الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ترامب وسياسة الهجرة

عذري مازغ

2016 / 11 / 11
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


عندما انهلعت الأزمة الإقتصادية الأخيرة، أعيد الإعتبار لماركس من خلال قراءة كتاب الرأسمال،حيث حطم أرقاما قياسية في بلدان أوربا وأمريكا الشمالية.. اليوم بنجاح ترامب في الإنتخابات الأمريكية ربما ينهال الناس على إعادة قراءة أعمال هيتلر وهو عمليا ما بدأ من خلال مظاهرات مؤيدة لترامب ترفع شعارات النازية، مازلت أتذكرر حملة الرئيس الفرنسي السابق، كانت موغلة في الوطنية الفرنسية إلى أقصى الحدود وهو مارس قبل أن يترأس فرنسا نازيته بشكل محدود: منع الغجر (الجيتان) من السكن في المدينة التي كان رئيسا لبلديتها، هذه طبعا يعرفها الفرنسيون اليساريون جيدا ولسبب ما ، ربما يعود الأمر إلى أن المؤسسات الإعلامية تملكها الأوساط اليمينية بشكل يمنع ظهور تلك النزعات النازية لساركوزي مع أنه أبدا حنكة صارمة في الهجين الليبي.. 
بداية حملة ساركوزي كانت مخيفة أيضا للمهاجرين كحملة ترامب، غير أن أمورا ما حدثت أدت إلى تهذيب الموقف السازكوزي أو على الأقل حدت منه، فهو شخصية طماعة قد تؤدي شحنة من المال مهداة من رئيس عربي إلى تغيير سياسته وتهذيبها، نفس شخصية ترامب وإن كان في هيأته الغولية يشبه الرئيس الروسي بوريس إلتسين ملك الفودكا، نفس المواقف، من أجل خلق دينامية اقتصادية تنعش البورصات وليس الشعب تسمح شخصيتهم بعمل أي شيء، ترامب أيضا أعلن أنه سيعمل على إعادة الشركات الأمريكية للعمل بالداخل ، وأكيد إذا كان الأمر كذلك فإنه لا يمنع أيضا بتشجيع استثمار الشركات الأجنبية الأخرى، وعلى نقيض المعلوم هذا، فإن الأمر يفترض رضوخا تاما لمؤسسة الرسماميل العالمية منها على سبيل المثل تبخيس اليد العاملة بالولايات المتحدة وإن لا فالأمر لا يعدو بروباغاندا انتخابية، أو على الأقل سيتضح خطأه في سياسة الهجرة، المهاجر هو الوحيد الذي يقبل بالعمل وفق ظروف غير ملائمة ولا إنسانية وتشديد القوانين تجاه المهاجر لا يعني أكثر من تعبيده من قبيل أن يعمل في شروط من الضغط، أن يقبل بما يتاح له وهو في وضعية لا قانونية، بناء الجدار مع المكسيك لا يعني سوى قبول العمل من مهاجرين بشروط لا قانونية إذ أنه من حقنا أن نتساءل كم تكلفة ذلك الجدار؟ بالتجربة الميدانية أعرف أن تكلفته تكفي لبناء مؤسسات، تعاونيات وتشجيع استثمارات في البلد المصدر للمهاجرين بشكل يمنح الشغل والحياة لأولئك المرشحين للهجرة، كل الدول المستقبلة تتجاهل هذا وتشجع سياسات أمنية أثبتت مع الوقت أن الهدف منها ، هو خلق عبيد لمجتمع الرفاه، عبيد من نوع آخر ، عبيد يفرح لمجرد انسلاته للبلد المستقبل ثم يبدأ يؤسس حياته وفقا لشروط لا قانونية، في ألميريا مثلا أكبر مناهض للمهاجرين هو في نفس الوقت الذي في ضيعاته الفلاحية المكثفة نجد اكبر عدد من المهاجرين غير الشرعيين، ماذا يعني ترامب ببناء سياج مع المكسيك؟ يعني عندنا نحن الذين عملنا في الميدان: 
عدم أي تشريع قانوني للتسوية
يعني إطالة استغلال المهاجرين في وضع لا قانوني
