الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ترحيب متطرفو العالم بفوز دونالد ترامب

رابح لونيسي
أكاديمي

(Rabah Lounici)

2016 / 11 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


ترحيب متطرفو العالم بفوز دونالد ترامب

البروفسور رابح لونيسي
- جامعة وهران-


اشتهرت أمريكا الخمسينيات والستينيات بكتابات إيريك فروم حول اللامعقول في الآداب وغيرها مستعينا بتخصصه في علم النفس، لكن هل يدخل إنتخاب الأميركيين على ترامب في اللامعقول الذي لم ينتظره الكثير لدرجة أن الكثير لم يهتمو بهذه الإنتخابات في يومها معتقدين بأنها محسومة لصالح هيلاري كلينتون، لكن فوجيء هؤلاء بفوز ترامب بنسبة معتبرة جدا، وهو ما يطرح أمامنا عدة تساؤلات، فهل المجتمع الأمريكي مجتمعا غير عقلاني لهذه الدرجة؟ فبعد ما فرح الإنسانيون بفوز أوباما في 2008، لأن ذلك أعطى درسا لشعوبنا بأن الكفاءة هي التي تفوز في الأخير حتى ولو كان صاحبها من ذوي البشرة السوداء الذين تعرضوا للإحتقار والعنصرية والتمييز لعقود في أمريكا لولا حركة الحقوق المدنية التي جلبت لهم حق المساواة التامة مع البيض، والتي قادها مارتن لوثر في الستينيات، وبدأت بقضية إمرأة الحافلة التي رفضت ترك مكانها لإنسان أبيض في 1966، ففوز أوباما هو تتويج لهذه النضالات من أجل المساواة التامة بين البشر مهما كان دينهم أو لونهم أو لسانهم وغيرها، كما هو تجسيد عملي لحديث سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الحاث على أحقية كل مسلم في إمامة وقيادة المسلمين حتى ولو كانت بشرته سوداء تشبه رأس زبيبة، حتى ولو تحقق ذلك في دولة غير مسلمة، وهو مايناقض الشرط الذي وضعه الأمويون بحصر الخلافة في قريش ثم الشيعة الذين ضيقو الأمر أكثر بحصره في أهل البيت، وهو ما يناقض بكل تأكيد قيم إسلامنا الحقيقية التي لا تميز بين البشر.
لكن بعد ثماني سنوات من رئاسة أوباما نسجل تراجع المجتمع الأمريكي عن ذلك التسامي الإنساني لتعود العنصرية من جديد، فتنتخب نساء بيض على ترامب المعادي للنساء بدل هيلاري كلينتون الديمقراطية التي بقيت قاعدتها مسجلة في نساء سود، ولا نستبعد فرح الكثير عندنا بذلك لأنه سيعطي دعما لبعض توجهاتهم المحافظة المعادية للمرأة، مادام مجتمع أكبر دولة في العالم محافظ ومعاد للمرأة، فكم كنا نتمنى أن تفوز أول إمراة أمريكية بإنتخابات رئاسية، وتقود أكبر دولة في العالم، كما فاز أوباما ذو الأصول الأفريقية برئاسة أمريكا، لكن تبخر ذلك كله بعودة خطاب مخيف مبني على العنصرية والكراهية وعداء للمرأة وللمسلمين، مما سيكون له ردود فعل سلبية وسيقوي كل متطرفي العالم.
