الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ترامب والخراف الضالة

يوسف الصفار

2016 / 11 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


ترامب والخراف الضالة
الجموع التي تدفقت الى اوربا رغبة باللجوء تخلصا من الحروب المستمرة التي اتت على المنطقة و بحياة اكثر اطمئنانا . حساباتها تتناقض مع رؤيتها المستقبلية التي تصطدم بعد سنين من المعايشة . اوربا الغربية تعاني من ازمة نمو سكاني وهي تتحرك باتجاه الانهيار المجتمعي فالماكنة الرأسمالية تحتاج دائما الى من يحركها ويعطيها زخم للاستمرار وسط لجاجة الفرد الاوربي بتبني حريته وطموحه الذاتي بعيد عن المتطلبات الاجتماعية للسكان والارادة السياسية ..
وسائل الانتاج الجديدة والرخيصة المتمثلة بجموع المهاجرين بامكاناتهم العضلية او الفكرية هو النسغ الذي سيمد شجرة حياة اوربا المشرفة على الانهيار الوظيفي ولكن هذه الجموع هل ستتوافق رؤاها مع الرؤية الرأسمالية التي تعتمد على حسابات دقيقة وباساليب تجريبية متنوعة . لم يبقى للاسيوي حتى يكون اوربيا غير الخيال لتصورات وهمية انه سيعيش عالم جديد اهم مميزاته الحضارة ومتطلباتها الخلقية والمادية .
بمرور تواجده سيعي ان ما تصوره في عالم يطمح الانسجام معه اخذ يتبدد . فياخذ بالبحث عن كيان جديد يلملم به شتات نفسه واذا كان لايمتلك الحصانة الثقافية اللازمة فسنجده ينخرط بجموع المتدينين اصحاب الرؤى الغيبية .
امريكيا هي بوصلة اوربا ساهمت تاريخيا في زعزعة الافكار التقدمية والمتحضرة في اذهان شعوب المنطقة الغنية بالبترول سحبت معها شعوب اسيا وافريقيا الاسلامية وقضت على كل تطلع فكري يستمد مقوماته من الحركات الفكرية الشيوعية وما ان تمكنت من غسل عقول جماهير المنطقة بايجاد افكار قومية علمانية كبديل موقت حتى التفت لاحقا على هذا البديل واسقطته باحتلال مباشر او غير مباشر كثورات شعبية اسميناها الربيع العربي ثم قامت بادارة البوصلة الفكرية نحو الدين والتدين فانعشت وبمساعدة السعودية الوهابية والايرانية الخمينية النزعات الطائفية الماحقة لكل اساليب الحداثة وتهديم اركانها .
القدرات المادية للحركات الوهابية الممولة من السعودية وقطر تمكنت من احتضان هؤلاء المهمشين في دهاليز جوامع ضخمة بنيت وسط اوربا وما ان شعر الفرد بقدراته على تجاوز معطياته المادية والفكرية حتى اخذ يتسابق بغلوه وعجرفته الى الحد الذي اخذ يفرض اخلاقه الدينية الغير متسامحة ورؤاه المتمثلة بالشريعة الاسلامية على المجتمعات المتحضرة التي يعيش وسطها .
وحينما استنفذت البوصلة الامريكية كل متطلباتها بتدمير شعوب المنطقة وكياناتها بخلق القاعدة وداعش وغيرها من الحركات الاسلامية المتطرفة كالاخوان المسلمين و ولاية الفقيه وتمكنت من بعث الحياة في دولة اسرائيل وديمومتها اخذت على عاتقها الان ان تمارس التغير المباشر الذي يستلزم متطلبات المرحلة اللاحقة فاتجهت بضرورة ازاحة اللوبي السياسي الامبريالي القديم بلوبي اكثر صراحة ووضوح لذا نجد ان انتخاب ترامب لم ياتي من فراغ او ضربة حظ كما يتخيله البعض انها ضرورة متلازمة مع التغيرات التي ستجري على العالم .والمنطقة .
ليس من قبيل الصدفة ان تتفق ويكليس مع المخابرات الامريكية وفي بداية الانتخابات بفضح كلينتون ووضعها في مدارج المسائلة وليس من الهوس الفكري ما يلوح به ترامب انه سيغير السياسة الامريكية ويعيدها قوية كما كانت في اواخر الستينات . انه النموذج الفريد خارج الحلبة الذي سيضع النقاط على الحروف .
في آخر تعليقات الكارديان بينت ان الرابحين بمجيء ترامب هو بوتين وبشار الاسد وعلى الصعيد الاسيوي تكون الصين اكثر الرابحين واليابان اكثر الخاسرين اما الاتحاد الاوربي فالتفكك مصيره المحتوم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تأخذ استراحة بشكل صحيح؟ | صحتك بين يديك


.. صياد بيدين عاريتين يواجه تمساحا طليقا.. شاهد لمن كانت الغلبة




.. أمام منزلها وداخل سيارتها.. مسلح يقتل بلوغر عراقية ويسرق هات


.. وقفة أمام جامعة لويولا بمدينة شيكاغو الأمريكية دعما لغزة ورف




.. طلاب جامعة تافتس في ولاية ماساتشوستس الأمريكية ينظمون مسيرة