الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دونالد ترامب ... رئيس بلا مهارات لمرحلة بلا ملامح

صادق العلي

2016 / 11 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


دونالد ترامب ... رئيس بلا مهارات لمرحلة بلا ملامح
,,,

وعد ترامب باتخاذ قرارات ضد المهاجرين في حالة فوزه , وبالتحديد ضد الاسلام كدين والمسلمين كمواطنين امريكيين من الدرجة الثانية , بعد فوزه بالانتخابات ووصوله الى البيت الابيض , وها هو يتسلم مقاليد الحكم بالتدريج من سلفه , لحين موعد القسم والتنصيب الرسمي .
هناك من اخذ هذه التهديدات على محمل الجد, وشكلت صدمة كبيرة لهم كمواطنين امريكيين يعتنقون الاسلام , من ناحية اخرى ,وتأسيساً على هذه التهديدات, هناك تهديات اخرى متوقعة , من قبل المنظمات والشخصيات المتطرفة , وستكون على شكل اعتداءات اما منظمة اوعشوائية , إذ يرى المتطرفون البيض ان الوقت مناسب للقيام بهكذا اعمال عدوانية ضد الاقلية المسلمة بالتحديد, على غرار ما حدث بعد اعتداءات ( سبتمبر- نيويورك) , فلقد تأثر بشكل او بأخر التعايش الاجتماعي بين المسلم والاخر الابيض , بعد تلك الاحداث واصبح على المحك , طبعاً حاولت المؤسسة الرسمية , بخطاباتها وتوجهاتها ان تكون عادلة قدر المستطاع , لكنها سقطت في اكثر من مكان وزمان بدوامة المحافظة على الامن من جهة , وعدم المساس بالحريات الخاصة من جهة اخرى .
هذه المرة مشكلة المواطن الامريكي المسلم مع رأس الدولة !, مع الرئيس الامريكي المتطرف العنصري , ومن خلفه تنتعش العقول المتطرفة , وتزدهر الافكار الهدامة , على عكس ما ينادي به الدستور الامريكي , لهذا اقول ان الرئيس ترامب بتطرفه وتعصبه , سيخلق مشكلة بينه وبين الدستور!, وليس المشكلة مع الامريكيين المسلمين فقط , لانهم يمتلكون حق المواطنة , ويخضعون للمسائلة كباقي افراد المجتمع, اذا ما ارتكب احدهم مخالفة قانونية , فكيف يتعرضون لعقوبة جماعية لمجرد اعتناقهم الدين الاسلامي ؟ او لان بعضهم كان قاتلاً او متشدد ايدولوجي .
قوانين مكافحة الارهاب التي وضعت بعضها في عهد الرئيس جورج بوش , من بعده عدّل على بعضها واضاف اليها الرئيس باراك حسين اوباما , هذه القوانين وضعت لمحاربة لحالة هلامية مُبهمة !, وليس لضبط جريمة محددة او لمعرفة المجرم الحقيقي , خصوصاً لمن يعيشون بداخل الولايات المتحدة الامريكية , فالجميع يمكن ان يكونوا ارهابيين وبأي لحظة !, وبالتالي يمكن تطبيق تلك القوانين عليهم , في كل مرة يكون تطبيق هذه القوانين بالخطأ !, والعذر موجود دائما وهو حالة اشتباه !, او خطأ في التحقيق ادى الى الاعتقال الخاطئ !, اما العنوان الاكثر تداولاً هو المحافظة الامن القومي , لهذا لن نختلف اذا كانت العقوبات شديدة ولا تناسب الجريمة , لا بأس , ولكن بشرط انها تمسك بالمجرمين , ويتم تطبيقها على المجرمين , لكننا سنختلف على ان لا تكون الفزاعة بيد افراد واجهزة امنية واخيراً بيد الرئيس دونالد ترامب .