ان فوز ترامب برئاسة أمريكا معناه عودة الفوضى والمحافظين الجدد ودعم لكل متطرفي العالم الذين فرحوا بفوزه، لأنه سيعطي دعما لطروحاتهم العنصرية والمتطرفة دينيا، وستفرح التيارات المتطرفة لأنه سيكون أداة دعم غير مباشرة لهم بمعاداته للإسلام والمسلمين وتأييده اللامشروط للكيان الصهيوني، مما سيهدد السلام أكثر في منطقتنا، وسيؤدي إلى فوضى أكثر فيها، كما سيستند متطرفونا عليه بالقول بأننا لسنا المحافظين الوحيدين في العالم، بل حتى أمريكا فهي محافظة ومعادية للمرأة وحقوقها، فسيكررون علينا مقولة أن أمريكا دولة مبنية على أسس دينية، فكم سمعنا أناس عندنا يرددون علينا ذلك، وقد دعمهم الفرنسي إيمانويل تود في 2002، والذي شبه إيران بأمريكا، وبأن لللدولتين نفس المسار التاريخي، وذلك في كتابه "مابعد الأمبرطورية- تفكك النظام الأمريكي-".
ان ترومب سينشر الفوضى في العالم أكثر مما هي الآن، كما لمح إلى ذلك الرئيس الفرنسي هولاند في أول رد فعل له على إنتخاب ترامب، ويبدو أنه يدرك جيدا أن فوز ترامب معناه فتح الطريق للمتطرفين في فرنسا بقيادة لوبان، وأنه سيؤدي أيضا إلى الفوضى في جنوب المتوسط الذي سيؤدي بدوره إلى ضرب غير مباشر لأوروبا أمنيا وبالمهاجرين الذين تراهم فرنسا أنهم تهديدا لها، وإلا فكيف نفسر رغبة ترامب التخلي عن إتفاق باريس حول المناخ، ولو أنه من الصعب جدا التخلي عن ذلك إلا أنه في الحقيقة يدرك جيدا عبر مستشاريه أن المتضرر الأكبر من التغيرات المناخية هي منطقتنا كلها وضفتي البحر الأبيض المتوسط، فالتغيرات المناخية معناه تزايد الهجرات من أفريقيا إلى أوروبا عبر دول منطقتنا، وسنصبح تحت رحمة الضغوط الأوروبية لإيقافها في بلداننا بكل تاثيراتها السلبية على أمن دولنا، وهو ما يفتح المجال أكثر لتزايد إنتشار الفوضى وإنهيار الدول، مما سيعطي قوة للجماعات الإرهابية لإعادة إنتشارها، وقد بينت الدراسات أن الهجرات نتيجة التغيرات المناخية هي أضعاف الهجرات الناتجة عن اللاأمن والنزاعات المسلحة، بل هناك دراسات عديدة تفسر الفوضى الأمنية في بلداننا بهذه التغيرات المناخية.
كما أن أكبر الخاسرين مع ترامب هو الشعب الفلسطيني، وهو ما سيشجع الكيان الصهيوني أكثر في غطرسته، مما سيهدد منطقتنا أمنيا، ويدعم بعض التيارات المتطرفة سواء عندنا أو أوروبا نتيجة تزايد الهجرات إليها، وهو ما سيؤدي في الأخير إلى تحقيق الهدف الأمريكي القديم المتجدد الذي سطره هننتغتون في بدايات التسعينيات وهي إشعال حروب حضارية على ضفتي المتوسط، مما سيضعف أوروبا، وسيسمح لأمريكا بزعامة العالم وفرض إرادتها عليه بشكل أكبر كما سعت لفرضه بعد سقوط الإتحاد السوفياتي لولا بروز قوى أخرى نازعته ذلك مثل الصين وأوروبا، فنحن الضعفاء يجب أن نعمل من أجل عالم متعدد الأقطاب ومتوازن لنوظفه في خدمة مصالحنا وحماية أمننا كما كان يحدث أثناء الحرب الباردة على عكس عالم ذو قطب واحد يفعل بنا ما يريد.

