الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غُرُوب

ادريس الواغيش

2016 / 11 / 13
الادب والفن


غُــــرُوب
قلم: ادريس الواغيش
ككُلِّ مَسَاءَات الصَّيف...
ينسَاقون كالدُّود وَسَط زُقاق أعْجَمي أزرق، يُفضي إلى سُور ينتهي إلى البحر على شكل أفعى، كلمَا اقتربوا من البحر، يكثر عدَدُهم يَتناقصُ ضَجيجُهم!.
عند وُصولهم يَصْمُتون، أو تتلاشى أصواتهم أمام هَدير أمواج البَحر، يستقرّون فوق السّور للحظات، يأخذون صورًا وأحيانا بعض القبلات، ينتشُون و يتعَانقون، يُتمتِمُون وهم يُتابعون بهُدوء حُمْرَة قُرص الشمس يَنحَدِر في بُطء إلى حيث لا يعرفون.
بحرُ يعجُّ بكائنات البَرّ، وبرٌّ يجعُّ بكائنات البَحر، وسَمَّاكون يَصيحون بأثمَان الحُوت في انتظار حُلول الظلام، ثم يصمُتون بدَورهم في انتظار زَبائن مُنتصف الليل، يتحدَّثون فيما بينهم وفي صَمت مخيف عن حُوت كبير، يلتهم ما في البَرّ والبَحر معًا‼.
صمتٌ في البَحر، يقابلهُ صَمت في البَرّ، ولا أحد يعرفُ مَصير الشمس بعد الغروب، أو أين يستقرُّ الحُوت في آخر الليل، وحين يسأل الأطفالُ ببَراءة وعُمق:
- أين تغيبُ الشمس؟ أين ينام الحُوت؟
يَخْتصر الآباءُ والأمَّهات أجوبتهم في سَذاجة مُفتعلة:
- في البَحر..!
- أين يعيش الحوتُ الذي يلتهمُ كل شيء في البَرَّ والبَحر؟
- لا نعرفه، نحن مثلكم نسمَع به من خلال ما يَحكيه السَّماكون‼
- أين تغيبُ الشمس؟
هي الأخرى في البحر...
ويَنسَوْنَ عن عَمد، وقد أظلم الليل، أن بعضَهم سَيراها ثانية في الصَّباح وهي تطلعُ من جهة الشرق، لكن بَعضَهم الآخر يتناسى عن قصد، أنه لن يراها ثانية....
لا من جهة الشَّـرق و لا من جهة الغـَرب ‼








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصدر مطلع لإكسترا نيوز: محمد جبران وزيرا للعمل وأحمد هنو وزي


.. حمزة نمرة: أعشق الموسيقى الأمازيغية ومتشوق للمشاركة بمهرجان




.. بعد حفل راغب علامة، الرئيس التونسي ينتقد مستوى المهرجانات ال


.. الفنانة ميريام فارس تدخل عالم اللعبة الالكترونية الاشهر PUBG




.. أقلية تتحدث اللغة المجرية على الأراضي الأوكرانية.. جذور الخل