صيغة اسم المفعول وكأن الكاتب يقول منذ البداية ؛اعلم أيها القارئ بأنك سوف ترى نموذجا حيا للمفعول به ، او بعبارة أخرى ذلك الانسان الذى يفتح باب العمر ويلج ليجد المسؤوليات والمتاعب والهموم تبحث عن كاهله ولا تكاد تفارقه حتى يفراقها هو ، (رقبة ملتوية) فيها ذلك الايحاء بثقل الأحمال على الكاهل فلم يلتوِ الكاهل فحسب بل لشدة الثقل يلتوى الكيان كله بما فيه الرقبة ، والرقبة هى العضو الذى يكون مظنة الرفعة والضعة فى الانسان كما يعبر اللسان الدارج (مرفوع الرقبة) كناية عن الشموخ والاعتزاز
فى جانب اللغة كذلك جاءت العبارات مهذبة أنيقة ، يسبقها الحركية باختيار الكاتب لنمط الجملة الفعلية بصدارة النص ، (قضى) ومن بعده قريبا(تعب) و(علم) ،الفعل الماضى دائما مايخدم السرد للحدث ، ومع ذلك التفت الكاتب الى صيغة المضارع للتأكيد على التنوع والتمكن ، فنجد اسم الفاعل(متعلقتان ) يفيد استمرارية فعل التعلق كحالة ثابتة حاصلة فعلا ، و(تحثان ، تعرفا ، يضربان) هذه الأفعال تخيل للقارئ مشهدية حركية دؤوبة فى النص ذاته ، ثم فى الاحداث، الجدير بالذكر أن استعمال الكاتب لصيغة المثنى قد زاد فى تموجات الحركية فى النص ، إذ أصبح الفعل مشتركا بين حاستين من حواس الانسان او بين ساعدى الانسان.
من التنويع كذلك؛ استعمال الكاتب للتراكيب جاء يتراوح بين الجمل الفعلية فى (قضى طيلة عمره،، تحثان الخطى ، لم تعرفا الكلل ،، تعب فى رحلة الحياة ، علم الحقيقة)
ثم استعماله لاسلوب الانشاء فى ( عيناه متعلقتان ، ساعداه يضربان ) واستخدام التعبير الظرفي ( جيئة وذهابا، قبل وفاته بأيام) كل ذلك هو مرونة الاديب وتطويعه للحرف بحيث يؤدى المعنى بانسيابية وحسن بيان
من حيث الجنس الادبى
النص هو ققج مشددة منضدة ، مرصوفة برعاية الحرف العربى الأصيل ، المفردات والتراكيب جاءت هينة لينة ، تكثيف الكاتب ظهر فى اختيار الألفاظ منضغطة المعانى ، لا غريب ولا شاذ منها ، وقادنا ذلك التكثيف الى قفلة مذهلة ...
قبل وفاته بأيام علم الحقيقة.
هذه قفلة قد تبدو للقارئ خبرية ولا بأس ، إذ أن نهايات الققج مفتوحة لا نهائية ، قد تكون خبرية او تهكمية أو ساخرة ، أو حتى مزاحية ، والمفارقة والادهاش ليسا بقاعدة ، لكن...
هذه القفلة التى بظاهرها خبرية ؛ لكن المفارقة تنبع من عمق المعنى لا سطح المفردات ، عندما سيعلم بطل القصة بالحقيقة مع نهاية حياته فهو نفسه من سيدهش ، ويعلم أنه كان يطارد خيط دخان ، يسعى الى الغاية حتى اذا أدركها نادته غايات وغايات ....
كاتب النص..
هو أديب متمكن من أدواته ، بمجرد النظر الى شكل النص نعرف قيمة حرفه ، اقصد بالشكل هنا كل ما يخص مظهر النص من بناء وتنسيق وضبط ما يتطلب الضبط ، والأديب مهموم هنا بقضية فلسفية عميقة ، تشغل فكر الانسان الباحث فى كنه الحياة ،، ويرشد القارئ أن يقف وقفة مع الذات ، ويدعوه بكل جدية الى ادراك الفحوى ، فحوى النص وفحوى الحياة ،، فليكمل القارئ فى ذهنه بعد النص قوله تعالى وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون) ، وهكذا شأن الأديب ودأب الأدب ، فى تحمل مسؤولية التنوير ، وقرع أذهان الناس إلى معطيات الحياة ، وكذلك الشهادة على العصر بكل مافيه من سلبيات وايجابيات.
______________________________________________
الناقد سيد عفيفى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث


.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم




.. الفنانة فاطمة محمد علي ممثلة موهوبة بدرجة امتياز.. تعالوا نع