البروفسور رابح لونيسي
- جامعة وهران-








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هل العنوان صحيح
بولس اسحق ( 2016 / 11 / 9 - 21:58 )
اليس الأولى ان تقول (((خيبة متطرفوا وارهابيوا العالم وخاصة الإسلامي في تدمير العالم الحر بسبب فوز ترامب)))..واظن انك واحدا منهم لانك تبخل على ترامب ان يحمي وطنه من امثالكم وامثال داعشكم...فهل اليمين المتطرف الذي يدعوا الى المحافظة على وطنه من المسلمين وجلهم ارهابين، اصبح بمفهومكم المشوش كشخصياتكم المشوشة اليمين متطرف؟؟؟ هل تساءلت لماذا اصبح اليمين المتطرف بحسب تعريفاتكم الهوجاء، يفوز ويتقلد اعلى المناصب، اليس هذا بسبب رغبة شعوبهم التي تنتخبهم بعدما عانوا الويلات من إرهاب امثالك واخوانك وأبناء عمك وبني ملتك؟؟؟ مع تحياتي.


2 - المظاهرات ضد فوز ترامب ستبوء بالفشل
ليندا كبرييل ( 2016 / 11 / 10 - 05:06 )
الأستاذ المحترم رابح لونيسي

تكفيني الأسباب التالية لأرفض هيلاري رئيسة لأميركا

كلنا يعلم دعم السعودية وقطر وتمويلهما لحملة هيلاري
وهما البلدان اللذان يثيران الفوضى والإرهاب ويدعمانهما بالسلاح وبشذاذ الآفاق الإرهابيين

يكفي أن نعرف أن مواقفها تميل إلى تأجيج الصراع بين القوتين الكبريين
هذا التصعيد مع روسيا يرمي بالعلاقات المتوترة إلى مواجهات عسكرية لا تخدم السلام

لا يخفى علاقاتها مع الإخوان المسلمين وتقاربها مع البلاد الخليجية وتركيا الداعمة للإرهاب في سوريا والعراق واليمن وليبيا بل في كل العالم
في الوقت الذي تحدث ترامب عن عزمه على محاربة المنظمات الإرهابية واتهم حكومة أوباما أنها وراء تسليحها ودعمها

من لعب بمصير بلادنا وأوصلها إلى حافة حرب عالمية؟

نحن نعلم أن ترامب لن يقدم على عمل إلا لمصلحة بلاده،لكن وعده بتحسين العلاقات مع روسيا من أجل السلام العالمي يبعث الأمل في أننا مقبلون على حقبة جديدة من التاريخ أكثر أمناً واستقرارا

لقد شوهت كثيرا صورة ترامب وحتى آخر دقيقة بادعاءات مضحكة ومخجلة وجمعوا دعم الشركات الكبرى والفنانين العالميين ووو..
وطلع ترامب

تفضل احترامي



3 - احتفظ برقم موبايل ترامب استاذنا
هانى شاكر ( 2016 / 11 / 10 - 06:30 )

احتفظ برقم موبايل ترامب استاذنا
_____________

حتى اذا ما اقتربت داعش على أبواب مدينتك او جامعتك او الحق الذى تقطن فيه ... لتمم شريعة السماء فيكم ، ربما يكون لك فرصة طلب المعونة من ترامب لنقلكم ، و معكم هذه المقالات القيمة ، الى مكان آمن

دى مصيبة سودة يا جدعان

.....


4 - اختلف معك تماما
سناء نعيم ( 2016 / 11 / 10 - 06:49 )
بمثل هذه المقالات تساهمون في اطالة الغيبوبة لدى شعوبنا عندما تصورون لهم ان محمدا كان المؤسس الحقيقي لقيم المساواة والديمقراطية والعدالة وان الغرب (الكافر)مهما بلغ من تحضر في سلم المدنية يبقى هزيلا امام مباديء الاسلام العظيم!!!!
الأئمة في قريش.لا خير في قوم ولوا امرهم امراة.لا ولاية لكافر على مؤمن.الاسلام يعلو ولا يعلى عليه....وغيرها الكثير من الاحاديث العنصرية البغيضة التي تجاوزها الزمن وحلت محلها قيم أخرى حداثية من انجاز بشر لم يدعوا يوما ارتباطهم بالسماء ،لكنها أرقى بكثير من تلك القيم المنسوبة للسماء.
فالرجاء ابعاد الدين عن خطابات السياسة حتى لا ترتد عليكم لعنة تصريحاتكم.
أما عن فوز ترامب ،فتاكد ان امريكا لن تدخلها الفوضى كما يحلم المتأسلمون ويتمنون زوالها.وهذه المظاهرات ضد ترامب زوبعة ثم تهدأ.
نقمة العرب والمسلمين على امريكا والغرب يذكرني بمثل شعبي في منطقتي:
خانها ذراعها قالت سحروني.
فلتفيقوا من أحلام اوهامكم ولتكفوا عن تحميل الأخر مسؤولية فشلكم.
فترامب ليس أكثر تطرفا من المسلمين انفسهم
تحياتي


5 - بروفيسير!!!!!!!!!!!0
.magda mansour ( 2016 / 11 / 10 - 09:20 )
بروفيسور كمان؟؟


6 - الشطر الديني في مقال البرفسور رابح لونيسي (1)
john habil ( 2016 / 11 / 10 - 19:21 )
يقول البرفسور رابح لونيسي :
قيم إسلامنا الحقيقية التي لا تميز بين البشر.
هل كلامك هذا سيدي البرفسور يوافق القرآن في:
1- المائدة 51 لا تولوا اليهود والنصارى
2- الآية 85 من آل عمران الاسلام دين الله فقط
3- التوبة 29 قاتلوا أهل الكتاب .. دين الحق ... عن يد صاغرة ؟؟!!!