طالبنا كثيراً كما الجميع بتحديد مفهوم محدد للارهاب( المصطلح خطأ بالعربية) , او تعريفه بصورة دقيقة , ايضاً تحديد الاعمال التي تُحسب على الارهاب , ولا من جواب , لذلك لا نستغرب ان تقوم السلطات الامنية بأعتقال مقامر مخمور حد الثمالة واتهامه بأنه مسلم متشدد , او ان تعتقل عربي لتدرك فيما بعد انه غير مسلم !, هذا اما تخبط غبي من قبل الاجهزة الامنية او هي سياسية متعمدة , لتعمل ما يحلوا لها بحجة محاربة الارهاب , هذه الحالة تجعل القلق والشعور بالتهديد يسيطر على عقل العربي حتى غير المسلم , لذلك لا استغرب , ربما ساهمت هذه الاجهزة الامنية بوصول دونالد ترامب الى البيت الابيض , كي تُكمل مسيرتها بمحاربة العدو المبُهم الهلامي الارهاب ( هذه التسمية خطأ شائع ) , وترسم خارطة طريق لعمله في هذه الملف , من خلال تصعيد حالة الارهاب الداخلي محاربتة , وانعكاسه على الشرق اوسطية , او العكس , اما كيف يتم التصعيد ؟, يتم ذلك وفق السيناريوهات المحبوكة بشكل جيد اعداداً وتقديماً .
بعيداً عن الاستراتيجيات الطويلة الامد التي رسمها المحافظون الجدد , ومدى ترسيخها او انتهاء فترة صلاحياتها , ايضاً استحواذ التنين الصيني على الاسواق العالمي وكيفية السيطرة عليه من الباطن , او حتى محاربته بشكل علني ,لا ننسى سياسية قيادة العالم تكنولوجيا, وارتباط العالم معلوماتياً بالولايات المتحدة الامريكية ,هنا القيادة المطلقة للعالم تحتاج بالضرورة الى احداث معينة , فلابد من صناعة تلك الاحداث !, ايضاً تحتاج اعداء , فلابد من صناعة الاعداء !, كي يكون هناك مبرر للقيام بحرب مثلاً او احتلال , عمل على هذه الملفات الكبيرة متخصصين لعقود طويلة , للوصول الى اهداف وغايات مرسومة ومحددة , ولابد ان يصلوا اليها مهما كان الثمن , المتخصصون لا يتركون شيء للمفاجئة , او للقدر , ويضعون دور محدد لكل واحد ليقوم به , وان كان الرئيس , بصرف النظر ان كان يعرف انه يقوم به او لا يعرف , يأتي دور الرئيس دونالد ترامب ليس بصفته واضعاً احد السيناريوهات , لا طبعاً , ولا المشارك بصياغتها او تقديمها للراي العام العالمي او المحلي , انما تنفيذ جزء منها , وليس هناك خياراً اخر له كونه دخل اللعبة السياسية واصبح جزء منها .
دونالد ترامب الرئيس الذي اطلق كمية من التهديدات تكفي لأستحداث حروب ومجازرجديدة, هذه التهديدات بالضرورة ستضع الجميع على المحك , اقصد بالجميع هنا الجالية المسلمة والمحسوبين على الاسلام في داخل امريكا , افراداً ومنظمات مجتمع مدني واتحادات ثقافية وفنية , ايضاً المراكز الدينية بوصفها المعني الاول بهذه التهديدات , واخيراً الاكثر خوفاً وخضوعاً وتبعية , هم الرساميل العربية في امريكا , واصحاب الوظائف المناصب الحكومية !.
صادق العلي - ديترويت








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صورة مفجعة لفلسطينية في غزة تفوز بجائزة -أفضل صورة صحافية عا


.. وسط تفاؤل مصري.. هل تبصر هدنة غزة النور؟




.. خطوط رفح -الحمراء- تضع بايدن والديمقراطيين على صفيح ساخن


.. تفاؤل في إسرائيل بـ-محادثات الفرصة الأخيرة- للوصول إلى هدنة




.. أكاديمي يمني يتحدث عن وجود السوريين في أوروبا.. إليك ما قاله