يعني تبخيس اليد العامل في الولايات المتحدة بوجود منافسين عمال ليست لديهم رخصة في الشغل
يعني سن ما يناقض تصريحاته إضافة إلى أمر آخ لم أثره أعلاه في مسالة تشجيع الشركات في الإستثمار داخليا: هيلاري توعت في البروباغاندا الإنتخابية تشريع بيع الماريخوانا، لن نستغرب أيضا أن ترامب سيضع قانونا لتبييض أموال مافيا المخدرات.
أقول هذا بالتجربة، فالحزب الرائع عند الأوربيين هو من يجلب خيرات لبلدهم مع الإبقاء على نفس التفاوتات الطبقية، إن المبدأ الأساسي حو خلق مجتمع مدجن، يجب اولا خلق ظروف كريمة للمواطن حتى وإن كان لا يعمل، يجب إسكاته بتوفير ظروف متاحة للسكن، للتغذية، للتناسل ولو على حساب التكافل الإجتماعي، يجب أيضا أن يبدوا الأمر بشروط منها تلك الفقاعة التي مثلا أحدثها الحزب الشعبي الإسباني، أن يبرهن المواطن على أنه يبحث عن الشغل من خلال شهادات مضحكة، أن لا يكون له دخل من مصدر آخر (مع تفاوتات في التقييم، بحيث مع المهاجر تضاف شروط أخرى بينما المحلي لا)، أن يكون سكيرا ومخدرا بأقراص طبية (دور مصحات علم النفس الاوربية)( مع الذكر أيضا أن هذه الشروط مفتية من طرف المركزية الاوربية ومؤسساتها المالية). لا غرو أن الرأسمالية تؤكد لنا أن الإنسان يصارع لأجل الحرية فيما قيم التكافل الإجتماعي الاوربية أثبتت بالملموس أن النقابات العمالية كمؤطرة أصيبت بالصم التام، تكيفت مع شروط الرفاه بشكل أصبح ميلها العام هو تثبيت شروط السلم في مجتمعاتها، في أوربا، كل النقابات تناولت قضية الهجرة من باب إنساني للتشفي والواقع أنها لم تضم بعد منخرطين لا شرعيين كالمهاجرين اللاشرعيين، حين تسأل النقابي عن غياب منخرطين مهاجرين، يجيبك بما يصدم: لأنهم غير شرعيين أو لأنهم غير واعين بالنضال، لكن كيف لنقابة لا تناضل أصلا أن تؤطر مهاجرا غير واعي ، إنها تقول أن عصر الصراع والنضال ولى في أوربا، عاملها يملك خردة سيارة تنقل ومنزل مرهون للبنك وكل شيء مرهون حتى آلة الغسيل والتلفاز الذي أصلا لا يعكس ثقافتك.
تبدو الآن خرافة النضال لأجل الحرية أمرا ذي جدوى، إن اول تحفيز على الحرية صدرت من الإعلام المشرقي الذي لا ينعم أصلا بالحرية، من ثم النضال من أجل الحرية اكتسى في عالمنا الشمال إفريقي والعالم العربي خاصية انتخابية: إن الحراك الإجتماعي الذي انتفض بسبب من اوضاع الشعب الإجتماعية اختزل في انتخابات نزيهة تعني تغيير رايس برايس آخر واختزل الأمر في أن الصراع هو صراع الإنسان نحو الحرية، إن وسائل الإعلام المشرقية الهجينة هي من تعتقد أن الامر مختزل في مشكلة ترشيح رئيس بشكل ديموقراطي، إن حركة الربيع العربي الذي تحول إلى رهج خريفي، مرتبط ضمنيا بآلية الحراك الإجتماعي العالمي تفجر موضوعيا بتونس لأسباب يعلمها الجميع الآن لأن تونس خلقت المفاجاة، ونجاح تونس في تفجيرها هو أنها في بدايتها لم تؤخذ بعين اعتبار المؤسسات المهيمنة عالميا، لقد انتبهنا إلى تونس في الوقت الذي زين العابدين بن علي جمع (قلاويه بالتعبير المغربي)، لعل الذكاء التونسي يتجلى في أنه استغفل المؤسسات المهيمنة على العالم. إن الإعلام العربي وحده هو من أحالنا أننا نبحث عن الحرية، وتختزل هذه الحرية في كونها حرية اختيار رئيس للدولة بينما كل الحراك الإجتماعي لم يكن يقبل بأكثر من حل مشاكله في البطالة وبؤس الأجور واستثمار موارد الوطن بشكل عادل إضافة إلى تحقيقي العدالة بشكل عام .. الذين يحتاجون الحرية هم المفكرون لأجل إنتاج خرافاتهم، والحاصل أن أغلبهم لا يمارس الصراع لأجلها بقدر ما ينتج حرية هجينة أقرب إلى تقديم قداس إلى أوليائهم.
