الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى كمال سيد قادر

محيي هادي

2006 / 1 / 1
حقوق الانسان


هناك قول أسباني معناه : إلهي احفظني من أصدقائي و دع لي أعدائي فإنني أستطيع أن أواجههم وحدي.
على من تحتضنه الحرية و الكرامة يطل عام آخر جديد و جميل، لكنه يصبح عاما قديما و نحسا لمن يخنقه التعذيب و الإهانة. و أنت يا كمال من القسم الأخير فيخنقك السجن و يهينك السجانون، أبناء "القائد الأوحد و المعلم الكبير و الأب الوفي". لم تكن الضحبة الأولى و لا الأخيرة، فأعداء الإنسان الحر موجودون في كل مكان و زمان، و عقلية العصور القديمة لا تزال تسود في مجتمعنا، و قوانينها العشائرية تطغي على كل قانون و يسبح الطغيان في أنهارها الهمجية، و قانون كتم الكلمة الحرة و خنقها لا يزال جاري المفعول.
و يموت الملك و يحل في مقعده ابنه، و يرحل الأخ ليسلم كرسيه إلى أخيه، فالأقربون أولى بالمال و الطحين.
و في وفاة جحا نصيح جميعا في فرح كاذب و غيظ مكتوم: مات جحا القديم و عاش جحا الجديد، و في عزلتنا ندعو إلى الله أن يكون جحا الجديد أقل إجراما من والده القديم، و نمسك شهيقنا لئلا يُسمع و كي لا تطبق على رؤوسنا صخور السجون.
لقد كتبت يا كمال سيد قادر عن فسادهم، كيف تجرأت على ذلك؟ و لقد أشرت إلى عورتهم، ألا تعرف أن النظر إلى العورة هو من المحرمات و الكبائر؟ و إنك قد نظرت في عورة الفساد و هي على حقيقتها: بدون حلاقة أو تجميل، و لم تنظر فقط بل أنك فسرتها و شرحتها و وصفتها.
ألا تعرف أنهم من موظفي محاكم تفتيش القرون الوسطى؟ و عليك أن تفرح لأنهم رأفوا بحالك عندما قرروا رميك في السجن لتخيس هناك لمدة ثلاثين عاما، بسبب كلمة قلتها في حقهم، إنهم يخافون الكلمة، و يجب أن تعرف أنه لو كان في استطاعتهم رميك في المحرقة لرموك و أحرقوك، تماما مثلما فعل ذلك موظفو محاكم التفتيش أو مثلما فعله جنود تركيا في الأكراد. و لو كانوا يريدون تذويبك لذوبوك تماما مثلما كانت تفعل مخابرات جرذان العوجة، من مشعان إلى برزان، أصدقاء أميري أربيل و السليمانية.
يا كمال! ألا تتذكر زيارة الأميرين إلى بغداد و هما يقدمان البيعة و الطاعة إلى مجرم العوجة و يهنئانه على إجهاض انتفاضة الجنوب؟ ألا تتذكر؟ فلهذا يجب أن تحمد الإله القابع في أربيل و تسجد له لأنه لم يقطع لسانك، مثلما كان يفعله إله العوجة في ألسنة أهالي العراق.
لقد قيل أن الدين هو افيون الشعوب، و لكن الفساد هو دين الحاكم. حكامنا كلهم ملوك، من صغيرهم إلى كبيرهم، و يا سيد قادر، إن الملوك لا يدخلون قرية إلا ليفسدوها. إن الفساد لم يخترعه النظام البعثي المهزوم، بل هو فعل قديم متأصل في مجتمعاتنا، و أولاد العوجة لم يخترعوه بل إنهم طوروه إلى أعلى مستوى في الهمجية و الإجرام، و ما نهاد البارزاني و زبانيته إلا النسخة الكردية السيئة لعدي و قصي، نسخة سيئة تعبث بإمارة أربيل و تتنافس في استهتارها مع أولاد صبحة إمارة السليمانية.
يا كمال. إن القاضي الكردي في بغداد هو قاضي هادئ و وديع، مسكين تسقط من عينيه دموع الحزن و الشفقة على جرذ العوجة و قائد الإجرام. و بين فترة و أخرى يطل علينا بأذينه الصاغيتين و هو يستمع بذهول إلى الإله هبل المهزوم و يمتنع لسان قاضينا في الرد على صفاقة الجرذان او النطق في الحكم عليهم. و لا يغضب هذا القاضي و هو يرى في المحكمة (تمظرط) قاتل حلبجة و قائد الأنفال و لا يحرك شفة و هو يرى عضلات أخيه.
قاضينا البغدادي بطيء لا يحب العجلة، أما القاضي الكردي القابع في أربيل ، يا كمال، فهو سريع جدا في خنق الكلمة لكي يثأر للسيد القائد الآخر و لكي يسد الطريق على الناس حتى لايعرفوا بالفساد المنتشر في الإمارة الأربيلية.
***
قد طغت آلهة الخنقِ على أربيل و القلعه،
و طغى الإرهاب في أرضنا
هل يعود البـــــــر في حكمنا؟
أم سيلعب زانـــي الغدر على ظهرنا؟
***
للقضية العربية سوق، و للإسلام أيضا سوقه، و كذلك للقضية الكردية سوقها. و في أزقة هذه الأسواق تختلط شعوبنا مع المرتزقة و التجار.
و في عراقنا العجيب يُطلق سراح الإرهابي، من دعاة العروبة أو الإسلام، الذي يقتل العشرات من أبناء الشعب، يُطلق سراحه فورا، أما أنت، يا كاتب الكلمة، فإنهم يريدون لك أن تقبع في السجن ثلاثون عاما، لأن جرم الكلمة لديهم أعظم من جرم القتل.
لقد صار سجنك خزي يلطخ وجه القضية الكردية و خنجر يطعن في تطلعات شعبنا في الحرية و العدل.
تُرى هل سيقوم وزير العدل في بغداد بالتدخل للإفراجِ عنك؟ أم لكل محافظة أو اقليم سجن لا يفتحه إلا سجانوه؟
***
لا يكون العراق بخير إلا عندما تتحرر الكلمة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أسوأ أزمة نزوح في العالم-.. الأمم المتحدة: مقتل أكثر من 12


.. الإفراج عن أسانج: انتصار لحرية التعبير؟ • فرانس 24




.. -حفاضات وكلاب واحتضان جثث-.. شاب فلسطيني يكشف تعرضه للتعذيب


.. جدل على وسائل التواصل بعد اعتقال عارضة الأزياء اليمنية خلود




.. المحكمة الجنائية الدولية تدين زعيما مرتبطا بتنظيم القاعدة با