الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق عام بعد مئة عام من التغيير، قصص خيال علمي

فيحاء السامرائي

2016 / 11 / 11
الادب والفن


هل بمقدورنا امتلاك فضاء اخيلة رحبة وفانتازية عالية تصور رؤانا عن المستقبل؟ وماذا لو ننسج هذه الرؤية رداءً لما قد يجري في العراق بعد مئة عام على شكل قصص من جنس الخيال العلمي؟ كيف يفكّر عقلنا بما سيحصل مستقبلاً ويتخيل أحداثاً يشكل أدبي؟
أسئلة مثيرة حوّلتها دار فاصلة، (كوما بريس) الى مشروع تأليف مبتكر دعت فيه كتّاباً عراقيين الى كتابة عشر قصص قصيرة تنبع من خصوصية وتاريخ عشر مدن ومناطق عراقية وما سيحدث فيها عام 2103، أي بعد مئة عام من التغيير الذي حدث إثر الغزو الغربي للعراق عام 2003، وما أعقبته من صراعات طائفية وسياسية وإرهاب.
استولد السؤال أسئلة شتى، كيف سيكون الناس آنذاك؟ هل سينعمون بوضع مستقر وسلام؟ هل ستتغير قيمهم ومجريات حياتهم اليومية وفضائاتهم المعرفية والسلوكية؟ ما مدى تأثير التطورات المتسارعة الحاصلة في مجال العلم والتكنولوجيا عليهم؟
يقيناً، لا نتوقع الحصول على إجابات وفق منظور واقعي لكل ما فكرّنا به بقدر ما تتطلب الأجوبة تصورات متخيلة بمعطيات حضارية وعمرانية ولغوية مستحدثة، تتلائم مع زمن مستقبلي وتغدو بمثابة وسيلة للنظر نحو الحاضر الراهن عبر المستقبل، أو بالأحرى نعمل على نقل الحاضر الى فضاء غريب وإلباسه رداءً فنتازياً بأسلوب رمزي، يحثّ القراء على الاستقراء والاستنباط والتفكير بتأثير ما هو موجود اليوم من معطيات على ما يمكن أن يكون بعد مدة من الزمن، في دعوة للنظر الى لأمام من دون الركود والركون الى الماضي، دعوة الى عدم اللجوء الى استعراض المعاناة والدموع للحصول على تعاطف القراء، الى تصوير الدراما الانسانية بأسلوب غير معهود أو مألوف، أو تناول قضايا ماضوية كخلفية لاسقاطات ضرورية على أمور تحدث لاحقاً.
يكمن الهدف من تلك المبادرة الرائدة في إعطاء الكتاب العراقيين فرصة للتعبير عما يحدث حالياً من خلال رؤى فردية مستقبيلة تشبه الخيال العلمي، تتضمن أفكاراً وشخصيات بألوان وأسماء وتفاصيل عيش جديدة ومبتكرة.
صدر كتاب العراق (+100) باللغة الانجليزية وسيصدر قريباً باللغة العربية ألكترونياً، وساهم فيه عشر كتاب عراقيين من بينهم الروائي علي بدر، مرتضى گزار وغيرهم، وكذلك محرر المشروع، الروائي حسن بلاسم، الذي يعزي سبب عدم شيوع هذا الجنس الأدبي في العالم العربي الى افتقاد كتابنا للتنوع والموسوعية والابتكار، والتفكير بالوحدانية في الدين والسياسة، مما ينجم عنه الحاجة الى التعريف بالعراق أدبياً وليس سياسياً كما تنقل وسائل الإعلام العالمية، ذلك يدعو الى ترجمة الأعمال الأدبية الى اللغات العالمية، والى تغيير نمط التفكير التقليدي للكتاب، الذين فيما لو كتبوا عن الحياة الواقعية، ينتهون بنقد الوضع السياسي والتدخلات الدولية لا أكثر.
ليس بامكاننا تغافل كتابات تاريخية جعلت من الخيال (العلمي) موضوعاً لها وكتب تراث كأساطير وملاحم، والتي اخذت بالانتشار راهناً، بفضل التطور المتاح للتكنولوجيا وتبدل لغة العصر وأسالبيه التعبيرية، إذ من الجائز، برأي بلاسم، أن (تصبح الرواية على شكل لعبة الكترونية مستقبلاً، وربما ستشتري شركات عالمية مدناً بكاملها وتوّفر لها الخدمات، لذا فإن المشروع يمكن أن يجمعنا كعراقيين بعدما نسينا مفهوم الوحدة والاشتراك في مشروع موحّد. وينبغي الإشادة بالميزة الوحيدة لمرحلة ما بعد الاحتلال وهي الصدمة الإيجابية التي مكنتنا من طرح أفكارنا بجرأة وبشكل أرحب عبر وسائل الاتصالات الحديثة، لذا فان اهتمامنا لا ينبغي أن ينصب على اللغة وجمالها ومصطلحاتها فحسب، فكيف يمكن لابن عربي بلغته الفخمة أن يكتب عن السيارات المفخخة؟)
لكن هل ستصبح البرامج والتطبيقات الرقمية بديلا للكتاب التقليدي المقروء؟ وهل من الضروري أن تتغير أدوات التعبير الأدبي بتقادم الزمن وتغيّره؟ كل شيء جائز في المستقبل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