الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أقصوصة / حكاية امرأة ساقطة

بويعلاوي عبد الرحمان

2016 / 11 / 10
الادب والفن


أقصوصة


حكاية امرأة ساقطة


يـروى - والراوي صـدوق - أن امرأة من بـلـدي ، لم تـجـد شـيـئـا يـسـد رمـقـهـا ورمـق طـفـلـها

الصغيـر ، وحمـاتها العجوز، العمياء ، بعـد أن اعـتقـل المخـزن زوجـها غـيلا سْ في انـتـفـاضـة

الكومـيرا ، فرحلُّوه ليلا ، مُعصَّـب العينيـن ، ومُكـبـَّل اليديـن ، رفقـة رجال آخـريـن ، إلى سـجـن

كبيرفي الجنـوب ، بعيـدا عن مدينتـه ، ولأن تالا - وهـذا اسمـها - تريـد أن تـأكـل لقـمـة نـظـيـفـة

بعمل شريف ،لأنها امرأة عـفـيفـة ، لم ترض أن تمـد يدهـا للنـاس ، عند عـتبات أبواب الجوامـع

والأسواق، كما فعلت نساء كثيرات ، أوتبيع جسدها البض في سوق المتعة ، مثـلما فعلـت نســوة

فـقـيرات ، كـثيـرات ، باعـت أثاثا منزليا واستلفت مالا من جـاراتـها ، وسافـرت ذات فـجـر بــارد

وممطـرعلى متن ناقلـة متهـالـكة إلى الحـدود، اجتازت الحـدود عـبرمسلك تـرابـي غير محـروس

إلى المدينة الجميلة والنظيفـة ، اشترت ألبسـة داخليـة رجاليـة ونسائية ، وأوان خزفيـة ، وقطـع

شوكولاطـة ، لطفلها وحماتها ، و في طـريـق عودتها إلى العاصـمة ، اعـترض رجـال الجمـارك

سيارة الأجرة الكبيرة ، عند مفترق الطرق ...........................................................

بكت كثيرا ، واستعطفت كثيرا ، كثيرا ، لكن دون جدوى ، قال شيخ مهـاجـر، ذو لحـيـة بـيـضـاء

يجلس على المقعد الأمامي ، بجانب السائق : (( لماذا يفعلون هذا ، أنا لـم أرفي حياتي مثـل هـذا

حتى في عهــد الحمايـة ، إنهم غلاظ ، شداد ، قسـاة القلب على الفقـراء ، لا يـرحمـون أبـدا . ))

قال راكب على المقعد الخلفي : (( أنت لا تعلم شيئا يا سيدي لأنك تعيش في أروبا ، إنهم يفعـون

أفظع من هذا ، في هذا البلد غير السعيد.)) عادت حزينة إلى بيتها ، في حي المقبـرة خلف مزبلة

البلدية ، لم تأكل وتشرب شيئا تلك الليلة ، واستعصى عليها النوم ، في الصباح الباكـر ذهبت إلى

حمام المدينة ، حلقت شعـرإبطيها، وعانتها ، لبسـت ملابس داخلية جديدة ، بيضاء،وجلبابا أزرق

بلون السماء ، انتعلت حذاء زفافها الأسود ، ذي الكعب العـالي، ثم عرجت على صالـون الحلاقـة

قصت شعرها الأسود الطويل ، وصففته ، وقفت أمام المرآة الكبيرة ، وضعـت الكحـل في عينيـها

وأحمـر شفـاه رخيـص على شفـتـيـها ، وعطـرا قديما على نحـرها ، واتجهــت تــوا ، إلى شـارع

الولايات المتحدة الأمريكية ، تبحث عن أول زبون .


بويعلا وي عبد الرحما ن ( بُويَا رَحْمَا نْ )

وجدة - المغرب


المخزن : السلطة

الكوميرا : الخبز








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غادة عبد الرازق: الساحة الفنية المصرية لم تعد بنفس قوة الماض


.. الفنان درويش صيرفي.. ضيف صباح العربية




.. -بحب الاستعراض من صغري-.. غادة عبد الرازق تتحدث عن تجربتها ف


.. أمسيات شعرية - الشاعرة سنية مدوري- مع السيد التوي والشاذلي ف




.. يسعدنى إقامة حفلاتى فى مصر.. كاظم الساهر يتحدث عن العاصمة ال