الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أقصوصة / هل فاتني.....

بويعلاوي عبد الرحمان

2016 / 11 / 11
الادب والفن


أقصوصة


هل فاتني.....



رغم الحراسة المشـددة على الحـدود ، والذئـاب الجائعـة التي تجـوب المنطقة ليلا

وإحـسـاسي بالـتـعـب والـبـرد القـارس ، كـنـت أتـقــدم إلى الأمـام ، أحـث خطـاي

أطوي الطريق الترابي طيا ، حاملا كـيس الأسلـحة والدخيـرة على ظهـري ، كان

علي أن أعبر الحدود ، وأصل إلى المكان المعين قبل شروق الشمس ، ومن هناك

أنطلق ممتطيا بغلا إلى الجبال ، لأسلم الأسلحة والدخيرة للرفاق ، وإلا فقد أقع في

أيدي حراس الحدود ، المنتشرين كالجرذان في كل مكان ، أويطلقون النارعلي إذا

حاولـت الهرب ، حينمـا وصلت منهكـا وجائعـا ، استقبلني الشيخ عمـربوجـه باش

على غيرعادته ، رحب بي وشكرالرب على وصولي سالما ، أدخلني بيته الواطئ

قدمت لـنا زوجـتـه أم سعـيـدة ، القهـوة بالحليب ، وخـبـزالفطيـر الساخـن والسمـن

والعسـل ، حينـما انتهـيـنـا من الأكـل ، ودخـنـت سيجـارة ، وتدفـأت بنـارالحطـب

واسترحت قليلا ، بادرني الشيخ عمر قائلا :

- لن تصعد ياولدي هذه المرة إلى الجبل ، عليك أن تعيد الأسلحة والدخيرة .

- لماذا ياشيخ عمر؟

-لانحتاج لأسلحة ولالدخيرة ، بعد الآن .

- لماذا يا شيخ !!؟

- ألم يأتك النبأ السار.

- أي نبأ سارتقصد .

- لقد اتفقت القيادة مع العدو، لوقف إطلاق النار، تمهيدا لسلام دائم .

- وقف إطلاق النار، وسلام دائم !!!!

- نعم ، يا ولدي ، ولم نعد نحتاج لأسلحة ودخيرة .

قمت ، نظرت عبر النافذة الصغيـرة ، إلى الجبال التي كساهـا الثلج ، كانت بعيـدة

بعيـدة ، ثم نظـرت في وجه الشيخ ، غير مصدق الخبـر، كادت دموعي أن تنهمـر

حسرة ، لولاخشيتي أن ينعتني الشيخ بما أكره ، وضعت كيس الأسلحة والدخـيـرة

على ظهري ، ودون أن ألتفت إلى الشيخ قلت :

- وداعا .

- إلى اللقاء ياولدي ، رافقتك بركة الرب .

في طريق أوبتي خائبا ، ألقيت كيس الأسلحة والدخيرة على جانب الطريق الترابي

وتابعت السير سائلا نفسي : (( هل فاتني أن أكون فقيدا . ))


بويعلا وي عبد الرحمان ( بُويَا رَحْمَا نْ )

وجدة - المغرب










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غادة عبد الرازق: الساحة الفنية المصرية لم تعد بنفس قوة الماض


.. الفنان درويش صيرفي.. ضيف صباح العربية




.. -بحب الاستعراض من صغري-.. غادة عبد الرازق تتحدث عن تجربتها ف


.. أمسيات شعرية - الشاعرة سنية مدوري- مع السيد التوي والشاذلي ف




.. يسعدنى إقامة حفلاتى فى مصر.. كاظم الساهر يتحدث عن العاصمة ال