7 - الشطر السياسي في مقال البرفسور رابح لونيسي
john habil ( 2016 / 11 / 10 - 19:51 )
لشطر السياسي في مقال البرفسور رابح لونيسي
سيدي البرفسور رابح
إن الإنسانيون الذين تتكلم عنهم (( هم الشعب الأمريكي العظيم الذي اتحد في 50 ولاية وحصل على الإستقلال عام 1776 ( منذ 240سنة) ومنهم الرئيس ابراهام لنكلن ( الذي حرر العبيد ) وهم الذين اختاروا مواطناً اسود لقيادة بلادهم دون تمييز حسب الدستور الإنساني الراقي. لديهم . وهم الذين حطموا كل القيود وصنعوا معجزة بانتخاب ترامب رئيساً لهم.. وليس لآنه سياسي بارع بل. تعبيراُ عن إرادتهم وتصميمهم على إعادة بناء أمريكا قوية عظيمة حضارية بلد الحرية والمساواة وليس بلد الكراهية والحروب ولقاءاً مع مواطن صالح عنده استعداد أن يقف مع شعبه وأن يعمر بلده ومن الطبيعي أن لايرحبُ بالإرهاب والتطرف دخول ارضه وأن يعيد الحياة الإقتصادية إلى الإزدهار وهو رجل الأعمال الناجح وفوق كل ذلك أن الشعب الأمريكي يعلم أن السعودية ودول الخليج تدعم الإرهاب والتطرف ويقودان حرباً اسلامية مقدسة مع تركيا في منطقة الشرق الأوسط . والموضوع ليس ربيع عربي بل هيمنة وهابية وأن الأسد ليس دكتاتوراً يقتل شعبه وهم يعلمون جيداً هوية رئيسهم أوباما وفشله مع كلنتون في مساندة التطرف الآسلامي


8 - سعيكم...مشكور...
يفرن ( 2016 / 11 / 10 - 23:46 )
تعِبتُ من...القراءة بين السطور...

علِّي أجد...رسائلَ البروفسور...

التي تكشِف للعقول المُغيبة...المستور...

فلم أخرج إلا...برأيٍ غاضب...مقهور...

حتما...الحكاية...محزنة...مقيتة...فيها إخفاء...للحق المقبور...

نحن ضعفاء...ليس كما قال أستاذ جامعتنا...المشهور...

بل لأن...نخبنا...جهَّلتنا وصنعت منا شعبا...طرطور...


9 - أما آن لك الأوان أن تخرج...
salah amine ( 2016 / 11 / 11 - 01:04 )
أما آن لك الأوان يا أستاذنا، أن تخرج من هذه الكتابة المراوغة والملفقة حيث تحاول أن تظهر بمظهر المثقف الكبير، وأنت لم تتحرر بعد من الخرافة، حيث أنك تنسب إلى الإسلام قيما غير حقيقية مثل العدل والمساواة والى آخره من الحكايات التافهة. إني أدعوك يا أستاذ أن تحرر نفسك أولا من الخرافة قبل محاولتك تحرير الناس منها،وهذا هو عيب أشباه المثقفين الإنتهازيين. مع اعتذاراتي.

اخر الافلام

.. أولمرت: إذا اندلعت حرب شاملة مع حزب الله قد يختفي لبنان.. وا


.. إسرائيل تتحدث عن جاهزية خطط اليوم التالي للحرب وتختبر نموذجا




.. ميليشيا عراقية تهدد باستهداف أنبوب النفط المتجه إلى الأردن|


.. إعلام إسرائيلي: نهاية الحرب بصورتها الحالية خلال 10 أيام| #ا




.. حرب غزة أمام أيام حاسمة.. وإسرائيل تفرج عن 54 معتقلا بينهم م