الصراع السياسي هو صراع اجتماعي وهو هو بتعبير ماركس صراع طبقي، هناك مؤثرات أخرى في الصراع صحيح، وهي أساسا أثر لهيمنة أيديولوجية، هيمنة فكر معين في توجيه القطيع، لهذه الهيمنة، بالتعبير العاملي (نسبة إلى مهدي عامل) أثر سياسي هو أثر فعل الطبقة المسيطرة التي في عالمنا يمثل الإعلام الرسمي المشرقي واجهته.
لنعد إلى ما بدأته. إن إشكالية الهجرة في العالم الغربي، إن طقوس رفض المهاجر وتشحين النزعة القومية ضده، لا تعني في آخر المطاف غير استغلاله، لا أدري لماذا دوما حين اتكلم بشكل خاص عن الجمهوريات الرومانية القديمة، أستحضر هذا الشكل من الهيمنة في نزعة الرأسمالية الحديثة، بالنسبة لي لا تمثل أكثر من تهذيب للوحشية الرومانية في هذا العهد، كانت يوما قبيلتان هي من يحكم روما، وبسبب نباهة أحد القياصرة، أضاف محيط روما للإنتخاب ، هذه اللعبة لا زالت متواصلة، والفكر بشأنها متفاوت: يمثل المهاجرون بألميريا أكثر من 20 في المائة، ويمكنها أن تغير في المعادلة الإنتخابية، لكن بشكل غير مفهوم نجد العمال المهاجرون الذين تجنسوا، لتأكيد جنسيتهم يرشحون أكبر الأحزاب مناهضة للمهاجر (في هذا السياق أحضر وزيرة الهجرة في حكومة ساركوزي، كانت مهاجرة وطبعا تلعب الدورين في الوعي: مهاجر لا يحب المهاجرين: شهادة حسن سيرة. كم هي نموذج رائع في البروباغاندا.
أغلب المهاجرين المجنسين هم من هذه الطينة، والأكثر استثناء في الأمر هم اولئك الذين حملتهم مواقفهم في بلدانهم للهروب من الجحيم، يساريون بعضهم تيمن وبعضهم بقي مغتربا عن الوطن وعن الذات وعن الوطن الجديد: من يملك ممانعة ثقافية لا تستطيع أن تشتريه بمالك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اخطاءت الظن
امين ( 2016 / 11 / 11 - 23:22 )
الرءيس المنتخب من قبل غالبية الشعب الأميركي دونالد ترامب ، يختلف عن اسماء الروؤساء الأوربيين اللذين ذكرتهم حيث قبلوا الرشوات ، ترامب ليس بحاجة الى الأموال ولا الى بيوت ولا الطمع في دخول البيت الأبيض ، بيوت ومنازل دونالد ترامب افضل وأجمل من البيت الأبيض ومحتوياتها اثمن من البيت الأبيض ، ترامب همه الاول إنقاذ اميركا من الفساد السياسي الديمقراطي ، والحد من الهجرة الغير شرعية من دول آسيوية متخلفة ومتعصبة جاهلة لا فاءدة من وجودها سوى القذارة ، وايضاً تنظيف واتصفية المجتمع الأمركي من المهاجرين الغير شرعيين اللذين هم لا اقل من غيرهم من المهاجرين ، وغالبيتهم من اصحاب السوابق من مجرمين وتجار مخدرات وقتلة ، ، لهذا السبب انتخب الشعب العريق لترامب ، لهذا يا سيد الكاتب ترامب سينقذ اميركا وهذه هي البداية وسيستمر من بعده بهذه الأفكار العادلة .


