الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أقصوصة / زيارة

بويعلاوي عبد الرحمان

2016 / 11 / 13
الادب والفن


أقصوصة


زيارة


طرقت الباب بقبضة يدي اليمنى ، ثلاث طرقات ، كما رأيت الزائرين يفعلون ، فُتحـت

كوة صغيرة في الباب ، ظهر وجه غلام ، فتح الباب وقال لي :((مرحبا بك ، تفضل))

دخلت إلى حوش الدار الواسع ،الذي تتوسطه شجرة ليمون، أغلق الباب ، سرت خلفه

نحو حجرة على اليمين، مؤخرته مكتنزة وعطره فواح،الحجرة صغيرة وخالية إلا من

كرسي خشبي وحصيـر بال ، جدران الحجرة تآكلت بفعـل الرطوبة والقدم ، واخـتـفى

طلاؤها ، تفرسـت في قسمـات وجه الغلام ، الأنثوي الجميل ، ذي العينيـن المكحلتين

والشفتيـن الصغيرتين ،الورديتين وشعره الأسود الممشـوط إلى الخلـف ،المنسدل إلى

كتفيـه،اشتهيتـه، نفحتـه ثمن الزيـارة وبقشيشـا ،دس البقشيش في جيبه ،وأبقى نقود

الزيارة في يده، شكرني وطلب مني الانتظـارقليلا ، لأن الفتيـات منشغلات مع زبائـن

آخرين، ثم انصرف باسما ،خلعت معطفي وعلقته بمشجب خشبي في الحائط ،جلست

على الكرسي ،أشعلت سيجارة، نفثت دخانـها في فضاء الحجرة ، بعد لحظـات دخلت

أم أحمد صديقي ، قمت مصدوما ، أخذت نفسا عميقا من السيجارة،رميتـها وسحقتها

بحذائي سحقا ، خلعت سروالها ،واستلقت على الحصير، شمرت فستانها عن فخذيها

المترهلتين ، وفرجها المشعر.

- وَاشْ كَدِّيرِي ، أَلَلاَّ ؟ !! : قلت

- مَالَكْ ، ألا ترغب في النوم معي ؟ : قالت

- ليس الآن ، ربما في مرة قادمة ، لست على ما يرام ياسيدتي : قلت

- كما تشاء ، لكن لاتتأخرفي زيارتنا : قالت

- إن شاء الله : قلت

ارتديت معطفي وانسحبت ، وأنا أحاول فتح الباب ، كنت أسمع صوت الغلام : (( عد

عد ، هنـاك فتيـات أخريـات ، صغيرات وجميلات ، إن لم يعجبنـك ، خذ نقودك )) لم

التفت ، كنت قد قررت أن لا أعود أبدا ، أبدا ، أبدا .


بويعلا وي عبد الرحما ن ( بُويَا رَحْمَا نْ )

وجدة - المغرب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غادة عبد الرازق: الساحة الفنية المصرية لم تعد بنفس قوة الماض


.. الفنان درويش صيرفي.. ضيف صباح العربية




.. -بحب الاستعراض من صغري-.. غادة عبد الرازق تتحدث عن تجربتها ف


.. أمسيات شعرية - الشاعرة سنية مدوري- مع السيد التوي والشاذلي ف




.. يسعدنى إقامة حفلاتى فى مصر.. كاظم الساهر يتحدث عن العاصمة ال