الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ترامب ، وشرق أوسط ، مضطرب الوعى والمبدأ

عبدالجواد سيد
كاتب مصرى

(Abdelgawad Sayed)

2016 / 11 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


ترامب ، وشرق أوسط ، مضطرب الوعى والمبدأ
لاشك إن إرتفاع مد الإرهاب الإسلامى ، فى الشرق الأوسط والعالم الغربى ، مع إرتفاع موجات الهجرة من نفس العالم الإسلامى المتخلف إلى العالم الغربى المتقدم ، مع مافى ذلك من تناقض واضح ، هو الذى أدى إلى إرتفاع مد اليمين المتطرف فى العالم الغربى أيضاً ، ولم يكن خروج بريطانيا من الإتحاد الأوربى ، وإنتخاب ترامب رئيساً فى الولايات المتحدة أخيراً، سوى دليلاً على ذلك ، مع إحتمال هزات أخرى قد تشهدها دول الإتحاد الأوربى ، خاصة فى فرنسا وألمانيا. فنحن هنا لانرصد واقعاً جديداً ، فالمشهد واضح ومفهوم، ولكن الغير مفهوم فعلاً ، هى ردود الفعل على هذا الواقع فى شرق أوسطنا الغريب ، وخاصة فيما يتعلق بإنتخاب ترامب ، فبينما أثار هذا الحدث شعوراً من عدم الإرتياح العام فى العالم ، فقد أثار هنا شعوراً بالإرتياح العام ، بحجة أن هذا اليمينى المتطرف ، هو الوحيد القادر على إقتلاع شأفة الإرهاب ، الذى ذرعه حزب كلينتون فى الشرق الأوسط؟ فهل يعقل هذا؟
هل يعقل أن أقليات النفاق ، التى تشكو التمييز والإضطهاد ، ترحب بهذا المتعصب المتطرف الذى يحتقر جميع الأقليات، والمسلمين بشكل خاص ، والذى منهم الجار والصديق ، هل يعقل أن يرحب اليساريون ، بترامب النيوليبرالى المتوحش ، الذى لايريد رائحة ضرائب على رأس المال ، ولا رائحة تأمينات على العمال ، هل يعقل أن يرحب الليبراليون ، بترامب العنصرى البغيض ، الذى يميز بين الناس بلون بشرتهم ، ويقسم العالم بين صفر و بيض وسود ، أم أن ذلك بحجة الضرورة ، تبعاً لحكمة التحالف حتى مع الشيطان؟
حكمة التحالف حتى مع الشيطان لاتجوز إلا إذا إستنفذنا الوسائل ، فمتى إستنفذنا الوسائل ، ومتى حاربنا الإرهاب بإخلاص؟ متى وضع المسيحى يده فى يد جاره المعتدل المسلم من أجل محاربة الإرهاب بدلاً من أن يستعين على الجميع بمدافع الخمينى وبوتن؟ متى قرر اليسارى والليبرالى حمل السلاح والنزول إلى الميدان لمحاربة الإرهاب ، بدلاً من ترك الساحة لعصابات الإرهاب والجلوس على المقاهى؟ أم أن ذلك بحجة أن حزب كلينتون هو الذى زرع الإرهاب؟ فهل حقاً زرع حزب كلينتون الإرهاب ، أم أن الإرهاب نتاج شرق أوسطى إسلامى خالص ، إتخذ منه حزب كلينتون يوماً موقفاً سياسياً خاطئاً ، موقف سياسى قابل للتغيير والزوال ، وليس موقفاً أيدولوجياً ثابتاً . ألم يتغير هذا الموقف فعلاً من سنى إلى شيعى ، إلى كردى علمانى ، يقاتل اليوم ، على مرأى ومسمع من العالم ، فى الرقة والموصل ، بقيادة حزب كلينتون؟ ألا يعنى هذا الإختيار الأخير لا صريحة لميليشيات السنة والشيعة؟ ألا يعنى عملية جراحية كبيرة فى ذلك الجزء المضطرب من العالم ، إسمها إحياء معاهدة سيفر، ربما كانت جاهزة للتوقيع على مكتب كلينتون؟
من يضمن لنا اليوم أن الديماجوج سوف يمضى بالتوقيع على إجراء العملية الجراحية المعطلة منذ مائة عام ، من أجل خلق دولة علمانية للأكراد تفصل بين هذه الوحوش الدينية المتصارعة ، العرب والفرس والأتراك وميليشياتهم ؟ الحل الأمثل الذى تمخضت عنه تجربة خمس سنوات من الصراع والدمار والموت ، من يضمن لنا أنه لن ينحاز أو يظلم ، أوحتى يغلق جميع الملفات و يبدأ المأساة من الصفر مرة أخرى ، فكل إحتمال مع الديماجوج جائز، وكل إحتمال مع الديماجوج يحتمل أن تستمرمعه مأساة الشرق الأوسط ، منطقة من العالم ، مضطربة الوعى والمبدأ.












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الصحافي رامي أبو جاموس من رفح يرصد لنا آخر التطورات الميداني


.. -لا يمكنه المشي ولا أن يجمع جملتين معاً-.. شاهد كيف سخر ترام




.. حزب الله يعلن استهداف موقع الراهب الإسرائيلي بقذائف مدفعية


.. غانتس يهدد بالاستقالة من الحكومة إن لم يقدم نتنياهو خطة واضح




.. فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران تعلن استهداف -هدفاً حيوياً-