2 - أمين
عذري مازغ ( 2016 / 11 / 11 - 23:34 )
بكل صارحة لم تضف أي جديد، ستأتيك الأيام بما لا تشتهيه السفن، أعتقد أني تكلمت عن موضوعات موثوقة، حاول أن تقرأ تصريحات دونالد حول الهجرة لتعرف أنه ليست أكثر من تعبيرات الحزب الشعبي الإسباني نفسها قبل أن يترأس الحكومة الإسبانية


3 - أهلاً بالرياح
امين ( 2016 / 11 / 12 - 02:49 )
هذه الرياح أريح من رياح حكومات العربية وخاصة الاسلامية ، والتي بسببها تشرد الملايين وغدوا حفاة على أبواب دول أوربيًة ، مهما كانت قساوة ترامب لن يرضى ان يذبحوا او يهجروا او يغتصبوا او ينهبوا كما فعلوا المسلمين في البلاد العربية على يد الام الحنونه حزب الاخوان المسلمين وبناتها واخواتها وشقيقاتها في الاجرام والارهاب . من الان بداء حكام الدول العربية يلمحون للمجيء الى اميركا لتقبيل أيادي ترامب ، وغداً لناظره قريب. نعم لترامب .


4 - السيد أمين: تحياتي
عذري مازغ ( 2016 / 11 / 14 - 11:37 )

يحتمل الامر توافقا مع رأيك أن لا يكون السيد ترامب مرتشيا كما قلت وفي قولك نسبة كبيرة من اليقين، يحتمل أيضا الأمر العكس، ساركوزي كان غنيا أيضا وإن لم يكن بحجم ترامب، على أن الغنى ليس من يحد من جشع أي رأسمالي ولهذا أقول بأنه يحتمل نسبة من اليقين، بخصوص موقفك الواصف للأسيويين بالحثالة ، بالنسبة لي هذا موقف عنصري ببساطة لأنه قول ينم عن خلفية حكم مسبق بالتعميم وكأن المواطنون الأمريكيون لا يتصفون بأنذل الأخلاق بدليل حجم الجرائم المتنوعة بها أما بخصوص النقطة التي أدرجتها حول -أريح رياح حكومات العربية- فأنا لست في موقع الدفاع عن رهج الحكومات العربية لأني أنتقدها - مثلك ، أما وضعها كما لو أني أبشر بها فتلك أمور مألوفة في العالم الناطق أو الكاتب باللغة العربية بشكل عام، يقولك ما شاء أو يوحي بأنك تقوله لتسهل عليه بلاغة نقدك فلا ناظر لك معي إذن مادمت لم أقل نقيض ما هو ناظره قريب، فنحن ننتمي إلى دول حكوماتهاخاضعة لنفوذ أمريكا والدول الرأسمالية الأخرى وملزمة بادء الطاعة لها

اخر الافلام

.. ثلاثة قتلى إثر أعمال شغب في جنوب موريتانيا • فرانس 24


.. الجزائر: مرشحون للرئاسة يشكون من عراقيل لجمع التوقيعات




.. إيطاليا تصادر طائرتين مسيرتين صنعتهما الصين في الطريق إلى لي


.. تعازي الرئيس تبون لملك المغرب: هل تعيد الدفء إلى العلاقات بي




.. إيران .. العين على إسرائيل من جبهة لبنان.|#غرفة_الأخبار